البدء بتنفيذ أكبر عملية لتبادل الأسرى منذ اندلاع الحرب باليمن

0 297

العالم الآن – بدأت في اليمن الخميس 15 أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بداية النزاع الدامي في البلد قبل حوالي ست سنوات، مع إقلاع رحلات جوية عدة تحمل مئات السجناء من مناطق خاضعة لسيطرة المتمردين وأخرى للحكومة الشرعية.

وتشمل عملية التبادل التي تجرى برعاية الأمم المتحدة وبتنظيم ودعم لوجستي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 1081 أسيراً من بينهم سعوديون وسودانيون كانوا محتجزين لدى ميليشيات الحوثي.

وأكد المتحدث الرسمي باسم قوات “تحالف دعم الشرعية في اليمن” تركي المالكي أن بين المحررين، 15 أسيراً سعودياً وأربعة أسرى سودانيين.

وأضاف أنهم وصلوا مساء الخميس إلى قاعدة الملك سلمان الجوية، موضحاً أن هذه العملية جاءت “في إطار اهتمام القيادتين السياسية والعسكرية في التحالف بعودة الأسرى والمحتجزين كافة”.

وأعرب عن تقديره لجهود “قيادة القوات المشتركة للتحالف واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكذلك المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفثس.”

خطوة على طريق “ستوكهولم”

وقال السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، إن العملية المتبادلة لتسليم الأسرى هي جزء من اتفاق ستوكهولم الذي عقد بين الشرعية والميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بعد جهود كبيرة بذلها المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث والصليب الأحمر الدولي.

وأضاف آل جابر، “تضمّن اتفاق ستوكهولم الموقع عليه عام 2018، تسليم أسرى متبادل يشمل 1081 أسيراً، 400 منهم يتبعون قوات تحالف دعم الشرعية، ويشكل السعوديون بينهم 15 أسيراً، في حين يشكل السودانيون 4 أسرى، فيما يتبع قوات الشرعية 381 أسيراً، ويشكل الأسرى الحوثيون 681”.

وشدد آل جابر على إيجابية الخطوة في مسار تطبيق الاتفاق الذي يعرف أيضاً بـ “اتفاق الحديدة 2018″، مؤكداً أهمية استكمال تطبيق بقية البنود، ومضيفاً أن “تسليم الأسرى خطوة إيجابية في المسار الصحيح لتطبيق اتفاق ستوكهولم، الذي تتعنت الميليشيا الحوثية في تطبيقه، إذ يتضمن بنوداً أخرى كتسليم ميناء الحديدة ومنافذ أخرى، وصرف الرواتب لموظفي الدولة”، وهو ما لم تلتزم به حكومة الحوثي، بحسب آل جابر.

وقال ماجد فضايل، وكيل وزارة حقوق الإنسان، رئيس الوفد الحكومي اليمني، “إن العملية تمضي كما يجب بإطلاق 1081 أسيراً ومعتقلاً”، مؤكداً أنه “بدأت بالفعل عملية التبادل اليوم من مدينة سيئون إلى صنعاء، وصنعاء إلى سيئون، بواقع أكثر من رحلة جوية، ومن صنعاء إلى الرياض والعكس، على أن تستأنف العملية بعد غد في تبادل لباقي الأسرى بين الحكومة والحوثيين”.

مصدر في مطار صنعاء، أكد من ناحيته أن طائرتين تابعتين للصليب الأحمر الدولي، أقلعتا من المطار قبل قليل، على متنهما مئات الأسرى باتجاه مدينة سيئون في محافظة حضرموت (شرق اليمن) الخاضعة لسيطرة الحكومة، وأخرى باتجاه مطار أبها في جنوب السعودية، وينتظر وصول طائرات أخرى من مطار سيئون خلال اليوم مع مئات السجناء في صفوف الحوثيين.

ونقلت وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، عن مصدر في اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للجماعة، قوله إن “مراسم الاستقبال الشعبي للمحررين” سيكون عصر اليوم الخميس على امتداد طريق شارع المطار.

وأسفر النزاع الدائر في البلاد عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية عدة، فضلاً عن الوضع الإنساني الصعب، إذ لا يزال هناك حوالي 3.3 ملايين شخص نازحين، بينما يحتاج 24.1 مليون آخرين، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مراراً أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.

الجانبان كانا قد وافقا في محادثات في السويد في ديسمبر (كانون الأول) العام 2018 على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادل محدودة منذ التوقيع على الاتفاق، لكن تلك التي انطلقت اليوم وتم التوصل إليها في محادثات سويسرا الشهر الماضي، تعدّ الأكبر منذ بداية الصراع، على أن تتواصل من خلال رحلات جوية ينفذها الصليب الأحمر الدولي بلجان مشتركة من الأمم المتحدة والهلال الأحمر السعودي وممثلين عن الحكومة اليمنية والحوثيين على مدى الأيام المقبلة.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت على “تويتر” أنها ستساعد مئات المحتجزين السابقين على العودة إلى ديارهم بالتعاون مع الهلال الأحمر السعودي والهلال الأحمر اليمني.

أكبر عملية من نوعها

في هذا الوقت، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إنها ستعيد اليوم أكثر من 1000 محتجز على صلة بالنزاع في البلاد، بعضهم إلى مناطقهم الأصلية والبعض الآخر إلى بلدانهم. وتشمل العملية رحلات جوية تسيّرها اللجنة الدولية من وإلى مدن عدة في اليمن والسعودية.

وأضاف البيان أن هذه العملية تأتي ثمرة محادثات جرت في مونترو بسويسرا الشهر الماضي، التي استندت إلى أعمال اتفاق ستوكهولم في أواخر عام 2018. وتلعب اللجنة دور وسيط محايد في نقل المحتجزين السابقين.

رعاية وفحوصات طبية

كما تجري مقابلات فردية وفحوصات طبية للمحتجزين للتأكد من رغبتهم في نقلهم إلى ديارهم وأنهم يتمتعون بصحة جيدة للقيام بالرحلة، كما تزوّد المحتجزين بالملابس ومواد النظافة والمال.

وذكر البيان أن اللجنة الدولية وزّعت معدات الوقاية الشخصية، وتنفذ تدابير التباعد الاجتماعي في الطائرات والمطارات للحماية من عدوى كوفيد-19. ويساعد طاقم طبي ومتطوعون من جمعية الهلال الأحمر اليمني وهيئة الهلال الأحمر السعودي في هذه العملية في المطارات وعلى متن الرحلات الجوية، بأمور عدة منها إعانة المحتجزين العجزة في الصعود على متن الطائرات والنزول منها وتقديم خدمات الإسعاف.

إطلاق مواطنين أميركيين

من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام رسمية عمانية أن الحوثيين أطلقوا سراح مواطنين أميركيين اثنين، وذلك في إطار ما قد يكون تبادلاً للسجناء، بينما أرسلت عمان رحلتين جويتين إلى صنعاء لإعادة 250 يمنياً.

مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين قال إن الولايات المتحدة ترحّب بإفراج الحوثيين عن الأميركيين ساندرا لولي وميكايل جيدادا، موضحاً أنه ستتم أيضاً إعادة جثمان بلال فطين.

ولولي موظفة إغاثة كانت محتجزة منذ ثلاث سنوات، بينما ظل رجل الأعمال جيدادا معتقلاً لمدة عام.

” اندبندنت”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد