حرب حزيران الكاتب : صالح العجلوني
العالم الان. – حرب حزيران … وبعد أن أخلف عبد الناصر وعده للأسماك بوجبةٍ بشريةٍ شهيةٍ؛ فقد تركها جائعةً مترقبةً حزينةً، بل وخرج سلاح جوه من المعركة في دقائقها الأولى؛ كاشفًا بذلك ظهر القوات البرية لجيش مصر الحبيبة…كان فراس يتفرد ويتفنن ويضرب في العمق الإسرائيلي مسجلًا شرف السبق كأول طيار عربي يدكُ حصون بني صهيون ويلحق فيهم الرعب والدمار في طائراتهم ومنشآتهم؛ فأسقط مع رفاقه في السرب تسع طائرات من نوع ميراج وقصف مصفاة البترول في حيفا وغيرها من الأهداف الحيوية في معركة غير متكافئة السلاح والعتاد؛ فقد كان العدو يفوقونا بالسلاح كمًا ونوعًا وكنا نفوقه إيمانًا وإقدامًا وتضحيةً؛ فقد كان فراس طالب نصر في معركةِ ثأرٍ؛ فنال الشهادة بكل ما لها من جلالٍ ومهابةٍ؛ فأسلم الجسد للتراب بعد ان دافع عن الأرض والعرض وترك الروح تحلق في عليائها في معراج لا ينبغي إلا لأرواح الشهداء المعطرة بالمسك والبارود والصمود …ذلك هو الشهيد الطيار البطل فراس محمد علي العجلوني الذي شطبوا اسمه من درسٍ في كتاب، وما عرفوا أن اسمه ارتسم فوق السحاب
وشطبوا اسمه عن مدرسةٍ وبقيت بطولاته نبراسًا ومتراسًا وتاجًا ومنهاجًا… فطب نفسًا يا فراس؛ فما زلتَ الدرس الأول في سفر الكرام … والسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدا ويوم تبعث حيًا.