بين الزيف والنزف اشتباه وبالشهداء تتضح الفوارق – سميحة شعبان/ لبنان
العالم الآن – ليس غريبًا على عائلة مناضلة أن تقدم شهداءَ للوطن بحجم الوطن…
شهداءَ رسموا طريق الحرية بدمائهم الذكية، وكانوا الشعلةَ لإنارة درب المقاومين…
رضا حَمَلَ سلاحَهُ ودافعَ عن قضيةٍ، ووطن، فَسَطَّر بطولةً نادرةً على مُثَلَثِ خلدة، وكان الاستشهادُ هو الثمرةَ التي رسمتِ الدربَ لخُطى المقاومين الأبطال…
في العام 1982 كان رضا البدايةَ لمسيرةِ البطولةِ والنضال، ولأن النضالَ والمقاومةَ هي من شِيَمِ وسمات الأبطال… نتوارثها بالدمِ والتربية، فكان عبودي من تابعَ هذه المسيرة الخالدة…
عبودي
كالسنديانِ صلْبٌ شامخٌ…
لا تهُزُهُ رياحٌ، ولا تهزمُهُ سنونٌ
إن سقط برْعُمٌ منه نَبَتَ الآلاف ولامسوا حدود السماءِ قوةً وشموخاً.
عبودي
لعينيك تقام الصلاة
ومن يديك يرشح الوضوء
ومن جبينك يَسْطَعُ الفَخْرَ والعزة…
يا ألمًا في النبض يحيا بالأوردة
تسري شجاعتك وصلابتك حتى باتت حديث الشبابِ والكهلة.
يتحدثون بها سرًا وعلانية
يرسمون معانيَ التضحية، ويجسدونها في حكايات السمرِ والسهر.
كيف لا وأنتَ ابنُ مقاومٍ لم يبْخَل بمقاومتهِ في محاربة المحتل فكرًا وجسدًا، ومن رحمِ أمٍ مناضلة مكافحة في مدرسة المقاومة.
عبودي
إن للوطن عليك حقًا، وأنت أوفيته بشجاعةٍ نادرة،
وحقك من الوطن لا زال بحثُهُ جاريًا.
لا شيء يعوِّض فقدانك
إلا ببناء وطنٍ خالٍ من الإرهاب والإرهابيين، ومن الطائفية والمذهبية، الذين لم يُنتِجوا إلا دمارًا وخرابًا لهذا الوطن، لكي تستحق شهادتك هذا الثمن الغاليَ.
عبودي
يا نارًا في القلب لا تهدأ، ولا تستكين
يا عقلَ ووجَعَ والدِكَ، ويا قلْبَ وحسرةَ أمِكَ
يا غصة سارة ومجدَ يارا…
سنبقى وإياهُم على ذِكْرِكَ دائمًا وأبدًا…