أطباء غزة يعتلون منابر المساجد للتوعية من كورونا

0 203

العالم الآن – بالمعاطف البيضاء والكمامات، اعتلى أطباء غزّة منابر المساجد المنتشرة في محافظات القطاع، ليلقوا خطبة في جموع المصلين حول مخاطر فيروس كورونا، والإجراءات الاحتياطية الواجب اتّباعها للوقاية من الإصابة بهذا الوباء.

اعتمد الأطباء في خطبتهم على أسلوبٍ علمي ممزوج بالدين، كأفضل الطرق لمخاطبة مختلف الأشخاص من أجل دفعهم إلى عدم الاستهتار بالفيروس واتّباع إجراءات الوقاية بصرامة، خوفاً من تفشيه في القطاع.

المنابر عيادات طبية

وجاءت هذه الخطوة بالتعاون بين نقابة الأطباء الفلسطينيين ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بهدف تقديم شرحٍ لسكان القطاع حول كيفية انتشار فيروس كورونا وكيفية الوقاية من الإصابة به، وما هي فوائد الحجر الصحي المنزلي وأعراض الإصابة بالوباء وكيفية التعامل مع الحالات المشتبه في إصابتها.

في الواقع، تُعدُّ المساجد في غزّة أكبر ملتقى للأفراد، ومن على منابرها يوجّه رجال الدين دروس التوعية.

من على منبر مسجد الهدى (أكبر مسجد في غزّة)، قال مدير مستشفى غزّة الأوروبي الطبيب يوسف العقاد إنّه من الضروري الالتزام بتعليمات وزارة الصحة للوقاية من كورونا، الذي يُعدُّ وباءً عالمياً خطيراً يعصف بكلّ دول العالم.

وأضاف “الإسلام دين حنيف، يأمر بالأخذ بالأسباب، لذلك عليكم اتّباع طرق الحماية والالتزام بالحجر الصحي المنزلي. وخلال وجودكم في البيوت، عليكم تطبيق أساليب النظافة الشخصية التي علّمنا إياها الرسول محمد. وكذلك، على أولياء الأمور منع أبنائهم وبناتهم من المشاركة في التجمعات الكبرى، التي تُعتبر أخطر أماكن انتشار كورونا”.

وحث العقاد سكان غزّة على عدم المصافحة باليد والتقبيل والابتعاد عن الأماكن المزدحمة والاستحمام بكثرة واستخدام معقمات وكحول طبية لليدين وكمامات للأنف والفم.

كما تطرّق في خطبته إلى أسباب ظهور الفيروس ومراحل تشكّله وطريقة انتقاله، وآثاره في البلاد التي يصيب أهلها.

تنظيم الصلاة

وفي مسجد “سليم أبو مسلم” ببلدة بيت لاهيا شمال القطاع، اعتلى خبير الطب الشعبي جمال قرموط منبر المسجد، مؤكداً في خطبته على أنّ الأوبئة والأمراض سنّة ربّانية في الكون، ولا علاقة للتدخلات البشرية في تفاصيل وجودها وانتشارها. وأشار إلى أنّ مرجعيات الدين الإسلامي مليئة بالتعاليم التي يجب على الأشخاص الالتزام بها في حال انتشار الأوبئة وتفشّيها.

وجاء قرار تحويل وزارة الأوقاف منابر المساجد إلى عيادات صحية، بعدما نُفّذت خلال الأيام الماضية، حملة واسعة لتعقيم جميع مساجد القطاع بغية توفير متطلبات السلامة والوقاية من فيروس كورونا.

وكذلك أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تعليمات للمصلين، تضمنت دعوة كبار السن والأطفال والمرضى إلى الصلاة في بيوتهم وعدم الذهاب إلى المساجد، فيما دعت من يرغب في الصلاة بالمسجد إلى إحضار سجادته، وعدم استخدام مرافق المساجد في الوضوء والتباعد في الصفوف.

إصابات وشلل عام في غزّة

وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء السبت، عن أوّل إصابتين بفيروس كورونا في القطاع المحاصر. وأوضح وكيل الوزارة في غزة يوسف أبو الريش، أن المصابَيْن هما مواطنان عادا من رحلة إلى باكستان، مضيفاً أنهما يخضعان للحجر الصحي في رفح ولم يدخلا القطاع.

وبعد الإعلان عن الإصابتين، وصل وفد من منظمة الصحة العالمية إلى قطاع غزة لإجراء فحوصات للمصابَيْن، وأخذ عينات منهما ونقلها إلى مختبرات حديثة.

وكأوّل إجراء للسلطات في قطاع غزّة لمواجهة الفيروس، أُعلنت حالة الطوارئ وإقفال المدارس، والعمل بنظام الطوارئ في المؤسسات الحكومية، إضافةً إلى إغلاق كل المطاعم والمقاهي وتعليق صلاة الجمعة ووقف الأفراح والحفلات بشكلٍ نهائي ومنع التجمعات البشرية، حتى إشعارٍ آخر.

وأصبح عدد الإصابات بفيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية 53 حالة، 48 إصابة منها في الضفة الغربية، فيما شُفي 17 شخصاً وفق أحدث تقارير وزارة الصحة الفلسطينية. أمّا في إسرائيل، فبلغت الإصابات 883، بينها حالة وفاة.
” اندبندنت”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد