لرزاز يؤكد ثبات موقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية وأن السلام لن يتحقق إذا استمرت إسرائيل بإجراءاتها الأحادية

0 315

 

العالم الآن – أكد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أن المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا، تعد فرصة للأردن للاعتماد على الذات والابتعاد عن المنح والمساعدات، للوصول إلى الاستقلال الاقتصادي المرتبط بالاستقلال السياسي “ما يجعلنا بلداً أقوى”.

وأشار الرزاز خلال حديثه لإذاعتي “حسنى” و”جي بي سي” الخميس، إلى توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني للحكومة بالاعتماد على الذات قبل جائحة كورونا، “ونحن نتجه للاعتماد على ذاتنا من خلال التعاون والتكاتف مع شركائنا من القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني”.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن العالم بأسره يواجه عدواً جديداً يتمثل بفايروس كورونا المستجد، إذ يكمن التحدي والفرصة بالاستعداد للأسوأ في هذه المرحلة، مبيناً “أننا في الأردن فرصنا موجودة وبقوة”.

وأكد الرزاز أن التحدي الماثل للتعامل مع جائحة كورونا يكمن في عدم جدوى تحديد خطة واحدة، وإنما سيناريوهات متعددة، مبينا “أننا نسعى لرفع مستوى الالتزام لدى الجميع بهدف تسطيح المنحنى الوبائي، وعدم الوصول لمئات الإصابات يومياً”، لافتاً إلى أنه في حال أصبح الانتشار واسعا، “فإننا لن نستطيع عزل عمارات، وبالتالي المواطن يكون خط الدفاع الأول عن نفسه وعن أسرته، مع تزويده بكل المتطلبات والتعليمات والتشريعات اللازمة لحمايته”.

وأضاف: “إننا نؤمن بحرية المواطن وهي مقدسة بموجب الدستور، لكن عندما تمارس هذه الحرية بعدم التزام ومسؤولية عبر التأثير على الآخرين، فلا تعد حرية، وواجب المواطن الوطني والدستوري الالتزام بهذه التعليمات لدرء خطر الإصابة بالوباء”، مؤكداً “أن ما نأمله ونصرّ عليه، أن لا نصل لمرحلة الحظر الشامل، لاعتبارات اقتصادية، وسنفعل كل ما بوسعنا لتفادي هذا السيناريو الاسوأ بلا شك”.

وحول تعليق دوام غالبية طلبة المدارس والانتقال للتعليم عن بُعد، أشار الرزاز إلى أن الحكومة لجأت لهذا القرار لتسطيح المنحى الوبائي للإصابات الذي يتضاعف ولحماية صحة المواطنين، مبينا “أننا اعتمدنا خيار الإبقاء على التعليم الوجاهي للمرحلة الثانوية (التوجيهي) لأنها تعد مرحلة حاسمة في حياة الطالب”.

وأضاف، إن الإبقاء على الصفوف الثلاثة الأولى وجاهيا جاء لأهميتها، ولكون هذه المرحلة تحتاج إلى معلم صف واحد وليس هناك تناوب بين المعلمين على الغرفة الصفية، إضافة إلى أن الطلبة في هذه المرحلة أقل عرضة لانتقال العدوى والإصابة بالمرض، مع مراعاة ظروف الأمهات العاملات اللواتي لديهن طلبة في هذه الصفوف.

وجدد الرزاز التأكيد على أن لا بديل عن التعلم المباشر والتفاعلي لطلبة المدارس، لكن هناك العديد من الدول لجأت إلى التعليم عن بُعد الذي يعد بديلا جيدا على المستوى القصير، إذا كان هناك التزام من الطلبة، لافتا إلى وجود برنامج تفاعلي تم إطلاقه أخيرا على منصة “درسك”، مشيرا الى رغبة بعض الدول للاستفادة من التجربة الأردنية في هذا المجال.

وحول برنامج خدمة العلم، أشار رئيس الوزراء إلى أن إعداد الشباب إلى مرحلة ما بعد الدراسة لم يكن بالمستوى المطلوب خلال السنوات الماضية، مبينا أن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني للحكومة بضرورة انخراط الشباب بثقافة العمل، تعتبر من أهم الأسباب التي دفعتنا للتطوير على برنامج خدمة العلم.

واضاف، إن من بين الخطط هو انخراط المنتسبين لخدمة العلم بزراعة الأراضي القابلة للري وبإرشاد زراعي، “لزيادة إنتاجنا واستهلاكنا وصادراتنا الزراعية”، مبينا أن برنامج خدمة العلم الذي ينقسم إلى قسمين: التدريب العسكري في معسكرات قواتنا المسلحة الباسلة، والتدريب العملي بإشراف وزارة العمل، سيساعد شبابنا على تعلم العديد من المهارات في القطاعات المختلفة كالزراعة والإنشاءات وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من القطاعات المنتجة.

وفي ما يتعلق بالوضع الاقتصادي، قال الرزاز، إن الحكومة تدرك شكاوى القطاع الخاص ولديها لجان تبحث في القطاعات الأكثر تضررا من جائحة كورونا كقطاعي السياحة والنقل وغيرها، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الاقتصاد العالمي ينكمش ونسب النمو تتراجع، والبطالة تزداد.

وأضاف “التحدي الماثل لدينا هو كيفية تعزيز منعة اقتصادنا وتحمل هذه المرحلة الصعبة للوصول إلى مرحلة التعافي، لذلك نحاول في إجراءاتنا للتعامل مع الجائحة ألا نذهب إلى فرض حظر التجوال الشامل لما يسببه من آثار كبيرة على الاقتصاد”.

كما لفت الرزاز إلى زيارته مدينة الموقر الصناعية، مشيرا إلى التطور في هذه المدينة التي لم تكن على أرض الواقع قبل نحو سبع سنوات، بينما اليوم تقوم بتصدير منتجاتها لمختلف دول العالم (أوروبا وأميركا وآسيا وإفريقيا)، وتقدم منتجات ذات جودة عالية ويعمل بها شباب وشابات أردنيون، مؤكداً أن هذا النموذج هو الذي نطمح اليه في بناء جميع منتجاتنا الغذائية والدوائية، إلى جانب الخدمات التقنية والتكنولوجية التي نقدمها عن بُعد للعديد من دول العالم، و”التحدي الآن الارتقاء بمستوى هذه المسؤولية وتحقيق المزيد من الأهداف”.

وحول القضية الفلسطينية، أكد الرزاز أن الأردن ثابت في موقفه تجاه القضية الفلسطينية، ولن نصل إلى السلام العادل والشامل إذا استمرت إسرائيل بإجراءاتها الأحادية، والتي تقوض حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.

كما أكد أن جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد دائما في جميع المحافل العربية والدولية أن السلام الشامل والعادل لن يتحقق إلا بتلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مشيرا إلى أن الأردن لن يغير موقفه تجاه القضية الفلسطينية، ولا يزال مؤمناً بالسلام العادل والشامل لكل المنطقة، ولكن له شروطه الواضحة التي لن يحيد عنها بأي حال من الأحوال.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن الأردن يسعى دائما إلى وحدة الصف العربي في ما يتعلق بكل التحديات الاقليمية والخارجية سواء بعلاقاته مع دول الخليج الشقيقة أو العراق ومصر.

وعبر الرزاز في نهاية حديثه عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة، بخاصة في ظل وجود قيادة هاشمية حكيمة جنبت الأردن على مدى عقود من الزمن، العديد من الأزمات التي شهدتها المنطقة، لافتاً في الوقت ذاته إلى قوة الدولة الأردنية في مواجهة مختلف التحديات، وليست مثل أي دولة انهارت انهياراً تاماً في المنطقة، لأنها لم تعتمد على العدل والقانون والإنسانية واحترام حقوق الانسان.

كما عبر رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز عن فخره واعتزازه بالشباب الأردني المبدع الذي يبني العديد من دول العالم، فضلاً عن مؤسسات القطاع الخاص “التي نحن من يضع العقبة أمامها أحياناً، الأمر الذي يتطلب تسهيل مختلف إجراءاتنا أمامه وأتمتة آلياتنا لخدمته، وإشراكه في عمليات التخطيط والبناء للمستقبل”، مؤكداً “أننا مقبلون على المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية، ولا يجوز إلا أن نكون متفائلين في هذه المرحلة”.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد