(مدينة الألعاب) (الحُلُم الذي تحققَ بعدَ فوات الأوان)- رانيا أبو عليان

0 400

العالم الآن ….حَلمتُ مُنذُ كنتُ صغيرةً بزيارتها واللعبِ فيها والمرحُ بينَ ألعابها التي كُنتُ أعتبرها حُلماً عظيماً وأمنيةً كبيرة،…وظللتُ أحلُمُ وأتمنى وأنظُرُ إليها في شاشات التلفاز وقلبي يقفزُ مُتمنيةً ولو لمرةٍ زيارتها،…ولو لمرةٍ الإحساسَ بالفرحِ الذي يُحسُ بهِ الأطفال عندما يتنقلون بينَ ألعابها المُختلفةَ بخفة،….كبرتُ وكَبُر معي الحلم،…تمنيتُ من كُلّ قلبي أن يتحقق، وأن أزور مدينة الألعاب ولو لمرةٍ واحدة ،…ومضت السنين وأنا أنتظر وأنتظر،…حتى جاءَ وبعدَ انتظارٍ طويل وصبرٍ مرير ذلك اليوم الذي أوشكَ حُلمي فيه أن يتحقق.
……دخلتُ مدينة الألعاب ورأيتُ الأطفالَ يمرحون ويلعبون،…..فعادت لقلبي تلك الفرحة الطفولية الغَضَّة،…والتي إرتسمت على شكل إبتسامة عبَّر عنها قلبي بما بدا على ملامحي من سعادة،…ولكنَّ تلكَ الإبتسامة التي إرتسمت على شفتيَّ سُرعان ما بهتت،….وتلكَ الفرحةُ الطفوليةُ التي رقصت في قلبي سُرعان ما تلاشت ؛……
فمدينةُ الألعاب كما هي والألعابُ هيَ….هيَ نفسها التي تخيلتها وحلمتُ بها،….ولكن هذه الألعاب بقيت صغيرة وأنا كبرت،…..بَقيَتْ كما هيَ وكما كانت وكما أحببتها،…ولكنني لم أستطع الركوبَ بها والإستمتاع واللهو بها؛……لأنني ببساطةٍ كبرت وهذه الألعابُ للأطفال،….ومهما حاولت تجاوزَ ذلك فلن أستطيعَ لذلك سبيلا…..فهذه الالعابُ صغيرة كما كانت دوماً،…ولكنَّني أنا من مضت بيَ السنين سريعاً،….وقطار عمري مضى بلمح البصر،…..حتى أنهُ كانَ أسرع من قطار مدينة الألعابِ نفسها،…..أو ربما حُلمي هو الذي تأخر،….تاخر جداً…تأخر بحيث لم استطع اللحاق به او الوقوف معه في مواجهة عجلة الزمن التي لم ولن تتوقف ابداً….
…….ومَضيتُ ومضى ذلك اليوم،….وبَقِيَت مدينةُ الألعابِ حُلماً كما كانت ذاتَ يوم،…ولكنها الآن…ولأسبابٍ خارجة عن إرادتي ،…هي ذلك الحلم الجميل الذي أرقَني طويلاً،….وذلك الحلم الكبير الذي تحقق ولكن……….”بعدَ فوات الاوان”.
_انتهت_
#رانيا_أبوعليان

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد