العودات يدعو البرلمانات العربية لتوحيد المواقف بوجه ممارسات الاحتلال المتطرفة
العالم الان – أكد رئيس مجلس النواب المحامي عبد المنعم العودات، في كلمة خلال الجلسة الطارئة لرؤساء البرلمانات العربية أهمية توحيد الموقف على المستويين الشعبي والرسمي، إزاء نوايا إسرائيل التي تتعدى القدس إلى حلم إسرائيل الكبرى، مؤكداً أن ما قد نغض الطرف عنه اليوم سندفع ثمنه الباهظ غداً، ونحن اليوم أقدر على كبح جماح ذلك الكيان الإرهابي، إذا اجتمعت كلمتنا، وتوحدت إرادتنا.
جاء ذلك في كلمة له اليوم الأربعاء عبر تقنية الاتصال المرئي بأعمال الجلسة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي التي دعا إليها العودات مطلع الأسبوع الجاري من أجل توحيد المواقف البرلمانية العربية بوجه الممارسات المتطرفة لحكومات الاحتلال وقطعان المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعم المرابطين في الأقصى وحي الشيخ جراح.
وقال، العودات إن المقدسيين منحونا المثل الأعلى كي نمضي عليه، ونجتاز الاختبار الذي نعيشه اليوم، وهو اختبار يتعلق بمصير أمة بأكملها، وبمستقبل أجيالها، وحقها الطبيعي في الحرية والتقدم والرقي.
وأكد، أن علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية هي علاقة حياة أو موت، ذلك أن ما يجمع بيننا من وحدة الهدف والمصير أعمق من كل التفاصيل، وأقوى بكل البراهين من أن يتم التعبير عنها تبعاً للأحداث والتطورات، فنحن من خلال الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية التي حمل أمانتها جلالة الملك عبد الله الثاني، ومجلس أوقاف القدس ، والصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة في اشتباك يومي مع جميع المحاولات الإسرائيلية الرامية لبسط السيطرة على المقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية ، والتصدي للإنتهاكات التي يمارسها المستوطنون ، ولمشاريع التقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي.
وأكد العودات، أن اجتماع الاتحاد البرلماني العربي لا يجب أن يكون من أجل التنديد والوعيد لهذا الكيان الشرير، ولا إظهار التعاطف الكلامي مع أهلنا في القدس وفلسطين، وإنما من أجل استخلاص موقف حاسم يفصل بين سنوات طويلة من التسويف والمماطلة والتزوير ، وبين مرحلة جديدة من صراع يفتعله الكيان الصهيوني، ويتحدى به المعاهدات والاتفاقيات وقرارات الشرعية الدولية.
وزاد بالقول، إن التمادي الإسرائيلي بلغ حد منازعة أهالي القدس على ممتلكاتهم، بفرض الأمر الواقع، اعتماداً على قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، وكأنها بذلك تستبدل الشرعية الدولية بقرار رئيس أهوج أثارت مسلكياته الغريبة الجدل حتى في بلده الذي تخلص منه بشق الأنفس.
واعتبر العودات، أن اللعبة التي يلعبها الكيان الصهيوني، تقوم على خلق واقع يترسخ مع الوقت لإظهار ما يجري في القدس على أنه خلاف حول ملكية الأراضي والعقارات، وأن المحاكم الإسرائيلية تقضي بهذه الأمور بناء على مقتضيات قانونية، وهي بذلك تضحك على نفسها إذ تعتقد بأن ذلك التضليل يمكن أن يغير الحقائق القائمة على عدم شرعية وجودها أصلا فوق تلك الأراضي ، بل إنها تتغاضى عن حقيقة أنها تستولى على ملكية الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية كلها.
وقال رئيس مجلس النواب، إن حي الشيخ جراح لم يعد الآن مجرد قضية تحتاج منا إلى مساندة أدبية أو معنوية، معتبراً أننا أمام مراجعة شاملة وعميقة لموقف أمتنا من هذا الاعتداء الصارخ على معتقداتنا وكرامتنا وحقوقنا بل وقيمة وجودنا في الحياة الإنسانية، ونحن ندفع ثمن سكوت القوى الفاعلة عن كيان يعيدنا بصلفه وعنجهيته إلى أزمنة الاستعمار البغيض ، وجرائم الحرب ، والتمييز العنصري والديني، والانتهاك الفاضح لحقوق الإنسان.
ودعا العودات البرلمانات العربية إلى إيجاد وسيلة لإعادة صياغة موقف دولي عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومجلس الأمن الدولي ، وبقية الهيئات والمنظمات والمرجعيات القانونية العالمية ، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية.
وختم العودات بالقول: إن أكبر خطأ يمكن أن نرتكبه هو الاعتقاد بأننا مجتمعون من أجل التعبير عن تضامننا مع شعبنا الفلسطيني الشقيق ، وأن بيانا يصدر عن اجتماعنا هذا سيكون بمثابة بطاقة معايدة لأهلنا المرابطين في القدس ، فلا بد من فهم ما يجري على أرض الواقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، والنظر إلى الحالة التي صارت عليها إسرائيل في تركيبتها الدينية وأزماتها السياسية ، فضلا عن معرفة أسباب تماديها في العدوان على قطاع غزة وعلى سوريا ولبنان ، إلى جانب تحركاتها المشبوهة في المنطقة كلها.
–(بترا)