” كذب المنجمون ولو صدقوا” – د. هيثم العجلوني – فلوريدا

0 397

العالم الآن – في فيلم ” المذنبون ” من قول الكبير نجيب محفوظ وإخراج سعيد مرزوق وبطولة ثلّة من عمالقة السينما المصريه ، تموت الفنانة سناء كامل طعناً في سريرها اثناء إقامتها حفل في منزلها دعت اليه كبار القوم من أصدقائها ، ويبادر المحقق باستدعاء كافة المدعوين للتحقيق معهم ، وكان على كل منهم ان يحدد مكان تواجده ساعة حدوث الجريمه وماذا كان يفعل ليضمن براءته ! ما دفع هؤلاء للاعتراف بجرائم مختلفه ارتكبوها بالفعل بعد مغادرتهم الحفله وفي ساعة حدوث الجريمه وذلك لاثبات براءتهم من جريمة قتل متهمون بها !! صحيح أن جميعهم انتهوا خلف القضبان ( شاهدوا الفيلم ) ولكنهم نجوا من تهمة جريمه القتل ! وفي فيلم آخر تقول مصادر اعلاميه متطابقه ، اعترف الإعلام السعودي بصحة معظمها ، ان السلطات هناك اعتقلت مالا يقل عن خمسمائة شخصيه سعوديه بينهم أمراء من الصفوف الاماميه ، وقضاة متنفذّون ، وجنرالات جيش وأمن ، وضباط من مختلف الرتب المتقدمه ، وموظفين من الدرجات العليا في الدولة ، بتهم الفساد والإفساد والانتفاع الغير مشروع والرشوة إلخ ،،، وتقول مصادرنا ان الأمير محمد بن سلمان بات يقود بنفسه كتيبه من المتنصّتين على مكالمات كل من يشكّك بولائه ، وشكّل فيلقاً من المراقبين والعسس يراقب تحركات مالا يقل عن ألفي شخصيه سعوديه وامير ، وتضيف المعلومات ايضاً ان ولي العهد بات يُمهّد لاستلام العرش من والده المريض سواء في حالة وفاته المتوقعه طبياً هذا العام ، او في حالة الإلتفاف عليه وجعله يتنازل عن العرش إن كان سيعيش مدة اطول ووجد الدعم الامريكي اللازم ، وفي كلا الحالتين ، يبدو انه بدأ باستباق الاحداث واتخاذ اجراءات ضروريه من ضمنها تطهير مفاصل الدولة من الموالين لولي العهد السابق ( المعزول ) محمد بن نايف وكذلك الموالون ل ( عمّه ) شقيق الملك الأصغر احمد بن عبد العزيز المتمّسك بوراثة الاخوه والطامع في العرش ايضاً ، وترهيب الامراء الذين يعترضون على وصوله للحكم لاعتبارات مختلفه ، اضافة الى تكميم افواه المختلفين معه بشكل عام سواء على خلفية الانفتاح المذهل والسريع الذي احدثه في المملكة “ الوهّابيّه “ مؤخراً ، او جرّاء اقحامه المملكه في حروب اليمن ، ومروراً بجدليّة تصفية خاشقجي ، وليس بالطبع انتهاءّ بمجزرة فندق الريتز الشهيرة التي طالت سنابل الأثرياء وامراء الاقتصاد السعودي برمّته !! فهل هذه التهم التي وجهت للمعتقلين الجدد يا ترى هي تهم حقيقية بالفعل اكتشفتها كتائب بن سلمان صدفةً اثناء التجسس عليهم فاعترفوا بها على غرار “ المذنبون “ لتجنّب تجريمهم بتهم الانقلاب والخيانه وقطع الرقاب ، ام ان جلّها تلفيق عبسي بامتياز من اجل اغتيالهم اجتماعيًا وتصفية سمعتهم وظيفيّاً وشطبهم اقليمياً ليضمن بالتالي عدم معارضتهم له يوم البيعة الكبرى ويُربّي بهم كافة المُتنمرّين عليه في الاسره وبين خليط المتنفذين المعارضين لوصوله للحكم ؟ في كل الأحوال ، كيفما يمضي سيناريو فيلم بن سلمان اليوم ، خلاصته إن نجا من الاغتيال قبل الخريف ، فسوف يكون الملك القادم قبل الشتاء ! وهذا طبعاً ليس إلاّ تنجيم مبني على “ كذب المنجمّون ولو صدقوا “ ! وقد عدت بالفعل إلى كافة تنجيمات الكذّابين في العام الفائت فلم اجد في طيّات أيّ منها تنجيماً واحداً لوصول محمد بن سلمان للعرش هذا العام ، ولا ثمّة ما يشير الى قدوم وباء الكورونا ،، وما انفكّ بنو عبس يبحثون عن الزمرّد في الامكنه البائسه فيكتشفون الحصى وكآبة الحياة ….. !! 🦅🌴

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد