عريب الرنتاوي أما قبل…بقلم صالح العجلوني – الأردن
العالم الان – عزيزي القارئ المحترم إن كنت من هواة الاجتزاء أو من قراء الجملة الأول واصدار الحكم عليها أرجوك لا تكمل قراة المقال.
أما بعد…
ما أسهل أن أكيل التهم لعريب الرنتاوي !!!
وما أسهل أن أهاجمه وأجرمه!!! وكم سيعجب بي الناس لو طالبت بإقالته من اللجنة الملكية للإصلاح؛ على اعتبار أنه انكر ما هو معلومٌ من التاريخ الوطني بالضرورة…
وهذا ما كنت سأفعله لو أني أسلمت نفسي لما وصلني من رسائل وفيديوهات ومنشورات تستنكر وتشجب وتهاجم عريب الرنتاوي ومقاله؛ فقد حدث معي اليوم تمامًا كما حدث مع الكثير ممن وصله خبر مقالة الصحفي عريب الرنتاوي؛ فقد قال لي أحد الإخوة اليوم: هل سمعت ماذا قال عريب الرنتاوي عن معركة الكرامة؟؟؟ وكيف أساء للإردن وللجيش الأردني؟؟؟ وكيف أنكر دور الأردن في تلك المعركة؟؟ بصراحة اشتطت غضبًا وأنا أستمع لتلك الأسئلة، وقلت له أين الفيديو الذي أساء فيه عريب الرنتاوي لجيشنا العربي؟؟ فبحث وبحثت معه فلم نجد فيديو يبين تلك الإساءة، ولكن على هامش بحثنا وجدنا فيديوهات شجب واستنكار لما قاله عريب الرنتاوي من قبل شخصيات وطنية أردنية نعتز ونفتخر بها، وقد أسعدني ما قالوا في ردهم على ذلك المنكر لدور الأردن في تلك المعركة، وتصاعدت موجات الغضب بداخلي تجاه عريب الرنتاوي؛ عندما قيل لي إن عريب الرنتاوي قد اعتذر للجيش الأردني، فقلت: ما اعتذارك عن قول إذا قيل؛ فالعذر يُتَقَبَّلُ من الجاهل، أما المنكر فلا عذر له، وقررت أن أكتب مقالًا أهاجم فيه ذلك المنكر عريب وذلك الإنكار لدور الجيش الأردني في معركة الكرامة الخالدة، كما فهمت من الفيديوهات والمنشورات التي وصلتني أو وصلتها وكانت تستنكر وتشجب ما صرح به ذلك المنكر للحق والتاريخ كما صوره الكثير ممن وصلهم ذلك الخبر بالصورة التي وصلني بها؛ فأخذت قيلولتي وأنا أبدل الحروف والكلمات والألفاظ في عقلي لأقول في عريب ما لم يقله مالك في الخمر، ولكن وكعادتي لا أحب أن أرى بعَيْنَي غير ولا أحب أن أسمع بأُذُنَي غيري وبالضرورة فأنا لا أدرك بعقل غيري؛ فقلت يجب أن أتحقق مما قاله الأخ عريب سواءً كان فيديو أو مقال أو منشور، وبعد بحث ليس بطويل وجدت رابط المقال في رسائل الواتساب وقمت بقراءة المقال من آخره إلى أوله ثم من أوله إلى آخره ثم قفزت إلى العنوان وأعدت القراءة في ضوء ذلك العنوان؛ وتبينت لي الحقيقة التي غمت على كثير من الناس أو أنها وصلت لهم حقيقة عُلِّبَت حسب فهم المتلقي أو المُجْتَزِئُ فحدث سوء الفهم عندما انتزعت من المقال عبارات أُخْرِجت عن سياقها وعنوانها؛ فعريب الرنتاوي كتب مقالًا بعنوان “منظمة التحرير… من الكرامة إلى «سيف القدس» يقارن فيه بين حركة فتح وحركة حماس ومن ضمن ما قاله وأسيء فهمه-وهنا أقتبس-: “ثمة ما يغري للمقارنة بين الحدثين (الكرامة وسيف القدس)، وسلوك الفصيلين الفلسطينيين الكبريين حيال منظمة التحرير إثرهما، برغم فارق الزمن الممتد لأكثر من خمسة عقود…في آذار 1968، وبخلاف ما ذهب إليه اليسار الفلسطيني من التزام حرفي بـ «دليل حرب العصابات الشعبية طويلة الأمد»، قرر الراحل ياسر عرفات، خوض معركة الكرامة، وجهاً لوجه مع الإسرائيليين، خسرت فتح مئة شهيد، وكسبت عشرات ألوف المتطوعين في اليوم التالي، فكانت الانطلاقة الثانية (الحقيقية) للثورة الفلسطينية، التي ستُغري عرفات لاقتحام منظمة التحرير التي لم يكن قد مرّ على ولادتها من الخاصرة العربية سوى أربع سنوات، وليخوض بعدها معركة «الشرعية» و»الممثل الوحيد»، وكان له ما أراد.”
انتهى الإقتباس، فهنا يتحدث عريب الرنتاوي عن مخالفة ياسر عرفات لليسار الفلسطيني عندما قرر خوض معركة الكرامة وكيف نمت شعبيته وشعبية حركة فتح على باقي الفصائل الفلسطينية في ذلك الوقت وكيف أن ذلك الحدث قد وضع فتح على رأس منظمة التحرير الفلسطينة ويبين في مقاله أن دور حماس قد تعاظم في إثر معركة سيف القدس، وأن هذا التعاظم قد يترتب عليه تعاظم لدور الحركة في منظمة التحرير الفلسطينية لانها انتزعت هذا الحق من دورها المميز في معركة سيف القدس، وهنا يتحدث الأخ عريب بتفاصيل دقيقة عن واقع المشهد الفصائلي الذي كان يسود في حقبة معركة الكرامة وكيف نما وتعاظم دور حركة فتح في ذلك الوقت مقارنة مع حركة حماس في إثر معركة سيف القدس، ولم يرد هنا أي انكار لدور الجيش الأردني ولكن القارئ غير المتمعن وجد في قول الأخ عريب: “قرر الراحل ياسر عرفات، خوض معركة الكرامة، وجهاً لوجه مع الإسرائيليين ” على أنه انكار لدور الجيش الأردني، وهنا نقول أنه كان من الأسلم على الأخ عريب الرنتاوي أن يقول؛ أن الراحل عرفات قد خالف وجهة نظر اليسار الفلسطيني وخاض معركة الكرامة جنبا إلى جنب مع الجيش الأردني؛ لكي لا يساء فهمه ولسد باب الاجتزاءات القاتلة لتلك المقولة…
وبناءً على هذا الفهم الذي وصلت له وهذا الإدراك البعيد عن الشخصنة والاجتزاء والتقول بغير دليل؛ قررت أن أنصف الحقيقة وان أبحر عكس التيار بكل ثقةٍ باتجاه سيري؛
فالإنصاف يقتضي قول الحق وإن خالفنا اتجاهات السير السائدة؛ لإن مخالفتنا لاتجاه السير جاءت؛ ليس من باب خالف تعرف؛ بل من باب الحق أحق أن يتبع ومن باب شهادة الإدراك والإنصاف والعدل؛ فقد تبينت من الحق بالرجوع لما كتبه الأخ عريب وقد أجريت للمقال تشريحًا منطقيًا وعقليًا وحرفيًا ولفظيا وادعو الأخوة الكرام إلى قراءة المقال من مصدره وتحليله، وأدعوهم إلى التريث في اصدار الإتهامات والأحكام على غيرهم وأن يتبينوا مما يصل إليهم ويحاكموه محاكمة عقلية ومنطقية وواقعية …
صحيح أننا في زمن أصبح التعلم فيه عن بعد ولكنه يتوجب علينا أن نفكر وندرك عن قرب؛ من الحدث أو القول أو الصورة.
وحقيقةً أقولها لكم قبل القيلولة كنت اتبارى مع نفسي كيف أرد على عريب المنكر والمسيء وبعد أن اسيتقظت ورجعت لما كتب؛ بردت نيران قلبي وقررت أن أكتب عن عريب الرنتاوي لا مهاجمًا هذه المرة بل مدافعًا عن ذلك العريب المظلوم انصافًا للحق والعدل والمنطق، مبتعدًا عن السير مع التفكير الجمعي الذي تشكل بناءً على ردود الفعل وليس الفعل نفسه.
وإنني على يقين من أن كثير من الإخوة أصحاب الفيديوهات والمنشورات والقصائد قد ثارت النيران في نفوسهم من خلال ما وصلهم من منشورات وفيديوهات تعبر عن ردة الفعل عن اجتزاءٍ أسيء فهمه وأدى إلى هذا التشويه.
في الختام نترحم على شهداء الكرامة من الجيش العربي الأردني ومن الفدائيين من فتح ومن غيرها من الفصائل الفلسطينية الذين ردوا هيبة الأمة بعد هزيمة حزيران، وأقول أيضًا: تعلموا عن بعد وأدركوا عن قرب وأنصفوا الحقيقة، وحفظ الله البلاد والعباد من كل شر مراد .
لمن يريد النظر لمقال الرنتاوي بمنطقية سيفهم أن هدف المقال وفكرته الرئيسية ليس معركة الكرامة ككل ومن شارك أو من بدأها، وإنما هدفه مقارنة بين وضعي حركتي فتح وحماس في معركة الكرامة وسيف القدس
ومن سينظر بنظرة عاطفية والبعض بنظرة عنصرية سيهاجم المقال مهما اعتذر الرنتاوي ومهما قال
ابدعت أخ صالح العجلوني وبينت ادق ما يجب أن يبين، لكن من مراجعتي لاسماء من هب واشعل نيران المعركة هم أصحاب اجندة العنصرية واصحاب الإقايمة ، هم ءاتهم في كل مرة يبحثون عن خزق في علاقة السعب الأرظني بالشعب الفلسطينية ويثيرونه، وفي الاونة الاخيرة هالهم التوحد بين الشعبين والاجماع العجيب على معركة سيف القدس، فخبو الا قليلا، وهنا جاءتهم الفرصة للنهوض من اجثاثهم