قمع حرية التعبير و “بتر” مداخلات المرأة في الإعلام ؛؛؛- د.عصمت حوسو – الأردن

0 488

 

العالم الآن – الحلقة الجدلية التي تمّ بثّها قبل قليل على قناة الإمارات في برنامج (لحظة إدراك) بعنوان (( تعدّد الزوجات))، تم بترها للأسف الشديد واقتطاع جزء كبير منها، وتم إلغاء أغلب مداخلاتي وحواري، وهذا بالطبع إرضاءً لفضيلة الشيخ المشارك في الحوار..

وهذا وضع ليس غريبًا إطلاقًا في مجتمعاتنا التي تتاجر في الدين، وتعطي للرجل صلاحيات وامتيازات تُهين كرامة المرأة والأسرة بأكملها، فيمسي (قمع) حرية التعبير للمرأة وحقها في إبداء رأيها العلمي مهما بلغت خبرتها ودرجتها العلمية أمام أيّ رجل دين ليس مستهجنًا..

خلاصة الحلقة ((المبتورة)) أنها تروّج لتعدد الزوجات وللزواج السرّي كذلك، والأهم لا بل الأخطر على الإطلاق عدم السماح للمرأة في تقديم أيّ مداخلة أو تحليل علمي مستوحى من الواقع أمام رجال الدين..

صراحة أنا مزعوجة جدًا لاقتطاع مشاركتي وعدم عرض رأيي بالكامل؛ لأنهم منذ البداية وضعوني تحت الأمر الواقع دون إخباري أنني أمام ضيف مستشيخ ومتعصّب، والدلو بالرأي أمامه عقيم جدًا، على الرغم كما أوردت لم تكن الحلقة مناظرة إطلاقًا وإنما كانت مداخلات منفصلة، ومن عادتي لا أدخل في مهاترات عقيمة ولا جدل بيزنطي معروفة نتائجه مسبقًا..

طبعًا ما لاحظته أيضًا أنّ السبب الرئيس في اقتطاع هجوم “فضيلة الشيخ”، حتى يظهر بمظهر المسالم المعتدل المنطقي والذي يقبل الحوار ويتقبّل وجهات النظر الأخرى وإن كانت مختلفة، وطبعًا هذا لم يكن الوضع الصحيح إطلاقًا أثناء الحلقة، وإنما كان الحوار الهجومي الرافض والقامع للرأي الآخر، وبالذات إن كانت امرأة، والدليل أنّ أغلب الآراء التي وردتني أثناء الحلقة وبعدها أنّ الشيخ كان مقنعًا وهادئًا ومسالمًا، ولم يبدُ عليه الهجوم !!!!

عمومًا هذا زمن الإعلام الأصفر، وأكاد أجزم أنّ هدف الحلقة هو ((تلميع)) من يتحدثون في الدين، وترويج امتهان كرامة المرأة في أطر شرعية.
حلقة مبتورة تافهة لا معنى لها ولا حتى قيمة إضافية عما اعتدنا سماعه من تجار الدين..

يعيش الإنسان ويتعلم، على الرغم أنني دومًا أسأل عن نوعية الضيوف المشاركة، وحذرة جدًا في اختيار المواضيع والقنوات التي أشارك بها، ولكن هذه المرة يبدو أنه خانني التقدير، وربما فهمت المشاركة بشكل خاطئ، ولو أنني كنت أعلم أنني سأضيع من وقتي أكثر من ساعة في الحوار، ثم اقتطاع رأيي لصالح آراء تدعم رأي رجل الدين في إباحة التعدد دون ضوابط، لما وافقت منذ البداية..

كل يوم في الحياة هو درس جديد،، ولا شكرًا لا للقناة ولا لمقدم البرنامج لهذه الحلقة المبتورة، والتي كانت لصالح الضيف الرجل ورجل الدين في ذات الوقت..والباقي عندكم….
#دة_عصمت_حوسو

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد