اللاجئين السوريين في مهب الريح – تقرير: نور حمادة
العالم الآن – على الحدود اليونانية ، تركيا و الإتحاد الأوروبي يتركون اللاجئين السوريين في مهب الريح .
في ظل التداعيات المستمرة للأزمة السورية عادت ورقة اللجوء السوري إلى المسرح السياسي بعد إعلان تركيا عن فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين في أراضيها في عقب مقتل ٣٤ جندياً تركياً في إدلب و كانت الأخيرة قد أعلنت في أوائل شهر أذآر عن استوقافها لإتفاقية ٢٠١٦ بين الإتحاد الأوروبي و الحكومة التركية التي جاءت استجابة للظروف التي عايشتها أوروبا مع قدوم الآف اللاجئين إلى أراضيها .
وبعدما فتحت أنقرة المعابر إلى أوروبا ، لا يزال عشرات آلاف عالقين على الحدود التركية – اليونانية و شهدت اليونان الإعتداءات تجاه المهاجرين الجدد الوافدين من السواحل التركية حيث اتهم وزير الداخلية التركي ( سليمان صويلو ) القوات اليونانية بإصابة ١٦٤ شخصاً بجروح في منطقة الحدود و استخدم حرس الحدود اليونانية قنابل الغاز المسيل الدموع لمنعهم من الدخول ، و تقول الحكومة اليونانية إن قواتها منعت ، منذ صباح السبت دخول ٣٤٧٧٨ مهاجراً غير قانوني و قبضت على ٢٤٤ شخصاً .
كما شارك بعض السوريين تجاربهم بعد الوصول إلى الحدود اليونانية عبر صفحات معنية بشؤون اللاجئين السوريين ، حيث وصف أحدهم شعوره بالندم نتيجة تجربته ” الصعبة و المذلة ” و عن استياءه من اللعب بالسوريين كأنهم سلعة تجارية كما نشر ناشطون صوراً للاجئين قالوا إنهم تعرضوا للضرب على ايدي عناصر القوات اليونانية قبل إعادتهم شبه عراة إلى الأراضي التركية ، و ما زالت اليونان تجاهد للتعامل مع ٢٠٠٠٠ شخص يعيشون في مخيمات مكتظة في ظروف قاسية على جزيرة ليسبوس و يسعون للحصول على اللجوء السياسي .
و نفت اليونان قول مسؤولون أتراك بإصابة جندي تركي إصابات مميتة بسبب إطلاق قوات الأمن اليونانية النار على المهاجرين الأربعاء كما نفت الادعاءات بأن قواتها أطلقت النار على السوريين عند الحدود و المعاملة اللا إنسانية الذي عانوا منها .
و يعتبر العديد من المراقبين ، أن فتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين كوسيلة ضغط تركية للضغط على أوروبا حتى تتخذ موقفاً واضحاً في الصراع الدائر حالياً في إدلب و أعربت ( أورسولا فون دير لايين ) أن الإتحاد الأوروبي ينظر بقلق إلى تدفق المهاجرين من تركيا بإتجاه حدوده في اليونان و بلغاريا ، بعدما كانت اليونان البوابة الرئيسية لمئات الآلاف منهم في حركة النزوح الجماعي في أوروبا بين عامي ٢٠١٥ و ٢٠١٦ إلى اتفاق الذي تم التوصل إليه مع تركيا و الإتحاد الأوروبي كما قال رئيس الإتحاد الأوروبي أن حدود اليونان مع تركيا ليست يونانية فقط بل هي حدود أوروبية و تتعهد بحشد كل الدعم اللازم لليونان .
و انتقدت سياسة حزب العدالة و التنمية التركي الحاكم بما يتعلق بالتعامل مع اللاجئين في ” التناقض بين الفعل و الإتفاقيات ” و أنه من جديد يدفع اللاجئ السوري ثمن السياسات الداخلية للحزب الحاكم ” .
و في سياق متصل ، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الغرب منافق جداً في موضوع اللاجئين حيث سارع إلى يد العون إلى اليونان بتقديم سبعمئة مليون يورو ، حين يتجنب تقاسم الأعباء مع تركيا ، كما استنكر أردوغان محاولات خفر السواحل إغراق قوارب اللاجئين و أشار إلى أنها ممارسات وحشية عديمة الرحمة و برر آخرون قرارات الحكومة التركية بالإشارة إلى الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها تركيا و الاتفاقيات مع الاتحاد التي لم تتحقق بعد كما أشار البعض إلى مسؤولية المجتمع الدولي أمام الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشمال السوري .
و أصبح التساؤل يطرح نفسه على صفحات السوشال ميديا ، ما هو الموقف المتوقع من أوروبا في حالة تأزم الموقف أكثر و هل أنقرة تستخدم تستخدم اللاجئين كورقة ضغط دولية ؟
الصورة: الصور تصوير بلال خالد ( TRY Arabi )