رفع الحجر عن ووهان وارتفاع عدد وفيات كوفيد-19 في العالم

0 189

العالم الآن – خرج آلاف السكان إلى شوارع ووهان الأربعاء بعدما رفعت السلطات الصينية الإغلاق التام الذي فرض منذ أشهر على المدينة التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد أول مرّة، ما يمنح العالم بعض الأمل رغم أعداد الوفيات القياسية المسجلة في أوروبا والولايات المتحدة.

وتعرّضت الصين لانتقادات واسعة لطريقة معالجتها أزمة فيروس كورونا المستجد الذي بدأ تفشيه من ووهان أواخر العام الماضي. وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء بتجميد دفع حصة بلاده من تمويل منظمة الصحة العالمية على خلفية ما اعتبره انحيازها لبكين.

ومن ووهان، انتشر الفيروس بشكل متسارع فوصل إلى كل بلد في العالم تقريبا وأودى بحياة قرابة 83 ألف شخص في حين شكّل ضربة للاقتصاد العالمي وزجّ بنحو نصف البشرية في شكل من أشكال العزل.

وسُجلت أكثر من 750 ألف إصابة في أوروبا، ما يعني أكثر من نصف العدد الإجمالي للإصابات في العالم، بحسب تعداد لوكالة فراس برس الأربعاء عند الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش يستند الى الارقام الرسمية.

وأثّر تفشي الفيروس على المجتمعات على كل المستويات من العمال وصولا إلى شخصيات سياسية وملكية، وبينهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي يحارب الفيروس من قسم العناية المركزة في أحد مستشفيات لندن.

لكن سعادة من كانوا عالقين في ووهان بمنحهم حرية مغادرة المدينة أثارت بعض الأمل للعالم، إذ شكلت دليلا على أن الفيروس لن يستمر إلى ما لا نهاية.

لكن المسؤول في مكتب الأمن العام في ووهان يان كيان شنغ قال للصحافيين الأربعاء إن “إنهاء الإغلاق لا يعني وقف تدابير مكافحة الفيروس التي فرضناها”.

وصدرت تصريحات مشابهة من المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية الأربعاء الذي أكد أنه بالرغم من “المؤشرات الإيجابية” الواردة من بعض دول المنطقة، إلا أنه لا يزال من المبكر تخفيف الإجراءات الهادفة لاحتواء كورونا المستجد.

في هذه الأثناء، اكتظت محطات القطارات والحافلات في ووهان بالركاب الساعين للخروج من المدينة بينما ارتدى البعض البزّات الواقية.

وقالت هاو مي (39 عاما) وهي تستعد لرؤية أطفالها للمرة الأولى منذ شهرين “لا يمكنكم تصوّر حالتي! استيقظت منذ الساعة الرابعة صباحا. يراودني شعور جيّد للغاية. وأطفالي متحمّسون إذ ستعود والدتهم أخيرا”.

في محطة القطارات، صرخ رجل كان ينتظر قطارا للعودة إلى مقاطعته هونان “مرّ 77 يوما وأنا عالق”.

وفي الأثناء، مرّ رجل آلي بين الحشود في المحطة ورشّ على أقدام الموجودين مواد معقمة، مكرّرا تسجيلا صوتيا يذكّرهم بوضع الأقنعة الواقية.

– “منحازة للصين” –

بينما احتفلت الصين بأول يوم لها دون وفيات بكوفيد-19 الثلاثاء، حصد الوباء أرواحا بأعداد قياسية في أوروبا والولايات المتحدة.

في الولايات المتحدة، توفي 1939 شخصا خلال الساعات الـ24 الماضية، بحسب حصيلة جامعة جونز هوبكنز، في وقت تقترب البلاد من تسجيل عدد الوفيات الذي سجّل في إيطاليا وإسبانيا، البلدين الأكثر تأثرا بالفيروس.

وسجّلت بريطانيا الثلاثاء عددا قياسيا جديدا للوفيات في 24 ساعة بلغ 786.

وأكدت لندن أن جونسون (55 عاما) في وضع “مستقر” و”معنوياته عالية”، في وقت يتم تزويده بالأوكسيجين في قسم العناية المركزة.

في فرنسا، شددت السلطات إجراءات الإغلاق، فحظرت الرياضة الصباحية في الهواء الطلق لمنع الناس من التحايل على القواعد التي فرضتها، بينما تجاوز عدد الوفيات العشرة آلاف.

في الولايات المتحدة، أكد حاكم نيويورك أندرو كومو أن الولاية تقترب على ما يبدو من بلوغ ذروة الوباء، لكنه حض السكان على التزام منازلهم.

وندد ترامب بمنظمة الصحة العالمية وقال إن بلاده ستعلّق مساهمتها المالية في الهيئة الأممية التي اتهمها بأنها “منحازة للغاية لصالح الصين”. غير أنّ الرئيس الأميركي ما لبث بعد دقائق من ذلك أن تراجع قائلا إنّه لم يقرّر تعليق الدفع بل يعتزم فقط درس هذه الإمكانية.

– “غضب وانفصال عن الواقع” –

في الأثناء، يحاول عناصر الفرق الطبية المنهكون حول العالم التعامل مع تدفق المرضى، بينما أقيمت مستشفيات مؤقتة على متن سفن وفي فنادق وحتى في كاتدرائية بنيويورك.

في برشلونة، قال الممرّض أنتونيو ألفاريز (33 عاما) العامل في قسم العناية المشددة إن تجربته مع الوباء أشبه بفاجعة. وصرح لفرانس برس “مررت بمراحل غضب وانفصال عن الواقع (…) الآن لا نزال منهكين لكن الوضع تحسّن. يموت عدد أقل من المرضى”.

وأحصت إسبانيا الأربعاء وفاة 757 مصابا بكورونا المستجد خلال 24 ساعة، في ثاني يوم يشهد ارتفاعاً في الوفيات، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 14555 وفاة بينما كانت البلاد شهدت مؤشرات انخفاض الأسبوع الماضي، وفق وزارة الصحة.

ويبدو الاقتصاد العالمي كذلك على أجهزة الإنعاش، إذ تحاول الحكومات إنفاق مبالغ غير مسبوقة لتجنّب أسوأ أزمة تمر على العديد من الدول منذ قرن.

وبينما أقرّت اليابان حزمة لتحفيز الاقتصاد قدرها نحو تريليون دولار، لا تزال دول منطقة اليورو منقسمة بشأن اللجوء إلى إصدار “سندات كورونا” لدعم الاقتصاد.

ويستأنف وزراء مالية دول منطقة اليورو الخميس اجتماعاتهم الرامية للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة إنعاش اقتصادية بعد فشلهم في ذلك غداة ليلة طويلة من المباحثات.

في الوقت نفسه أشارت توقعات مشتركة لأبرز المعاهد الاقتصادية إلى احتمال تراجع إجمالي الناتج الداخلي في ألمانيا في الربع الثاني من العام بـ9,8% بسبب كوفيد-19، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ البلاد الحديث.

أما في فرنسا، فتراجع إجمالي الناتج الداخلي بنحو ستة بالمئة في الربع الأول من 2020 بعدما تسبب الفيروس بتوقف النشاط في جزء كبير من الاقتصاد، بحسب تقديرات بنك فرنسا.

– “أسوأ أزمة عالمية” –

من جهة أخرى، أعلن أفراد استعدادهم لتقديم الدعم. فقد صرح مؤسّس موقع تويتر جاك دورسي أنّه سيتبرّع بمبلغ مليار دولار من ثروته الخاصة لدعم جهود مكافحة كورونا المستجد.

وحذّرت منظمة العمل الدولية من أن 81 بالمئة من القوة العاملة حول العالم التي تضم 3,3 مليارات شخص باتت متأثّرة حاليا “بأسوأ أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية”.

وتوقعت منظمة التجارة العالمية أن تسجّل التجارة الدولية انكماشا بين قد يصل إلى 32% في 2020، ليكون أعلى من ذاك المسجل في 2008، في ظل تفشي جائحة كوفيد-19 التي أبطأت التبادلات بشكل شديد.

وفي مصر، قال محمد سعيد (36 عاما) وهو نجار وأب لثلاثة أطفال “منذ أن بدأت هذه الأزمة ونحن نجلس في بيوتنا من دون أي مدخول مالي”.

وفي الأثناء، حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من جوع يتهدد سكان لبنان جراء انتشار الفيروس والقيود المتخذة لمكافحته في البلد الذي يشهد أساساً انهياراً اقتصادياً، داعية الحكومة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لتقديم مساعدات إلى الأكثر تضرراً.

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فدعا صندوق النقد الدولي إلى منح بلاده التي تعد من الدول الأكثر تضررا بالوباء القرض العاجل بقيمة خمسة مليارات دولار الذي طلبته للتصدي لكوفيد-19.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد