وسط حرب مدمرة.. اليمن يسجل أول إصابة مؤكدة بكورونا ويستعد للمزيد
العالم الآن – أعلن اليمن يوم الجمعة رصد أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في الوقت الذي تستعد فيه جماعات الإغاثة لمواجهة تفشي المرض في بلد يعاني من حرب دمرت النظام الصحي ونشرت الجوع والمرض.
وجاء الإعلان عن الإصابة المؤكدة بعد أن دخل وقف لإطلاق نار على مستوى البلاد حيز التنفيذ يوم الخميس على خلفية تفشي الفيروس. وأعلن التحالف الذي تقوده السعودية ويقاتل حركة الحوثي اليمنية تعليق عملياته العسكرية لأسبوعين لكن الحوثيين لم يعلنوا موقفهم بعد.
وذكرت اللجنة العليا للطوارئ على تويتر أن الحالة اكتشفت في محافظة حضرموت الجنوبية المنتجة للنفط.
وأضافت اللجنة دون الخوض في تفاصيل ”الحالة مستقرة وتتلقى الرعاية الصحية، وقامت الفرق الطبية والأجهزة المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة“.
وقال مسؤول محلي لرويترز إن المصاب عامل يمني في ميناء الشحر التجاري الصغير.
وقالت ليزا جراندي منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن لرويترز يوم الخميس إنه إذا انتشر الفيروس فسوف تكون النتيجة ”كارثية“ نظرا لأن الحالة الصحية لما لا يقل عن نصف السكان ”متدهورة للغاية“ ولا يملك البلد إمدادات أو قدرات أو منشآت كافية للتعامل مع الوضع.
وطبقا لتوجيه اطلعت عليه رويترز أمرت السلطات بإغلاق ميناء الشحر لمدة أسبوع لتطهيره بشكل دقيق وأمرت العمال بعزل أنفسهم في منازلهم لمدة أسبوعين.
وفرضت السلطات أيضا حظر تجول ليليا لمدة 12 ساعة في جميع أحياء حضرموت يبدأ من الساعة السادسة مساء يوم الجمعة وحتى إشعار آخر. وقال سكان إن عربات تابعة للدفاع المدني قرب الميناء أمرت الناس عبر مكبرات الصوت بالبقاء بمنازلهم.
وقال أحد السكان ويدعى مازن سالم وهو أب لطفلين ”علمنا اليوم أن هناك إصابة بفيروس كورونا وبقينا في المنزل. ربنا يحمي بلدنا وعائلاتنا“.
* أزمة إنسانية
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تقدم المساعدة لوزارة الصحة العامة والسكان باليمن. وقال ألطف موساني ممثل المنظمة في اليمن لرويترز ”نتابع الحالة ومن خالطوها لتقييم مستوى التعرض للخطر“.
وقالت منظمة الصحة العالمية لرويترز في الآونة الأخيرة إنها تسعى لمد اليمن بما يمكنه من فحص آلاف المرضى، مضيفة أنها منحته بالفعل 500 جهاز فحص. وجرى تخصيص نحو 37 منشأة صحية كوحدات عزل.
وأودت الحرب المستمرة منذ خمس سنوات بحياة أكثر من 100 ألف شخص وتسببت في أزمة إنسانية.
وتقول لجنة الإنقاذ الدولية إن نصف المستشفيات اليمنية فحسب تعمل بشكل كامل ولا يحصل 18 مليون شخص على رعاية صحية كافية أو مياه.
وقال علي الوليدي المتحدث باسم اللجنة الوطنية للطوارئ التابعة للحكومة لرويترز هذا الأسبوع إنه تم إنشاء مراكز حجر صحي في محافظات حضرموت والمهرة وعدن في جنوب اليمن
وصرح بأن اللجنة تطلب أجهزة تنفس صناعي وأسطوانات أكسجين وأسرة مستشفيات من منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليجري توزيعها على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المدعومة من السعودية والمناطق التي تسيطر عليها حركة الحوثي.
وقال برنامج الأغذية العالمي يوم الخميس إنه سيخفض إلى النصف المساعدة التي يقدمها للسكان في مناطق اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين ابتداء من منتصف أبريل نيسان بعدما خفض المانحون التمويل بسبب مخاوف من أن الحوثيين يعرقلون إيصال المساعدات.
ويطعم البرنامج التابع للأمم المتحدة ما يربو على 12 مليون يمني شهريا، معظمهم في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقال ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى للصحفيين في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة يوم الخميس إن المسؤولية تقع على عاتق الحوثيين لضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
وأضاف ”نحثهم، أولا، على الانضمام إلى وقف إطلاق النار، وثانيا، إلى وقف ممارساتهم المربكة في مجال (المساعدات) الإنسانية“.
” رويترز”