فيروس «كورونا» ينتشر أوروبياً والإصابات في إيطاليا تتجاوز الألف

0 241

العالم الآن – سجلت، أمس، إصابات جديدة في دول أوروبية عدة بفيروس كورونا المستجد، لكن مركز تفشي هذا الفيروس ظل إيطاليا، حيث بلغت الوفّيات 29، وزاد عدد الإصابات على 1000. وسُجّلت في إيطاليا أول حالة لامرأة حامل مصابة بالفيروس وضعت مولودها بصحة جيدة من غير إصابة، فيما تواصل الحكومة جهودها المكثّفة لاحتواء الفيروس، ومنع ظهور بؤرة ثالثة خارج إقليمي لومابارديا وفينيتو، حيث توجد 96 في المائة من الإصابات.

وأصيبت المساعي الحثيثة التي تبذلها السلطات المركزية والإقليمية الإيطالية، لإبعاد شبح الخوف واستعادة الثقة بين المواطنين، بانتكاسة موجعة، أمس، مع صدور التعميم الذي وزّعته الإدارة الأميركية على مواطنيها تطلب إليهم الامتناع عن السفر إلى إيطاليا، إلّا في الحالات الضرورية. يأتي هذا التعميم بعد ساعات قليلة من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث قال إن إدارته تراقب تطور الوضع في إيطاليا، ولا تستبعد إلغاء الرحلات الجوية إليها إذا اقتضى الأمر. تجدر الإشارة إلى أن إيطاليا تربطها علاقات واسعة مع الولايات المتحدة في كل المجالات.

وبعد ثمانية أيام على بداية انتشار الفيروس في إيطاليا، أصبح الهاجس الاقتصادي ملازماً للخوف الذي يتمدد في أوساط المجتمع ومؤسسات الدولة، خصوصاً وأن الاقتصاد الإيطالي الذي يعتمد بنسبة كبيرة على الصادرات والسياحة يعاني من ركود مستمر منذ أكثر من 10 سنوات.

وتقول مصادر المفوضية الأوروبية، إن الامتحان الاقتصادي الحقيقي سيكون عندما يتفشى الفيروس في ألمانيا والولايات المتحدة، حسب ما تتوقّع أوساط علمية، حيث ينتظر أن تتجاوز تداعياته تلك التي نجمت عن أزمة عام 2008 المالية، إذا تعذّر احتواء الفيروس قبل بداية الصيف. ويستند خبراء المفوضية في تقديراتهم إلى أن أزمة عام 2008 اقتصرت على القطاع المالي، ولم تؤثر على حركة الإنتاج، فيما الأزمة الراهنة بدأت تشلّ العجلة الإنتاجية في الصين، التي تعتبر اليوم المصنع الرئيسي للعالم، ويُرجّح أن تؤثر قريباً على دول صناعية رئيسية أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية. وتخشى إيطاليا أن تكون من أكبر المتضررين اقتصادياً، خصوصاً وأن الإجراءات الصحّية الصارمة لاحتواء الفيروس قد اتخذت في المناطق الرئيسية للإنتاج الصناعي الذي بدأ يتراجع، وينتظر أن يواجه صعوبات كبيرة في تصريف صادراته خارج الحدود في المرحلة المقبلة.

وفيما تحاول السلطات الإيطالية بثّ معلومات وتوجيهات تستدعي الهدوء وطمأنة المواطنين، تتعاقب في الداخل، كما في الخارج، التطورات التي تزيد من قلقهم؛ إصابات جديدة من الولايات المتحدة إلى البرازيل، ومن نيجيريا إلى فنلندا وأذربيجان، مصدرها إيطاليا التي بات من شبه المؤكد أن الفيروس بدأ انتشاره فيها منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن من غير عوارض ظاهرة على المصابين.

وكانت مقاطعات في شمال إيطاليا قد عزمت على إعادة فتح المدارس اعتباراً من غد الاثنين، لكن الحكومة المركزية قرّرت أمس تمديد إغلاق المدارس والجامعات لأسبوع آخر. وفي المستشفى الجامعي لمدينة بافيا تدور معركة طبيّة حاسمة لإنقاذ «ماتّيا» المريض الأول الذي ظهرت عليه عوارض الإصابة بالمرض في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، الذي لم يُكشَف عن اسمه الحقيقي ولا كنيته. ويبلغ «ماتّيا» الثامنة والثلاثين من العمر وهو رجل أعمال من الشمال الإيطالي ورياضي كان يتمتع بصحّة ممتازة، يشرف على علاجه فريق من 30 طبيباً وممرّضاً وأخصائياً، وهو في حال من الغيبوبة السريرية منذ دخوله المستشفى.

ومن روما التي ما زالت الإصابات محدودة جداً فيها حتى الآن، تأتي الأخبار الوحيدة السارة في إيطاليا، حيث تمكّن الأطباء في مستشفى «سبالّاتزاني» المتخصص بالأمراض السارية من شفاء أربعة مرضى كانوا مصابين بالفيروس، منهما سائحان صينيّان كان يعالجان منذ أواخر يناير. ويقول أخصائيون في هذا المستشفى إنهم يستخدمون في علاج المصابين بالفيروس الذي لا يعرف شيء بعد عن تطوره «كوكتيل عقاقير» تستخدم لعلاج «الإيدز» و«التهاب الكبد» ووباء «إيبولا». كان المستشفى الجامعي في مدينة أشبيلية الإسبانية قد أفاد أمس بشفاء الحالة الأولى التي عُولجت فيه بمستحضر من الأدوية، قوامه الأساسي دواء لمعالجة مرض الإيدز.

وأعلن فريق بيانيزي المنافس في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي لكرة القدم، اكتشاف رابع حالة إصابة بفيروس كورونا بين لاعبي الفريق.

وفي لندن، قالت وزارة الصحة البريطانية، إن عدد المصابين بفيروس كورونا في المملكة المتحدة ارتفع إلى 23 أمس السبت، بعد‭ ‬أن أثبتت الاختبارات إصابة ثلاثة آخرين بالفيروس. وذكرت الوزارة، في بيان، أنه «حتى التاسعة من صباح يوم 29 فبراير (شباط)، أجريت اختبارات لإجمالي 10483 شخصاً في المملكة المتحدة… جاءت نتائج 23 منهم إيجابية». وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون، يوم الجمعة، إن الحد من انتشار فيروس كورونا صار يتصدر أولويات حكومته في الوقت الراهن، وذلك بعد وقت وجيز من إعلان وفاة أول بريطاني جراء الفيروس الذي أصيب به في سفينة سياحية احتُجزت في وقت سابق باليابان.

وفي باريس، أفادت وكالة «رويترز»، بأن الحكومة الفرنسية فرضت حظراً موقتاً على التجمعات الحاشدة التي يشارك فيها أكثر من 5 آلاف شخص بسبب تفشي فيروس كورونا، مع إعلان فرنسا عن 16 حالة إصابة جديدة. وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفيه فيران، بعد اجتماع عقدته الحكومة لبحث الأمر، إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس ارتفع إلى 73، توفي منهم اثنان، في حين نُقل 59 للعلاج بالمستشفيات، وشفي 12 شخصاً. وقال فيران إن الماراثون الذي كان من المقرر إقامته في باريس يوم الأحد بمشاركة نحو 40 ألف شخص سيلغى، كما سيتم إغلاق المعرض الزراعي السنوي في العاصمة. كما أعلنت السلطات الفرنسية تأجيل السوق الدولية السنوية للعقارات إلى يونيو (حزيران) بعد أن كان من المقرر إقامتها في فبراير في كان بجنوب فرنسا.

وجاءت هذه الخطوة بعد إعلان سويسرا يوم الجمعة حظر فعاليات كان من المتوقع أن تجذب أكثر من ألف شخص، في محاولة للسيطرة على تفشي الفيروس.

وفي أمستردام، أعلنت السلطات الهولندية تسجيل حالتي إصابة جديدتين بفيروس كورونا المتحور الجديد، ليرتفع إجمالي حالات الإصابة في البلاد إلى 6 حالات.

وفي ألمانيا، أعلن رسمياً ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المتحور في بلدة هاينزبرغ بولاية شمال الراين – ويستفاليا الألمانية إلى 38 حالة.

في غضون ذلك، أعلنت السلطات الصحية في السويد عن تسجيل حالة إصابة بفيروس كورونا المتحور الجديد أمس، ليرتفع إجمالي حالات الإصابة في البلاد إلى 12 حالة، حسب السلطات الصحية. وذكرت السلطات في منطقة فاسترا غوتالاند أن الحالة الأخيرة تم تشخيصها في مدينة غوتنبرغ على الساحل الغربي، وهي لشخص أصيب خلال زيارة لإيران.
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد