القوة الصامتة في وباء الكورنا – الاعلامية علا الناصر / الأردن
العالم الآن – فتح التقدّم العلمي أبواباً كبيرة في رصد الكوارث ومساراتها ونتائجها وقد اختارت الأمم المتحدة في اجتماعها عام 2009، يوم 13 تشرين الأول (أكتوبر) يوماً عالمياً سنوياً للحدّ من الكوارث. وقد جرى الاحتفاء بالمرأة تحت عنوان «النساء والفتيات قوة غير مرئية ». وسلّط الاحتفال الضوء على قدرة النساء في الحدّ من الكوارث، واتخاذ القرار وإدارة الأزمات، وحضّ على تحوّل المرأة من ضحية إلى قوة فاعلة تحمي نفسها ومجتمعها، خصوصاً أن النساء والأطفال هم الأكثر معاناة من الكوارث سواءا البيئية او الحربية او حتى الوبائية . ومنذ القدم وللمرأة دور اساسي تعمل كالجندي المجهول في اي كارثة تحدث .
ففي الحرب العالمية الأولى هناك أسماء نسائية لمعت مثل دوروثي لورانس فقد تنكرت كرجل من أجل أن تصبح جندي إنجليزي في الحرب العالمية الأولى . كما وجدت المرأة العديد من الطرق لتشارك في هذه الفترة فقد تم انشاء فيلق نسائي في كندا للعمل في المزارع في عام 1918، لتحل بذلك محل الرجال الذين أُرسلوا إلى الجبهة. فتم فتح فرص العمل في المصانع ، و ارتفع الإنتاج الصناعي .
ولا ننسى بهذه الفترة حدوث جائحة إنفلونزا 1918 أو ما عرف بالإنفلونزا الأسبانية انتشرت في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم وخلفت ملايين القتلى، فقد بدأ هذا الوباء القاتل في سويسرا بين الجنود وكانت المرأة هي المسؤولة الأولى في حقل التمريض فقد دفع الصليب الأحمر السويسري بـ742 ممرضة، كان معظمهن من العاملات في معهد التمريض ،وقد تُوفي تسعة وستون منهن بسبب الأنفلونزا، وفي نوفمبر 1919، كُرّمت الممرضات الأخريات الناجيات بمنحهن ميداليات عسكرية .
قامت النساء في الحرب العالمية الثانية بمجموعة متنوعة من الأدوار. فشملت الحرب العالمية الثانية نزاع عالمي على نطاق واسع غير مسبوق، أدى إلى توسيع دور المرأة التي لأصبحت لا غنى عنها في هذه الحرب، وكانت أدوار النساء في الحرب العالمية الثانية أكثر اتساعا مما كانت عليه في الحرب العالمية الأولى .فقد عملت النساء في مصانع الذخيرة والمزارع، وأيضا قدن الشاحنات وقدمن الدعم اللوجستي للجنود أما في البلدان المتحالفة فقد جندت الآلاف من النساء من الممرضات العاملات في الخطوط الأمامية. فالمرأة في الحرب العالمية الثانية كان لها فرصة لاكتشاف ذاتها.
وليس من بعيد فقد كانت المرأة صمام الامان في مواجهة الارهاب بان تتتسلح بسلاح الوعى ونشر الوعى بوصفها شريك اساسى فى حماية البلد. وقد أدركت المرأة أن الأرهاب قد يبدأ من عنف الأسرة سواء فكريا او تربويا او اجتماعيا، وأن عنف الاسرة يرتبط بالمشاكل الإقتصادية للبلد واستقرارها كما انه بعض الأماكن يكون لديها حس امنى غريزى تعرف به كيف تحمى بيتها، كي لاتجذبهم المنظمات الارهابية للانضمام اليها وتجندهم لصالح اهدافهم الشيطانية .
ونحن الأن في الأردن كما في العالم أجمع نواجه معا جائحة الفيروس التاجي كوفيد-19 وتتركز كافة القوى لمواجهة هذه الجائحة وكما كانت المرأة حاضرة بقوة بقلبها وعملها فمازال الاعتماد والثقة على حسن ادائها . في الأردن مثلا لم يكتفي عمل المرأة في المنزل رغم ابداعها الذي ظهرت فيه بجمع العائلة بكل محبة كما اعتدنا في زمن اجدادنا على البساطة والتحضير المنزلي البعيد عن المواد الغذائية المصنعة ، وان دورها لمسناه في الحفاظ علي اسرتها من فيروس كورونا من خلال تطبيق تعليمات الصحة في المنزل ورفع مناعة اسرتها والحفاظ على النظافة الشخصية والتعقيم وعدم النزول من المنزل، كما يجب ان تكون الام هي الاولى في نشر التوعيات بين اولادها وزوجها والحفاظ علي صحتهم والجلوس في المنزل دون الاختلاط .
ولم يقتصر دور المرأة الاردنية فقط في منزلها . فنحن نجدها الأن في فرق الاستقصاء الوبائي تعرض نفسها لخطر الأصابة بهذا الفيروس واذا التفتنا من جهة اخرى نرى تلك الممرضة أوطبيبة التي تبدع باجراء عملية ولادة قيصيرية لمريضة الفيروس التاجي وعند عودتها الى منزلها تحضن اطفالها باعينها ولا تستطيع عناقهم من محبتها وخوفها عليهم. كما لمع دور المرأة من ناحية اخرى في اداء الجمعيات النسائية التي لم توقفها هذه الجائحة عن دعمها للأسر المحتاجة فكيف لا وهي تعيش مع كل أسرة قصة عناء أب او أم بحاجة ماسة الى أقل متطلبات الحياة . فلكل امرأة في المجتمع تقدم بكل قوتها فالصحفية والمراسلة التي تقتحم الشارع المحلي محصنة نفسها بحبها لعملها لنقل الصورة الوبائية .كما نجد على رأسهم ايضا المرأة في مرتبات الامن العام فهي مكوك حركي معطاء لا يهنأ له عين ولن يرتاح له بال الا وكان الجميع بأمان فرغم تجمع الاسر على موائدهم فهي ما زالت في خدمة وطنها بكل محبة وتفاني مرتدية القفازات والكمامات ومبتسمة املة ان يكون غدا افضل .
فالمرأة او الام هي عمود البيت والنماذج السابقة تبرهن على قوة النساء والفتيات وقدرتهن على إحداث الفارق، وأنهن رقم صحيح في معادلة صعبة قوامها مواجهة الكوارث والحدّ من آثارها ومخاطرها . فهن القوة الصامتة .