قوات شرق ليبيا تنسحب من طرابلس بعد هجوم استمر عاما

0 297

العالم الآن – استعادت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا يوم الخميس السيطرة الكاملة على العاصمة طرابلس وطردت قوات شرق ليبيا خارجها بعد قتال استمر عاما أرسلت خلاله قوى خارجية أسلحة ومقاتلين.
وقال مصدر عسكري في قوات شرق ليبيا التي تتخذ من مدينة بنغازي مقرا إنهم ينسحبون من جميع ضواحي طرابلس. وأعلنت القوات الحكومية أنها تسيطر الآن على كل المناطق داخل حدود المدينة.

ويمثل ذلك انتكاسة مؤلمة لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر التي بدأت الهجوم على طرابلس في العام الماضي وتعهدت بتوحيد البلاد بعد أعوام من الفوضى.

ويعني استمرار دعم روسيا ومصر والإمارات للجيش الوطني الليبي أن حكومة الوفاق الوطني، التي تعترف بها الأمم المتحدة وتدعمها تركيا، ليس لديها أمل يذكر في نقل الحرب إلى شرق ليبيا في الوقت الراهن.

لكن مع انسحاب قوات شرق ليبيا نحو معقلها في ترهونة بشمال غرب البلاد تتشكل جبهات القتال لمعارك جديدة على الرغم من اتفاق الجانبين على استئناف محادثات وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة.

لكن وصول أسلحة ثقيلة، تقول الولايات المتحدة إنها تشمل أسطولا من المقاتلات الروسية، يعني أن هناك تصعيدا جديدا قد يؤدي إلى أعنف قتال منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.

والأسبوع الماضي قالت فرنسا، التي تدعم حفتر إلى حد كبير، إن الصراع ينذر بتكرار السيناريو السوري حيث تدعم تركيا وروسيا طرفين متناحرين في حرب استنزاف من القصف والضربات الجوية.

ورحبت القوى الخارجية الرئيسية المشاركة في الصراع بقرار استئناف محادثات وقف إطلاق النار وقالت علنا إنها تدعم التوصل لحل سياسي لكن لم يتضح إن كان باستطاعتهم التوصل لتسوية.

ويجتمع فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس في أنقرة، حيث ذكر مسؤول تركي كبير أن الانتصارات التي أحرزتها حكومة الوفاق مهمة قبيل محادثات سلام محتملة.

وقال المسؤول ”يريد الجميع الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون خسارة أرض، لكن الأرض التي تسيطر عليها تعزز مواقفك على الطاولة“. وأضاف أن أردوغان والسراج سيناقشان الاستراتيجية والوضع على الأرض.
والأمم المتحدة مسؤولة عن عقد المحادثات، لكن مبعوثها إلى ليبيا غسان سلامة استقال في مارس آذار، ولم يوافق مجلس الأمن بعد على تعيين مبعوث جديد.

* قصف مكثف

يتشكل الجانبان المتحاربان في ليبيا من تحالفات غير مستقرة من الفصائل المتنافسة. ولم يتضح بعد كيف يمكن أن يؤثر فشل الهجوم على طرابلس على موقف حفتر الذي سافر إلى القاهرة يوم الأربعاء للاجتماع مع نائب وزير الدفاع المصري.

ويقول محللون إن هناك القليل من المرشحين القادرين على توحيد الفصائل المختلفة التي تنضوي تحت لواء الجيش الوطني الليبي.

وتأتي الانتكاسات المفاجئة التي مُني بها الجيش الوطني الليبي بعد التدخل التركي المباشر في الصراع منذ نهاية العام الماضي بطائرات مسيرة استهدفت خطوط إمداداته ودفاعاته مما أدى لتحييد معظم قوته الجوية.

وقال متحدث عسكري في حكومة الوفاق الوطني إن الانتصارات التي أحرزت في الآونة الأخيرة تعني أن طرابلس أصبحت الآن بعيدا عن مرمى نيران الجيش الوطني الليبي.

لكن القوات التابعة لحكومة الوفاق قالت إنها واجهت أثناء توغلها في المدينة باتجاه الجنوب خلال الأسبوع الماضي الكثير من الشراك الملغومة المخبأة في المنازل. ويواجه المدنيون الذين يعيشون في مدينة ترهونة، التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي، احتمال التعرض لقصف أشد.
” رويترز”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد