في لبنان «تحدياً لكورونا»… ورود طائرة للأمهات في عيدهن

0 199

العالم الآن – في شمال بيروت، انهمك ثلاثة شبان السبت في خدمة إيصال الورود إلى الأمهات في يوم عيدهن عبر طائرة مسيّرة، لتلافي أي اختلاط مع إعلان البلاد حالة طوارئ صحية بمواجهة فيروس كورونا المستجد.

ويحتفل لبنان على غرار الدول العربية بعيد الأم في 21 مارس (آذار) من كل عام. وغالباً ما يحظى برمزية كبيرة ويعدّ مناسبة تستعد لها المؤسسات التجارية، لا سيما محلات بيع الورود. إلا أن للاحتفال هذا العام طعماً آخر مع بقاء عدد كبير من اللبنانيين في منازلهم وإقفال المؤسسات في إطار تدابير وقائية أعلنتها الحكومة قبل أيام لمواجهة وباء كوفيد – 19.

عند أسفل مبنى في مدينة جونية، ينسّق كريستوفر إبراهيم (18 عاماً) عبر خدمة «واتساب» مع فتاة أرادت مفاجأة والدتها ويطلب منها الاستعداد للخروج إلى الشرفة. وبعد أن يعلّق وردة حمراء في طائرة مسيّرة مزوّدة بكاميرا، يرفعها تدريجياً تزامناً مع خروج الأم محاطة بأولادها لتسلّم هديتها.

من مبنى إلى آخر تنقل كريستوفر مع صديقيه وهم يرتدون الكمامات لتوزيع ورود ملونة تمّ تنسيقها بعناية، بينما كانت دهشة الأمهات اللواتي خرجن إلى شرفات منازلهن واضحة. لم تتمكن بعضهن من حبس دموعهن، ولوّحت أخريات بالورود وأرسلن القبلات عبر الهواء قبل أن يعانقن أفراد عائلاتهن امتناناً.

وقال كريستوفر، وهو طالب في اختصاص الهندسة ويعمل مصور أعراس عبر الطائرة المسيّرة، لوكالة «فرانس برس» «خطرت لي فكرة الورود الطائرة أي تقديم الورود للأمهات بواسطة الدرون بما أنّ اليوم عيدهن وكل المحلات مقفلة».

وأضاف: «فكرت كيف يمكن للأبناء إسعاد أمهاتهم بطريقة آمنة إلى ابعد حدود من دون احتكاك مع أي أحد، ووجدت أن خدمة الإيصال عبر الدرون هي الأفضل باعتبار أن الوردة ستقدم عبر الشرفة والأم ستبقى في بيتها».

وبحسب الإحصاءات الرسمية، سجّل لبنان حتى السبت 206 إصابات على الأقل بفيروس كورونا المستجد، توفي أربعة منهم. وطلبت الحكومة الأحد من المواطنين البقاء في منازلهم لمدة أسبوعين في إطار «حالة طوارئ صحية» للحد من انتشار الفيروس، شملت إغلاق مطار بيروت والحدود البرية والبحرية منذ منتصف الأسبوع.

وقدّم كريستوفر مع صديقيه خدمة إيصال الورود مقابل بدل مادي، إلا أن العائدات «ستكون للصليب الأحمر اللبناني لأنه أكثر من يحتاج إلى الدعم»، على قوله، في ظل الوضع الراهن وتطوعه في نقل المصابين أو المشتبه بإصاباتهم إلى المستشفيات.

ودخل لبنان، وفق ما أعلن وزير الصحة حمد حسن، مرحلة انتشار الفيروس. ويخشى المسؤولون أن تزداد الإصابات في الأسابيع المقبلة بما يتخطى قدرة المستشفيات على الاحتواء.

ويخضع أكثر من 900 مليون شخص حول العالم لعزلة في بيوتهم في عطلة نهاية الأسبوع على أمل الحد من انتشار الفيروس الذي أودى بأكثر من أحد عشر ألف شخص ويهز الاقتصاد العالمي.
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد