صالح العجلوني يكتب: يوبيل الدم ودولة المهارات الفردية
العالم الان – يوبيل الدم
ودولة المهارات الفردية
نقول في هذا المساء وقد أكمل الدم يوبيله الذهبي يا وصفي:
من قال أن جرحك قد خبا
لا والذي سواك متفردا
ما خبا جرحك ما خبا
فالدم مازال يقطر علقما
وفي يوبيل دمك الذهبي يا وصفي نخبرك أن جرح الوطن مازال مفتوحا وصوت الآه مبحوحا، والوطن ينزف يا وصفي؛ مالًا ماءً رجالًا وكهرباء، وكل شيء فينا ينزف ويستنزف…وكأننا نُقْتَلُ في إثرك كل يوم، ولا ندري متى يمكننا الصعود لمجدك الذي كان؛
فلقد كنت سابقنا ومازلت كذلك، وعندما يكون الماضي متقدما على الحاضر؛ فالمستقبل حتمًا في خطر.
ولا يمكننا الحديث عن وصفي دون الإلتفات إلى قضية لا يمكن إغفالها ألا وهي؛ هل نحن نحيا في دولة المؤسسات والقانون؟؟؟
أم نحن نحيا في دولة المواهب والفنون؟؟؟ هذا السؤال يراودني كثيرا، ويستطيع الجميع الإجابة عليه من خلال ملاحظتهم للتناقض والتضارب في السلوك الإداري لرؤساء الوزاراء المتعاقبين وللوزراء والمدراء وكل من يستلم إي منصب إداري في القطاع العام أو حتى الخاص، وهذه بدوره يظهر لنا حجم التخبط في الإدارة العامة، وهو أيضا يبن لنا سبب تراجعنا الذي يعود لغياب المؤسسية وسيادة القانون …
ونحن إذ نستذكر وصفي ونترحم عليه لنطالب بإحياء نهجه بشكل مؤسسي بحيث لا يكون على من يأتي من بعده؛ إلا حمل الراية ومتابعة المسيرة؛ ولا يبقى المكان شاغرا منتظرا
أن تجود علينا الكروموسومات الأردنية بتركيبة جينية فريدة لتعطي صاحبها ذلك التميز والتفرد الذي يؤهله للإنصاف والإصلاح والعدالة.
رحم الله شهيدنا الكبير دولة المرحوم وصفي التل وأسكنه فسيح جنانه، رحم الله فتى الأردن الذي لم يزده الغياب إلا حضوراً …
والسلام عليك يا وصفي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
وحمى الله البلاد والعباد من كل شر مراد .