#كومستير .. خرافة حقوق المرأة – شادن صالح – الأردن
العالم الآن – من عاداتنا المتأصلة والمتجذرة في كل نواحي الحياة سعينا المتواصل لإيجاد حلول للمشاكل التي تطفو على السطح بدون أي تكلفة لعناء البحث عن جذور هذه المشاكل ومنابتها…. سواء مشاكل نفسية مادية صحية أو اجتماعية حتى …. ومن أهم الخرافات التي استطاع بها أصحاب الأجندات والأهداف غير المعلنة لإرجاع عالمنا العربي سنوات ضوئية للوراء هي صراع المرأة للحصول على حقوقها…..
بدايةً لنتفق أني أردد مصطلح حقوق المرأة على لسان من ينادون بها وأنني شخصيا لست على علاقة من قريب أو من بعيد بهذا المصطلح لعدم إيماني به أساساً ….
مؤسسات المجتمع المحلي والمدني والمنظمات النسوية والتجمعات التي تنادي بما يسمى حقوق المرأة ليست سوى أماكن تدار بها خطط وسياسات تخدم مصالح من يعملون بها والقائمين عليها ولا يوجد امرأة واحدة حقها مسلوب وقد استفادت منها …. الشعارات الرنانة والمؤتمرات التي تقام بأضخم الفنادق والحفلات التي تعد على شرف فئة معينة من النساء ما هي الا صورة كاذبة مزيفة تطرح للعامة للإيهام بأن خططاً ما ومشاريع سوف تنشأ تستفيد منها النساء العاديات الساعيات لحياة أفضل …. وفي الحقيقة التي لا يعترف بها كل من قام على هذه الفعاليات أن لا أحد سيخرج بشئ من كل هذه الفعاليات سوى فئة محدودة ومعروفة لدى الجميع…
يا سادة التي تنادي بحقوق المرأة تجلس في الكافيه الفخم واضعة ساق على ساق وتطلب نفس ارجيلة لعدل المزاج وفنجان من الكابتشينو لتبدأ كتابة مقال أو بوست تعاطف مع المرأة المناضلة والمكافحة والتي تحمل بيتاً بأكمله على أكتافها …..
التي تنادي بحقوق المرأة عندها خادمة منزل تدير لها شؤون بيتها كاملاً حتى سندويشة أطفالها قبل ذهابهم لمدارسهم…
هي نفسها التي انضمت أو أسست هذه الجمعية لتنادي بحقوقنا كنساء “والتي لم نطلب منها ذلك نيابة عنا ” لتتحصل على أموال تستطيع من خلالها اقتناء سيارة فاخرة …. وهي التي تنظم لمؤتمرات عربية ودولية لتذهب كل ثلاثة أشهر شمة هوا في إحدى الدول بذريعة هذه المؤتمرات …
هذه الفئة من النساء التي لا تعرف أين مكان علبة القهوة إذا طلب منها زوجها إعداده …
التي تلعن المجتمع الذكوري في مكان تلقي به خطاباتها هي لا تدري أن هذا المجتمع هو نتيجة إفراز فكري ونفسي أسسته المرأة بالأساس وهو صنيع يديها وتفكيرها … وذلك لأنها هي بالذات من قامت بتجربة وصفات الطب الشعبي وحمية غذائية معينة وحسبت حسابات كثيرة لتنجنب الذكر … وهي نفسها التي استغنت عن تعليمها في سبيل الحصول على عربس وهي نفسها أيضاً التي جعلت لإبنها الذكر سلطة على على أخته الأنثى وهي التي لم تترك مجالاً لإبنتها بأن تقرر حياتها وطريقة لبسها وتعليمها وقراراتها…. هي التي تركت للرجل كل زمام أمورها مقابل أن ” تنستر” هي التي خضعت واستكانت وبعدها تمردت وتجبرت …..
المرأة التي تتنمر على مثيلاتها وهي التي ما إن تصل لمكان اجتماعي او مهني ما بدأت بمهاجمة ومحاربة كل النساء في طريقها …. ولن استثني تلك الني لا تعترف بوجود من هي أكفأ منها مهنياً أو أجمل منها شكلاً أو تتقدم عنها علماً ..هي التي لا ينفك قلبها عن الغيرة وعقلها عن الحسد .. وهي التي تنبذ الأخريات قبل أن ينبذهن المجتمع الذكوري …. هي التي لم ولن تقتنع بنفسها وتضع جسدها تحت منشار الجراحين لتبدو بنظره أجمل وبالنتيجة تخرج أقبح ….
المشكلة لا تكمن بالرجل إطلاقاً إن كنا نحن نصف المجتمع بل المجتمع بأكمله فلتختلف طريقة تربية ابناءنا ولنعيد تأهيل عقولنا ونعالج أنفسنا من كل أمراضها النفسية والعفن الذي علق بأفكارنا ……
المرأة أخذت الرجل من يده وأوصلته لنقطة يتنمر بها علينا ويصفنا بنقصان العقل والدين وهي التي جعلت من الذين لا يرقون لمستوى الرجولة بأن يتحضر ويتثقف على ظهورنا وينادي بحقوقنا ….
الحق للمرأة التي تستيقظ صباحا يدها بيد أمها في بيتها للمرأة التي تجهز أولادها لمدارسهم وترعاهم للتي تقف جنبا إلى جنب مع زوجها لا أمامه ولا خلفه … للتي تعمل وتتعب وتكدح …..
المرأة التي ننادي بحقوقها هي الأسيرة وأم الشهيد والمناضلة والمثابرة بعلمها وأفكارها …. هي التي تصنع فارقاً في محيطها وتنشئ نباتاً صالحاً للخروج لمجتمع ملئ بالتناقضات … هي التي تلد وتسهر وتربي وتعمل … هي الأم الحنون والزوجة الرؤوم والأخت المعطاءة والابنة البارة هي الطبيبة والمحامية والمدرسة ….وهذه بالذات لا يعنيها يوم المرأة وعيد الأم وغيرها من الأسماء لأنها الحياة بكل فصولها وسنواتها وأيامها..
وليست المرأة التي تنظر في التجمعات وهي أحوج الناس لمن يعلمها مفهوم الحياة …
الحقوق ليست للمرأة ولا للرجل ولا للطفل … الحقوق خلقت للإنسان .. الإنسان الذي كرمه الله عن باقي مخلوقاته وأراد له العيش بكرامة وبإنسانية..
يقول الله تعالى ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “.
إن لم تكوني أنت التغير وإن لم ينبع التغيير من داخلك لن تفيدك كل هذه الشعارات والمؤسسات لن تنالي سوى شهرة كاذبة وحفنة من المال تعينك على حقن البوتوكس وشراء حقيبة ماركة calvin clein … أما داخلك سيبقى ” بالة ”