تتبع الأسرى الفلسطينيين الستة يصل إلى باب مسدود

0 195

العالم الان – بعد مرور يوم آخر من المطاردات وراء الأسرى الفلسطينيين الستة، الذين فروا من سجن شطة (الجلبوع) المحصن، والشعور بالإحباط والبلبلة والقلق واستمرار الروايات المتضاربة عما حصل، قررت الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرض تعتيم شامل على الحدث، واستصدرت قراراً من المحكمة يمنع نشر معلومات. وفي الوقت ذاته واصلت عمليات التفتيش عن الأسرى الفارين بقوات هائلة العدد والإمكانات، من خلال استخدام الطائرات الاستكشافية وكاميرات الشوارع والتحقيقات البوليسية مع ألوف الفلسطينيين.

وكان الأسرى الستة قد فروا من السجن، فجر الاثنين. ورغم وجود شبكة آلات تصوير مكثفة تغطي كل المنطقة، وتحليل بياناتها بالتفصيل، فإن المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية ما زالت محدودة، وما نشر منها كشف عن بلبلة شديدة وتناقضات. فقد بينت الكاميرات أن الأسرى مشوا حوالي 3 كيلومترات على الأقدام، ثم تفرقوا. ولم يعرف كيف وكم كان عدد كل فريق منهم، وأين توجه كل فريق.

وحسب موقع «واللا» الإخباري، الثلاثاء، فإن عناصر أمنية أكدت له أن الأسرى لم يجتازوا الحدود وما زالوا في حدود إسرائيل. ولكن موقع «هآرتس»، نقل عن مصادر أمنية، أن عدداً من الأسرى غادروا مناطق الخط الأخضر عبر سيارات انتظرتهم «واحتمال كبير أنهم فروا إلى الأردن». وحسب مصادر أمنية تحدثت إلى صحيفة «معريب»، فإن هناك احتمالاً بأن يكونوا قد وصلوا إلى بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السوري المحتلة، في طريقهم إلى سوريا أو لبنان. ولخصت «هآرتس» هذه البلبلة، على أنها تعبير عن «عدم وجود أي طرف خيط إلى الآن عند الأجهزة الأمنية، لفك رموز مكان اختباء الأسرى».

وقال مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية، إن «الهدف الأسمى هو الإمساك بالفارين». ووصف رئيس قسم العمليات في الشرطة، شيمعون نحماني، عمليات البحث عن الأسرى الستة، بأنها «مطاردة للمجهول»، وأضاف: «نحن نغلق الطرق التي يمكن أن تكون ممرات للهروب، ونعمل على إحكام إغلاق المعابر والحدود. وفحصنا العشرات من المعلومات، وقمنا بالعشرات من العمليات العملياتية، ولا يوجد تقدم في المطاردة. الأمر يتطلب الكثير من الصبر لتكوين صورة واضحة».

وأضاف أن فرضية عبور الأسرى لخطوط حدودية «تنطبق كذلك على قطاع غزة»، وأن الشرطة «مستعدة لإنزال قوات خاصة من مروحيات في وقت قصير في أي موقع في البلاد». وذكرت مصادر أمنية أن أجهزتها استجوبت العشرات من الأسرى والأسرى المحررين، «ومع مرور الوقت، يتحول ثقل التحقيق إلى المحور الاستخباراتي، الذي يقع بشكل أساسي ضمن نطاق مسؤولية الشاباك». وأضافت أن الجهاز «يتعامل مع كل معلومة ويقلب كل حجر»، غير أن «جميع اتجاهات التحقيق التي تم فحصها أمس لم تؤد إلى أي نتائج».

وذكر موقع «واللا» أن الجيش الإسرائيلي عزز قواته المتمركزة على الحدود الإسرائيلية – الأردنية وعلى خط التماس الحدودي شمال البلاد مع لبنان وسوريا، وأقام صباح اليوم (الثلاثاء) 89 حاجزاً شمال البلاد.

وعلى صعيد التحقيق في إخفاقات مصلحة السجون، كشف أمس، أن السجانين والسجانات الموكلين بمراقبة الكاميرات والمرابطين فوق أبراج الحراسة، كانوا نائمين خلال عملية الفرار. وأن الأسرى تمكنوا من حفر النفق الذي هربوا منه طيلة سبعة شهور على الأقل، من دون أن يشعر بهم أحد. وأكدت مصادر أمنية أن الوحدة القطرية للتحقيق مع السجانين، التابعة لوحدة «لاهاف 433» باشرت في جمع الشهادات من موظفي السجن، للاشتباه في أن الأسرى تلقوا مساعدة من السجانين أو موظفي السجن ساهمت في هروبهم. وصرح المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، بأنه أصدر تعليمات لمجابهة خطر أن ينفذ الأسرى عملية خطف أو قتل، وعليه نشرت الشرطة حوالي 720 دورية و200 حاجز في جميع أنحاء البلاد. في المقابل، يواصل الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته في الضفة الغربية، خصوصاً في محيط مدينة جنين، شمال الضفة، التي يتحدر منها جميع الأسرى الفارين.

ووفقاً للتلخيص الأول للتحقيقات، أعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية الجدول الزمني لعملية الفرار من السجن، على النحو التالي: في حوالي الساعة الواحدة والنصف من فجر الاثنين، دخل الأسرى الستة إلى حمام زنزانتهم (الزنزانة 5 في القسم 2 في سجن الجلبوع)، وقاموا برفع البلاطات المعدنية في أرضية حمام الزنزانة، ودخلوا الواحد تلو الآخر إلى فتحة النفق الضيقة. وزحف الأسرى في النفق الذي يتراوح طوله من 20 – 25 متراً، إلى مخرج النفق الذي كانوا قد حفروه مسبقاً، ويبعد أمتاراً قليلة عن جدار السجن، ويقع مباشرة تحت برج مراقبة. وقد قام الأسرى بتبديل ملابسهم لحظة خروجهم من فتحة النفق، وشرعوا بعملية الفرار.

وفي تمام الساعة الواحدة و49 دقيقة، تلقت الشرطة مكالمة من مواطن إسرائيلي كان يسافر على شارع 71 الواصل بين بيسان والعفولة، وقال إنه شاهد مشتبهين يحملون شيئاً ما في أيديهم. وفي تمام الساعة الواحدة و58 دقيقة وصلت دورية شرطة إلى المكان، واستجوبت شاهداً فقال إنه رأى مشتبهاً به. وفي تمام الساعة الثانية و14 دقيقة فجراً، أبلغ نائب قائد محطة بيسان، إدارة سجن الجلبوع، عن البلاغات التي تلقتها الشرطة حول مشاهدة مشتبهين في محيط السجن. وبعد نحو ساعتين من الاتصال الأول الذي تلقته الشرطة، أي في تمام الساعة الثالثة و29 دقيقة فجراً، أبلغت إدارة السجن عن «ثلاثة أسرى مفقودين». وفي تمام الساعة الرابعة، «تبين فقدان أثر ثلاثة أسرى آخرين».

وحسب التحقيق الإسرائيلي، فإن عدداً محدوداً للغاية من الأسرى كانوا مطلعين على خطة الهروب، وأن أسيراً سابعاً كان يفترض أن ينضم إليهم لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد