نحو 300 مليون طالب توقفوا عن الدراسة والغاء مناسبات مع انتشار كورونا في العالم
العالم الآن – بات نحو 300 مليون طالب محرومين من الدراسة الخميس حيث أصبحت إيطاليا والهند آخر دولتين تغلقان مدارس وجامعات في محاولة لوقف انتشار وباء كوفيد-19 الذي يثير هلعا في العالم ويهدد الاقتصاد العالمي.
وبات الفيروس يطال أكثر من 80 دولةً، مع عدد إصابات إجمالي يفوق 95 ألفاً عالمياً ووفيات تفوق 3200 حالة حتى الآن.
وتم الإعلان عن أول ثلاث وفيات في العراق وحالة وفاة في سويسرا، فيما سجلت كل من البوسنة وجنوب إفريقيا أول إصابة.
في الأثناء، أعلنت اليونان عن إصابة 21 شخصاً بالفيروس بعد أن سافروا مؤخراً إلى إسرائيل ومصر عبر حافلة.
وفي فرنسا، توفي شخصان إضافيان جراء إصابتهما بالفيروس، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات في البلاد إلى 6 كما سُجّلت 92 إصابة جديدة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الخميس.
وسجلت معظم حالات العدوى والإصابة في الصين حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى أواخر العام الماضي، ما دفع السلطات إلى فرض حجر على مدن بأكملها وإغلاق المدارس والمصانع إلى أجل غير مسمى.
لكن سرعان ما تفشى الفيروس خارج حدود الصين.
واتخذت عدة دول إجراءات استثنائية بفعل الوباء، حيث اضطرت 13 دولة الى اغلاق كل مدارسها ما أثر على الدراسة بالنسبة لاكثر من 290 مليون طالب في العالم، بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) التي تحدثت عن “رقم غير مسبوق”.
وقررت إيطاليا، أكبر بؤر الفيروس في أوروبا، حيث بلغ عدد الوفيات 107 من أصل 3089 حالة، إغلاق كل المدارس والجامعات اعتبارا من الخميس وحتى 15 آذار/مارس.
أما كوريا الجنوبية، ثاني أكبر بؤرة إصابات بعد الصين (5776 إصابة، بينها 35 وفاة) فمددت عطلة التلاميذ في المدارس ودور الحضانة لثلاثة أسابيع.
في ايران حيث أفادت السلطات عن حالات وفاة جديدة لترتفع بذلك الحصيلة الاجمالية الى 107 وفيات، أغلقت المدارس أيضا لمدة شهر، كما علقت كل المناسبات الثقافية والرياضية وخفضت ساعات العمل في الإدارات.
ومعظم المدارس مغلقة في اليابان بعدما دعا رئيس الوزراء شينزو آبي إلى إلغاء الدروس حتى مطلع نيسان/ابريل.
وقالت الهند، ثاني أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، إنها ستغلق كذلك كافة المدارس الابتدائية في العاصمة نيودلهي حتى نهاية آذار/مارس، فيما أرجئت قمة بين الاتحاد الأوروبي والهند كانت مقررة في 13 آذار/مارس.
– تهديد اقتصادي –
يبدو أن الحجر الصحي الذي تخضع له ووهان ومناطقها – مركز الوباء- منذ نهاية كانون الثاني/يناير وكذلك القيود على السفر في البلاد أعطى نتائج مع انخفاض عدد الوفيات في الأسابيع الماضية وشفاء أكثر من 50 ألف شخص.
لكن بكين قلقة الآن من الحالات المستوردة من الخارج، ما دفع عدة مدن في الصين إلى فرض حجر صحي على القادمين من دول ينتشر فيها الفيروس.
وأعلنت اليابان الخميس عن إرجاء زيارة رسمية للرئيس الصيني شي جينبينغ كانت مقررة في الربيع لأن احتواء الفيروس يات يشكل “أكبر تحدٍ في البلدين”.
لكن اجراءات الحجر تشل اقتصاد العملاق الاسيوي وتهدد النمو العالمي أيضا، فيما تراجعت الأسواق الأوروبية من جديد الخميس وكذلك بورصة نيويورك.
وأعلنت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا الاربعاء أن الأزمة تتطلب “ردا على مستوى عالمي” فيما وعدت الدول الأعضاء في المؤسسة بتقديم “كل الدعم اللازم للحد من آثار” الوباء واستئناف النمو.
في الولايات المتحدة حيث تم احصاء 11 وفاة، بات الوباء يثير قلق كل القطاعات بحسب دراسة أعدها البنك المركزي الأميركي.
على صعيد قطاع الطيران، أعلنت شركة الطيران البريطانية “فلايبي” الخميس وقف أنشطتها “بمفعول فوري” بسبب التراجع المفاجئ في حركة الملاحة الجوية في العالم.
وألغت من جهتها شركة طيران “لوفتهانزا” رحلاتها إلى إسرائيل ابتداء من 8 وحتى 28 آذار/مارس.
وحذرت الهيئة الدولية للنقل الجوي (اياتا) من أن قطاع النقل الجوي قد يتكبد خسائر تصل إلى 113 مليار دولار في العائدات بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.
– كل القارات –
وأعلنت كاليفورنيا حالة الطوارئ فيما ابقيت السفينة السياحية “غراند برينسيس” قبالة الشاطئ بعد رصد حوالى عشرين حالة مشبوهة بين ركابها البالغ عددهم 2500 وأفراد الطاقم.
وبات فيروس كورونا المستجد يؤثر على كل القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية ويعطل الحياة اليومية في عدد متزايد من الدول.
أمام هذا الخطر، ألغت السلطات أو أرجأت كل مناسبة أو تجمع يمكن أن ينتشر من خلاله الوباء.
وتعطلت برامج المباريات الرياضية، ففي إيطاليا أرجئت مواعيد كل المباريات، بينها منافسات كرة القدم على أن تجرى بدون حضور الجمهور حتى 3 نيسان/ابريل.
ولا يزال مصير حدثين رياضيين مهمين عالقا، كأس أوروبا لكرة القدم الذي كان مقررا من 12 حزيران/يونيو الى 12 تموز/يوليو ودورة الألعاب الأولمبية في طوكيو من 24 تموز/يوليو حتى 9 آب/اغسطس.
وتأثرت التجمعات الدينية أيضا، حيث قررت السلطات السعودية الأربعاء تعليق العمرة “موقتًا للمواطنين والمقيمين” في المملكة، خشية وصول فيروس كورونا المستجد للمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، بعد نحو أسبوع من تعليقها للمعتمرين الوافدين.
كما صدر قرار الخميس بإغلاق كنيسة المهد أمام الزوار المسيحيين استجابة لتوصيات وزارة الصحة الفلسطينية بعد الاشتباه بحالات إصابة بفيروس كورونا المستجد في محافظة بيت لحم.
” ا ف ب “