إسرائيل تستعين بـ«الشاباك» لمواجهة «كوفيد ـ 19»… وتفرض إغلاقاً «شبه كامل»

0 360

العالم الآن – قررت إسرائيل، أمس، الاستعانة بجهاز الأمن الداخلي «الشاباك» لجمع بيانات المواطنين بهدف مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، فيما حظرت على السكان مغادرة منازلهم لأسباب «غير ضرورية» وأوقفت المواصلات العامة أثناء الليل.

وقال جهاز الأمن الداخلي في بيان إنه كُلف بجمع معلومات عن المواطنين «لمحاربة انتشار الفيروس المستجد المميت، وسيبدأ العمل فوراً». ووافقت الحكومة على هذا الإجراء بموجب قانون الطوارئ، بعد أن رفضته لجنة برلمانية مسؤولة عن مثل هذه القرارات، الاثنين، مشيرة إلى حاجتها لمزيد من الوقت. وأفاد بيان صدر عن «الشاباك» أو «شين بيت»، أمس، بأن الحكومة «أذنت لشين بيت وضع التكنولوجيا المتطورة التي يملكها في خدمة الجهود الوطنية للحد من انتشار فيروس كورونا». وقال متحدث باسم الجهاز لوكالة الصحافة الفرنسية إن تنفيذ الإجراء سيبدأ «فورا».

في المقابل، اعتبرت تهيلا شوارتز التشولر من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، أن الاستعانة بجهاز الأمن الداخلي في أزمة صحية تعد «سابقة خطيرة». بينما قال رئيس جهاز الأمن الداخلي، نداف أرغمان، إن وزارة الصحة تواصلت مع الجهاز طالبة المساعدة في تعقب حاملي الفيروس، «بعد أن تبيّن أن السلطات الأخرى في الدولة لا تمتلك التقنيات اللازمة».

وأحصت إسرائيل 304 إصابات بوباء كوفيد – 19 حتى أمس، بينما وضعت عشرات الآلاف في الحجر الصحي.

ولمواجهة تفشي «كوفيد – 19»، أمرت وزارة الصحة الإسرائيلية السكان بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج منها إلا عند الحاجة، أي لشراء الطعام والدواء وللعلاج الطبي، أو التوجه لأماكن العمل على ألا يوجد فيها أكثر من 10 أشخاص في الوقت نفسه.

وقالت الوزارة في بيان: «يجب ألا تغادروا منازلكم للذهاب إلى الحدائق والملاعب أو الشاطئ أو أحواض السباحة أو المكتبات». وأضافت: «يجب التواصل اجتماعيا عبر الإعلام، وعدم استضافة الأصدقاء، أو أفراد العائلة، إلا إذا كانوا يعيشون في المبنى نفسه الذي تعيشون فيه».

في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم عن تسجيل إصابتين جديدتين بفيروس «كورونا» لمواطن قادم من ألمانيا عبر جسر الكرامة، وتم إخضاعه للحجر الصحي في أريحا، ولطالب من رام الله، قادم من الخارج ويخضع للحجر الصحي في رام الله، ما يرفع عدد حالات الإصابة في فلسطين إلى 41.

وأوضح ملحم أن العينة الثانية التي أجريت على الحالات الـ37 المصابة في بيت لحم، أظهرت بوادر تعاف على 20 حالة، و17 حالة ما زالت كما هي، وستؤخذ عينة ثالثة يوم الخميس من جميع المصابين.

وحول العينات الـ30 التي أخذت من طولكرم لمخالطي الشاب المصاب القادم من بولندا من الدرجة الأولى، أشار ملحم إلى أن نتائجها سلبية. وأضاف: «كما أن العينات الـ14 التي أخذت لمواطنين من الخليل يعملون في أحد المصانع الإسرائيلية، أظهرت النتائج أنها سلبية وغير مصابة أيضا».

والمعلومات التي بثّتها السلطة نشرت كثيرا من الأمل لدى الفلسطينيين حول احتواء تفشي الفيروس. لكن السلطة أبقت على الإجراءات التي فرضتها سابقا، بما في ذلك إغلاق مدينة بيت لحم وعزل المدن والمخيمات داخلها. وناقش مجلس الوزراء الفلسطيني اتخاذ إجراءات وتدابير احترازية صارمة حال ظهور المزيد من الإصابات في محافظات جديدة. وتخطّط السلطة لإغلاق أي مدينة سيتفشى فيها الفيروس، في محاولة لمحاصرته في منطقته.

وكانت تواجه السلطة مشكلة في احتواء العمال الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل، لكن وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينيت اشترط السماح ابتداء من اليوم الأربعاء، بدخول عمّال وتجار فلسطينيين للعمل في القطاعات الحيوية بالاقتصاد الإسرائيلي في مجال الصحة، والزراعة، والتمريض والبناء فقط. وقال إن دخول العمال الفلسطينيين سيكون متاحا بشرط قيام المشغلين الإسرائيليين بتوفير أمكنة للمبيت لمدة شهر أو شهرين داخل إسرائيل، وبموجب التزامات سيتم الاتفاق عليها مع الأجهزة الأمنية.

وتقدر وزارة الأمن الإسرائيلية أن نحو 60 ألف عامل فلسطيني سيسمح لهم بدخول إسرائيل، مقابل 130 ألف سمح لهم بالدخول حتى اليوم. وبموجب تعليمات بينيت، فإن المعابر التجارية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تستمر بعملها كالمعتاد، بينها معبر كرم أبي سالم التجاري بين إسرائيل وقطاع غزة، فيما الإغلاق على مدينة بيت لحم يبقى ساريا. باستثناء الحالات الإنسانية، يستمر أيضا منع دخول الإسرائيليين إلى المناطق الفلسطينية، والإغلاق على قطاع غزة مستمر حتى إشعار آخر.

لكن ذلك لم يعجب رئيس بلدية القدس موشيه ليئون، الذي طالب بإغلاق جميع الحواجز بين السلطة الفلسطينية والقدس فورا، وقال في مقابلة إذاعية: «إن لم نقم بذلك، فلا فائدة من جميع الخطوات التي نقوم بها».
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد