(سامحيني يا جميلة الجميلات)- رانيا أبو عليان
العالم الآن – (سامحيني يا جميلة الجميلات)
…سامحيني يا صغيرتي لأنني كُنت أمَّاً مُختلفةً ولستُ كباقي الأمهات….سامحيني لأنني ربما كنتُ أهتمُّ بكلِّ تفاصيل تفاصيلك حتى الضحكات او التُرَّهات….سامحيني لأنني كنت ولا زلتُ أرفض أن تكون لكِ أي صورة او”فيديو شخصي”تغنين فيه ما لا أرضى وأحاسبك فيه حتى على الحركات والسكنات…..ولتعذريني أرجوكِ على متابعتي الحثيثة لكل ما عليكِ من دراسةٍ ومشاريع وواجبات…..فقد كنتِ ولا زلتِ مشروع عمري وأعظم وأكبر الرسالات….سامحيني حين كان أبناءُ عمرك يلهون ويلعبون وأنا أتلو على مسامعك عذب الثقافات…. فقد رأيت فيكِ مذ كنتِ طفلةً أكبر وأعظم النجمات…كان ذلك اللمعان بعيونك متقدةَ الذكاء يغريني لأقطع بكِ ولأجلكِ أكبرَ المسافات…لم أبخل عليكِ بوقتي وجهدي وعمري وحتى ترداد وتحفيظ الآيات….معكِ سرتُ الدربَ الطويل لأصِلَ بكِ برَّ النجاحِ الذي تستحقين..والله يعلم وأنتِ يا صغيرتي كم كان كبيرٌ عليَّ حجم المعاناة….
….أتذكرينَ بكائي عند كل تكريم لك؟..هي دموع الفرح لأجلكِ يا أميرةَ الأميرات…
….أرجوكِ أعذريني إن كان ذاك الطريق قد سرقَ من عمرك طفولة قلبك.. لستُ أدري!!!!
..فأنا كنتُ ولا زلتُ أراكِ بصدقِ عين الأمهات…طفلتي وروحي وقلبي وحلمي وأعظم مشاريعي وغايتي في الحياة..
…..في وجداني كأمٍ كنتِ الأولى قبلي وقبلَ كلّ شئٍ وقبل المناصب لي والتشريفات…كانت المقارنة بين مصلحتكِ وما يتعارض من مشاريعي القرار محسوم فيها لطرفك ولأجلك… مهما كبُرت وعظمت المغريات.
….ولكنني الآن وبعد ما وصلت بك وأنتِ أجمل وأعظم من يستحق النجاح أقفُ هاهنا طالبةً منك العذر إن خطفتُ لحظات لهوَكِ لأسير بكِ نحو القمة و كانت شديدة وصعبة المُنعطفات…
…..سامحيني إن كنتُ ولا زلتُ بقلبِ الأم حريصة على إنجازك وأحاسبكِ حساباً صارماً على ما ضيعتِ من لحظات…
…غداَ ستكبرين لتعرفي يا قطعة القلب والروح معنى حب الأمهات…والى ذلك الحين فلتعلمي كم أحببتك..ولتعذريني أرجوكِ يا جميلة الجميلات.
#رانيا_أبوعليان