كتبت مرنان حسين سكة القطار بين يافا والقدس

0 222

العالم الان – سكة القطار بين يافا والقدس: ممر مشاةٍ مشيَّدٌ على ذاكرة المكان
لفت نظري السكة الحديدية الطويلة القديمة الكائنة في وسط قرية بيت صفافا التي تقع على ٦ كم جنوب مدينة القدس و شمال بيت لحم، مليئة بالحياة والحب والطاقة الإيجابية، فهي أحد الأماكن التي يُحبذ السكان والزوار قضاء أوقاتهم فيها، والتنفيس عن ضغوطاتهم الأسبوعية؛ فمن يزورها ويتأملها ينسى همه ويخفف ألمه ويضيع في جمال تفاصيلها من عراقة وفن وطبيعة خلابة، ليست الطبيعة الخلابة وحدها ما يميز وجود هذه السكة الحديدية، بل إن موقعها أيضاً يشهد امتزاجاً بين المناظر الطبيعية والبيوت السكنية المحيطة بها والمترامية على جانبيها وهي بيوتٌ تتباين فنون عمارتها بين قديم وحديث، لكن شخصاً واحداً لا يجد ذات السكينة التي يجدها الكثيرون في هذا المكان ، فما سِرُ اختلافِه؟ وما هي القصة التي يرسمُها عن تاريخ هذه السكة؟ ع. م هو أصغر أحفاد سائق القِطار الذي اعتاد السكة مساراً له، وكما هو معروف فإن هذه السكة مرت بمراحل وأزمنة كثيرة فيقال أن عمرها يبلغ ١٣٢ عاماً أو أكثر، فوجودها يعودُ إلى ما قبل الاستعمار والاحتلال ، وهي معلمٌ تاريخي خلَّفه الاستعمار على الأراضي الفلسطينيَّة خلال الحكم العثماني عليها. هذا على الأقل ما يذكر ع. م عنها، وتحديداً الرواية التي تناقلتها عائلته عن دفع أحد جنود الإنجليز لجده خارج مقطورة القيادة
شيدت السكة لتسهيل الانتقال من القدس إلى المدن العربية الأخرى كيافا مثلاً وظلت قائمة حتى زمننا هذا ، لا بُد أنَّ هذه السكة شهدت العديد من التغيرات والتحورات الزمنية نظراً للزمن الطويل ما بين انتهاء الحكم العثماني وحتى زمننا الحالي الذي انتهت إليه هذه السِّكة وما يتعلق بها من ذكريات وصور، فلعل من أهم التغيرات التي شهدتها أنها لم تظل تستخدم كسكة للقطار وكمسار له في عمليات نقل المسافرين، بل أصبحت اليوم منتزهاً لأنشطة عديدة كالمشي وركوب الدراجات، ومكاناً يجمع الثقافات ، الثقافات المختلفة العربية واليهودية كباراً و صغاراً و رجالاً و نساءً خاصة في فصلي الربيع و الصيف .
بالرغم من أن التمتع بجمال هذه المنطقة ليس حكراً على فئة معينة إلا أنه يجدر الإشارة إلى أن هناك فئات تتمتع بامتيازات أكثر. وتعود ملكية السكة الحديدية اليوم للكيان الصهيوني، ويكون التصرف بها تحت إمرته. أما الأمل الذي يرافق الفلسطيني ، فهو أن تعود هذه السكة إلى العهد الذي كانت فيه مقطورة ذكريات المسافر من القدس وإليها.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد