الغباء نعمة أحيانا – الكاتب الصحفي فاروق عدنان – لبنان
العالم الآن – “متشکرم ایران” او بلغتنا اللبنانية شكرا إيران جملة لطالما ترددت على لسان مؤيدي محور الممانعة، الا ان اليوم باتت رسالة شكر تذلها “نكت” اللبنانيين الذين يطلقون صرخة النجدة بعد تصدير اول حالة لفيروس الكورونا من خيرات الجمهورية الاسلامية الايرانية. حل شبح الانهيار الاقتصادي والامني ولم يبقى سوى الابادة البيولوجية الجماعية لقاطني لبنان لعل العائلات الاقطاعية تكتفي من السرقات الوقحة التي ادت الى حرماننا من ابسط حقوقنا الانسانية مسببة الاهمال والقمع المستمر لحرية التفكير.
تعتبر القاعدة الشعبية في لبنان الحجة الوحيدة لهيمنة الاحزاب على الساحة الداخلية حتى ان انطلقت ثورة 17 تشرين وخسرت الميليشيات الطائفية فئاتها الشابة ولم تعد قادرة على فرض سيطرتها في شارعها الداخلي فلجأت السلطة الى سياسات الاحلام البراقة المزيفة مما ادى الى تمرد المواطن وانشقاقه عن مجتمعه الحزبي المحلي وخلق راي عام ساهم المجتمع المدني في بناء ارضه. سرقات من في السلطة سببت العجز المالي بمليارات الدولارات هنا رفض من خرج من قوقعة تفكيره الحزبي الانصياع لأوامر الرعاع في وجه اخيه المواطن فقوبل بالترهيب السياسي خوفا من تمرد بقيت المناصرين. في المقلب الآخر لقصة الوعي المفاجئ يقول المثل الشهير: “عند الامتحان يكرّم المرء او يهان.. ” كيف لمواطن ذليل باع كرامته وحقوقه بعد انطلاق ثورة 17 تشرين ان يكرم ببناء وطن؟
قبيل رأس السنة لعبت الماكينات الانتخابية للعائلات الاقطاعية دورا مهما لإعادة فرض سيطرتها على الساحات المنطقية التي اكتسبتها بعد الحرب الاهلية هنا وكالعادة نسي المواطن سبب فقره وانتظاره امام قصر الزعيم فبعد خطابات شد العصب الطائفي وحركت لديه مشاعر “غيرة الدين” خوفا من اقصاء عشيرته. تداركت الاحزاب في جميع المناطق اللبنانية ازمة الدولار محاولة اعادة كسب ثقة المواطن فحزب الله طلب المساعدات ايرانية من خلال سفارتها في بيروت التي بدورها تواصلت مع دولة قطر فحولت مبالغ ضخمة لدفع المستحقات لمقاتلي حزب الله. تزامنا مع حرب المد والجذر التي افتتحتها احزاب محور الممانعة ذرف الحزب التقدمي الاشتراكي آلاف الدولارات على المعونات ومساعدات المحروقات بالمقابل تطوعت ماكينته المعلوماتية لجمع بيانات ابناء منطقة الجبل متذرعين بأهمية الاستفادة من ابناء المنطقة المتخصصين، وانما الواقع سياسة لجمع المعلومات من اجل التحضير للانتخابات المبكرة المقبلة بعد انتفاضة ابناء الجبل في وجه حوت ال 50%. تبعت بقية الاحزاب اللبنانية هذا الطريق لعل المواطن يعود الى جناح حزبه وحامي طائفتيه. المشهد من امام منازل الزعماء يجعل من استغل نعمة عقله يشفق على جهل بعض المواطنين، فرغم فساد القطاع الصحي، الفقر المستمر، سرقة اموال المواطن، انقطاع الكهرباء، البلطجة العلنية والعمالة الاجنبية نجد بعض المواطنين يهتفون للزعيم مطالبين بحقوق هم حرم أنفسهم منها.