تعلم كيف تتعلم…. من سورة العلق – أ. عمر كرام
العالم الآن – بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين ، وبعد؛
قال تعالى في اول اية أُنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إقرأ بإسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم). إن هذه الايات الكريمة لو أمعنت النظر والتفكير فيها لتعلمت كيف تتعلم، من خلال هذه الايات سنكتشف الطرق السليمة النافعة والمجدية في كيفية التعلم وبالتالي سيزداد حبك للعلم والتعلم وتجني ثمار ذلك في وقت قصير.
نجد في أيامنا هذه أن الكثير منا قد هجر القراءة والعلم وفي الوقت نفسه نجد القليل من الباحثين والمربيين والتربويين من حاول لإيجاد حلاً لهذه المشكلة العظيمة والتي نعيش اثارها ونتأثر بها يوماً بعد يوم. من خلال هذه المقالة سأحاول الوصول الى الطريقة المثلى للتعلم لعلها تخفض من وقع المشكلة رابطا إيها بكتاب الله سبحانه وتعالى.
لو حصرنا المشكلة في بادئ الأمر بطلاب العلم أي طلاب المدارس والجامعات لوجدنا أن الكثير منهم قد حاول أن يصل الى أعلى درجات النجاح والتفوق ولكن من دون جدوى الى ان وصل الواحد منهم الى مرحلة اليأس والقبول بعلامة النجاح فقط متجاهلا في الوقت نفسه قوله تعالى( يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) والمناصب التي يمكن أن يصل اليها بعلمه وتفوقه والمكانة الاجتماعية المرموقة والدخل المادي الممتاز. بالنظر الى السبب الرئيس لجنوح طالب العلم الى مرحلة الممل نوعا ما من الدراسة وتلقي العلم والارتضاء بالأقل دائما لوجدنا أن ذلك بسبب عدم إتباع الطرق السليمة والصحيحة في تلقي العلم أصلا مما أنعكس سلبا على تحصيل الطالب ووصوله الى مرحلة الا جدوى.
إن تأملنا في ايات سورة العلق المذكورة أعلاه لستنبطنا الكثير من طرق العلم السليمة والنافعة والمجدية والتي سألخصاها كالتالي، علما أنها مجربة ونتائجها كانت إيجابية جدا إنعكست أثارها مباشرة على حياتي المهنية والعلمية والاجتماعية وزد على ذلك المادية.
أولا: يجب أن تبدأ القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم، وهذه يستخلص من الاية الكرية الاولى لسورة العلق والتي ربطت القراءة مباشرة بإسم الله سبحانه وتعالى.
ثانيا: اليقين بأن العلم لايأتي الا بالمثابرة والجد والصبر وأن الخير والرقي والتقدم عاقبة التعلم.
ثالثا: البدء بالمعلومة الأساسية والتي تعتمد عليها علوم ومعارف كثيرة، لأن معرفة القاعدة الأساسية ستفتح لك أبواباً كثيرة في المعرفة والإبداع، ويظهر ذلك في الاية الثانية من سورة العلق والتي وجهة القارئ الى التكوين الأول لخلق الانسان في رحم أمه، فكانت دراسة العلقة الموضوع الأول في باب خلق الانسان.
رابعا: التفكر بالمعلومة التي قرأتها تفكرا عميقا والبحث عن أصل هذه المعلومة وكيفية الوصول إليها إن أمكن، فالتفكر يفتح أفاق الإبداع والوصول الى المعرفة، ونجد أن القران الكريم قد أوصى في الكثير من الايات بالتفكر، لذا تظهر أهمية التفكر في الوصول الى المعرفة اليقينية بالمعلومة.
خامسا: القلم، لابد من إستخدام القلم في تلقي العلم والتعلم لأنه يمثل محور رئيسي في تثبيت المعلومة، فعند التعرف على المعلومة ومن ثم البدء بالتفكر فيها لابد من كتابة جميع مايصل اليه المتعلم في هذه المرحلة، وهذا يساعد كثيرا في الفهم الصحيح للمعلومة وإماكنة تطويرها أو الاستناد إليها في الابتكار والابداع، وأهمية استخدام القلم في تلقي العلم تظهر في الاية الرابعة من سورة العلق.
سادسا: شرح وتعليم ماتم الوصول اليه في مرحلة تعلم المعلومة الى مجموعة من طلاب العلم بالطريقة التي تجدها مناسبة، وفي هذه المرحلة ستثبت المعلومة لديك وستتطور معرفتك بها كثيرا.
إن هذه الخطوات الست إنما تمثل تجربتي مع تلقي العلم والتي إستنبطها من قرائتي للقران الكريم والتفكر في اياته، لعل هناك الكثير من الطرق الاخرى لكنني وجدت أن هذه الطرق الست تحمل في طياتها الكثير من التفرعات والتي ساعدت كثيرا في التعلم، كما أن الكثير ممن أرشدتهم لإستخدام هذه الطرق الست قد لمسوا تغيرا سريعا في مستوى تحصيلهم العلمي. ولاتنسى قوله تعالى( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).