القوانين العمرية في الدولة الأردنية الكاتب : صالح العجلوني
العالم الان – ورد في بعض أخبار الآحاد:
أن عمر بن الخطاب كتب لأهل الأردن كتابًا، ورد فيه الكثير المثير من العدل العمري المشهود، وقد اقتبسنا لكم شيئا من تلك التوجيهات القانونية العادلة ومما جاء في ذلك الكتاب:
يا أهل الأردن … إذا وصلكم كتابي هذا؛ فاعلموا أني قد جعلت قسمًا من قبولات الجامعات الأردنية يقوم على التنافس الحر بين طلبة الثانوية العامة، وشدد -رضي الله عنه- موصيًا رئيس لجنة تنسيق القبول الموحد في هذا الباب فقال :”وأما العامة فقلل مدخلهم وارفع معدلهم الذي فيه يتنافسون لنيل القبول، وأما العاملون في تلك الجامعات؛ فنوصيك بهم؛ فاحفظ لهم نصيبهم، واجعل لأبنائهم الحظوة وميزهم على من سواهم من الطلبة في معدلات القبول، وفي رسومه وفي سعر الساعات المعتمدة، ثم نوصيك بالجند والأجهزة الأمنية خيرًا؛ فاقبل أبناءهم وغض الطرف عن معدلاتهم التنافسية، واجعل لهم أفضلية من دون البرية في القبول، والله الله بالجسيم منهم، واجعل لهم عطاءً شهريًا يستعينون به، وكذلك نوصيك بأبناء المعلمين؛ فاقبل منهم في الجامعات، نسبة دون نسبة أبناء الجند، وأما باقي فئات الشعب؛ سواء من كان منهم بالداخل أو بالخارجِ؛ فلهم بالموازي مندوحة عن الإغتراب؛ فضاعفوا لهم رسوم التقديم والقبول ورسوم الساعات المعتمدة أضعافًا مضاعفةً؛ حتى يتم سد العجز الناتج عن قبول باقي الفئات السابقة؛ وليوزع جزءًا من ريع ما يدفعون، لأعضاء الهيئة التدريسية في تلك الجامعات؛ ليستعينوا به في البحث العلمي القائم على استراتيجية (القص واللصق) وذلك للمحافظة على جودة التعليم العالي ومخرجاته”…
وأما فيما يتعلق بالمكس؛ ونخص هنا تلك المكوس المتعلقة بالمركبات؛ فقد كتب -رضي الله عنه- لمدير عام الجمارك: “وأما المكوس التي تتقاضونها على المركبات؛ فضاعفوها على العامة واجعلوها في زيادة ونماء، وحسبهم من المراكب ما قل سعة محركه ورخصت قطع غياره؛ كالكيا سيفيا والأفانتي والأوبل كاديت، وامنحوا أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة وبعض فئات الجند والأجهزة الأمنية، ممن يبلغون رتبة عَلِيّةً؛ اعفاءات جمركية؛ ليركبوا مراكب تليق بهم وليستعينوا بها على تفقد أحوال الوطن والمواطن”.
وفي معرض توجيهه لوزير الأشغال العامة والبلديات وللأمانة وشرطة السير؛ فقد قال -رضي الله عنه-: “حافظوا على الارتدادات ومنع الباعة المتجولين واستولوا على العربات وانثروا لهم البسطات وإياكم والتفريط في استيفاء رسوم طوابع الواردات عند تحصيل رسوم الترخيص والمسقفات وأكثروا من الدوريات على الطرقات؛ فهي لكم منفعة ولنا فيها غايات…وأما بغال الأردن فلا ضير إن عثرت بها الطرقات”.
وقد جاء في خطابه-رضي الله عنه- إلى وزير الصحة: “إن سألوك عن التأمين الصحي؛ فقل لهم: قد قُسِّم التأمين إلى فئات بينكم ولا ضير؛ فقد فضل الله بعضكم على بعض ورفع بعضكم فوق بعض درجات؛ فلا بد من هذا التمايز لتستقيم الحياة، وإن قالوا لك: وما الفرق بين الآه والآه؟ فقل لهم ليس سواء؛ آه انبعثت من فم مسؤول أفنى حياته في خدمة البلاد والعباد وآهٍ انبعثت من فم مجهول؛ فآه المسؤول أَسْمِعوا لها الآذان وأَحْضِروا لها الطبيب وإن ضاق الطب به ذرعًا؛ أرسلوه على حساب التأمين إلى ديار الفرنجة، وأما آه المجهول؛ فلا تسمعوا لها وإن ارجع صداها المدى؛ فقد يكون متمارضًا… وله عند العطارين وفي حشائش الأرض وفي الدعاء إن صدق شفاء”…
وفي الحديث عن الإنتخابات فقد شدد -رضي الله عنه-
على ضرورة إيجاد قانون يوصل اللامعين من أصحاب المعالي السابقين والمتقاعدين من المسؤولين المرضي عنهم، وأصحاب الأموال والمحاسيب إلى النيابة والبلديات.
وأما الهيئات المستقلة؛ فهي كما قال -رضي الله عنه-: “هي من اسمها لا تصلح إلا للقلة، من أصحاب المعالي أو أبناء شخص على الدولة غالٍ؛ فامنحوها لهم ولا تنازعوا الأمر أهله
“وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منك “”
والسلام على من اتبع الهدى.