بين اللقطة والحرف يولد الجمال – بقلم صالح العجلوني
العالم الان – بمناسبة اليوم العالمي للتصوير نقول:
عندما تعجز كل اللغات عن النطق بالجمال أو بالروعة أو بالآهات؛ تفعل الصورة ذلك وزيادة، فتنطق بلغة عابرة لكل الأبجديات والأعراق والأديان والألوان؛ فيفهمها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر والصغير والكبير والذكر والأنثى؛ فتوحد المشاعر، وتفتح قريحة الشاعر، ويبدع الفنان باللحن أو بالألوان، وقد تدعو لعمل الخير والمعروف والإحسان، أو للإقلاع عن سلوك ضار غير مألوف أو للإخبار عن حدث سار أو خلافه…
فتوقف التاريخ على لقطة حب أو آهةِ حربٍ أو فرحة منتصر أو دمعة منكسر …أو قد تأخذك في رحلة إلى عالم النبات او الحيوان أو قيعان البحار ؛ فتبهجك وتدهشك وتمتعك وتروعك … كل ذلك وأكثر تفعله الصورة وكل ذلك وأكثر يقف خلفه صائد للقطة هو الفنان الذي يحمل سلاحه الكاميرا؛ ليوثق اللحظة ويخلد الجمال ويكتب التاريخ، وربَّ قائل يقول: إن تلك الصور قد التقطت بآلة؛ فالفضل للآلة التي استخدمت في اصطياد تلك اللقطة ولا دخل لحاملها في صنع الجمال، ونقول هنا: إن الكاميرات تملأ الأسواق وهذه حقيقة، ولكن تطويع تلك الآلة يحتاج الى دربة وفن ومهارت واجتهاد وعين جميلة لتبصر الجمال ويد خفيفة لتسرق اللحظة؛ فتوثق اللقطة وتهدينا الروعة والإبداع، وإن الفرق بين المصور المحترف وباقي مالكي آلة التصوير هو تمامًا كالفرق بين القناص وسائر الناس الذين يحملون السلاح، ولكن إن اتفق القناص مع المصور في تصويب الهدف واقتناصه، يبقى الفرق شاسعًا بينهما فأحدهم يصنع الموت والآخر يصنع الجمال …