ليس مسلسل الانتفاضة – د. ايمان ايمي بيتاوي
تجلسون امام شاشات التلفزيون والهواتف الذكية منكم من يتابع بكل شوق لمًا سيحدث ومنكم من يمر مرور الكرام على الاحداث ومنكم من يقلب القناة ليس معني بما يحدث. هذا ليس مسلسل الانتفاضة الجزء الثالث تشاهدونه في رمضان. هذا واقع شعب يعيشه كل يوم وكل ساعة على مر ومئات السنين. ما ترون من ظلم وعنف واعتقالات واقتحام للجيش على المساجد وخاصة المسجد الاقصى الذي بارك الله ما حوله، هو واقع وليس مسلسل تلفزيوني ولكن الحقيقة ان هؤلاء ليسوا ممثلين بل ابطال حقيقين يقفون بصدورهم العارية لرصاص الاحتلال لا فرق بين رجل وامرأة شاب وفتاة كبير وصغير مسلم ومسيحي كلنا فلسطين ولنا قضية ندافع عن ارضنا فالارض هي العرض ندافع عن بيوتنا التي تسلب منا على مرأى ومسمع من العالم بأكمله وفي صمت مخزي للحكومات العربية والعالمية واولهم خيانة السلطة الفلسطينة التي لا تمثل أحد من الفلسطينين الا من خان الوطن والارض والعرض.
اغلقوا شاشاتكم وارجعوا لحياتكم، فابطال فلسطين اعتادوا على ان يكونوا ابطال يدافعوا عن القدس ولا ينتظروا من أحد المساعدة، لان القدس قدسنا، وفلسطين فلسطيننا، والعز عزنا، في القدس وغزة وجبل النار والخليل وبيت لحم وجنين وطولكرم وقلقيلية ورام الله. شعب اذا وقف يقف وقفة عز وهو شامخ، لن يركع ولن نركع.
اعتقد الاحتلال الصهيوني ان جيل الشباب الجديد الذي ولد بعد الانتفاضة الثانية التي حدثت في ال ٢٠٠٠ وعاشوا تحت حكم السلطة الفلسطينية الفاشلة سينسى القضية الفلسطينية، لكن هيهات، الشعب الفلسطيني يرضع القضية كحليب امه منذ الولادة، ويعرف ان له قضية يدافع عنها، وان بلده محتله، ومهما حدث سيدافع عن قضيته وسيقف وقفة رجل واحد، ولا يهاب الموت ولا يهاب الاعتقال، يبتسمون ويضحكون وهم يُعتَقَلون ورأسهم مرفوع ويقفون بشموخ. هذا هو الشاب الفلسطيني لا يدخل قلبه الخوف الا الخوف من الله.
طوبى لشعب ربط الله على قلوبهم وأعزهم للعيش في ارض الرباط، ومَّنَ عليهم بالشهادة من أجل القدس والمسجد الاقصى.