صراع الإرادة بقلم هديل نجاجرة

0 235

 

العالم الان – وما يدري معركة الأمعاء الخاوية ، الإرادة ، العزيمة ، التضحية ، النضال ، الصمود ، الذي يواجه ” الاسرى الفلسطينيين ” الإضراب عن الطعام واستخدام أجسادهم وأمعائهم ولحمهم سلاحاً في مواجهة الاحتلال .

يكون اضراب جماعي أو فردي ، وهو إضراب مفتوح يمتنع الأسير المعتقل عن تناول جميع أشكال المواد الغذائية الموجودة في متناول الاسرى ، باستثناء الماء وقليل الملح وهي الخطوة الأخطر والأصعب الذي يلجأ إليها الاسرى .

ويلجأ الأسير إلى هذه المعركة عند نفاذ كافة الخطوات النضالية الأخرى وعدم الاستجابة لمطالبهم ، التي طلبت عبر اللجنة النضالية التي تمثل المعتقلين ، ومعركة امعائهم هي الوسيلة الوحيدة لمقاومة هذه الظروف وحاجته للحرية ، ويعد الإضراب من الحركات السلمية للفت النظر لمعاناتهم ، والاضراب يكون لإبراز مطالب الأسرى وإلغاء العقوبات التي تفرضها سجون الاحتلال على الاسرى ، واحتجاجا على عمليات القمع بحق الاسرى ، وإخراج الاسرى المعزولين للأقسام العادية ، وإلغاء العزل الانفرادي ، وتقليص فترة الاعتقال بحق الأسرى الفلسطينيين.

ويترتب على الإضراب مخاطر جسمية، وجسدية ، ونفسية على الاسرى وتؤدي إلى نقل الاسرى المضربين عن الطعام إلى المستشفيات ؛ لتدهور حالته الصحية بسرعة لعدم تناول الطعام لفترة طويلة ، ويبدأ جسمه بتحليل أنسجته في محاولة البقاء على قيد الحياة واستشهاد بعض الأسرى بسبب فشل في عمل القلب منهم : ” عبد القادر أبو الفحم ” الذي استشهد بتاريخ ( 11يوليو 1970 ) خلال إضراب سجن عسقلان ، وهو احد شهداء الحركة الاسيرة خلال فترة الإضراب عن الطعام .

ومن الإضرابات المفتوحة التي حدثت في سجون الاحتلال ، إضراب الأسرى الإداريين في الرابع والعشرين من نيسان 2014 بدأ في سجن عوفر، والنقب ، احتجاجاً على استمرار اعتقالهم الإداري دون تهمة أو محاكمة ، مطالبين بإلغاء سياسة الاعتقال الإداري ، وانضم إليهم العشرات من الأسرى الإداريين والمحكومين ، كخطوة تضامنية وإسنادية لمعركتهم ، وتجاوز عدد المضربين عن الطعام ٢٢٠ أسيرا ، واستمر الإضراب ٦٣ يوماً .

 

عزم وإصرار الاسرى الفلسطينيين والاستمرار في إضرابهم ولا ييأسوا من النضال في معركة سلاح الأمعاء ، وتقوم السجون بكل أشكال الضغط وعمليات قمع ونقل وعزل انفرادياً للاسرى المضربين من أجل إجهاض خطواتهم واستسلامهم في هذه المعركة ، وبعد خمسة عشر يوماً من الإضراب يبدأ بعرض عليه الفيتامينات والمدعمات الغذائية ويرفضها الأسير الفلسطيني مع انها لا تبطل إضرابه .

الأسير الفلسطيني مناضل بجسده ، وروحه ، ولحمه ، وامعاءه ، ويستخدمهم سلاحاً في تحقيق هدفهم ومطالبهم الصغيرة لكي يعيش بكرامته ، ويعلم أن الاضراب عن الطعام قد تكون وسيلة الاحتجاج الأخيرة في حياته يرفضوا الطعام ويفضلون الموت على المعاملة السيئة التي يتعرضوا لها ، ويعلق الأسير إضرابه المفتوح عن الطعام بناءً على اتفاق يقضي بوقف الإضراب مقابل إلغاء كافة العقوبات التي فرضت على الأسرى مع بداية الإضراب ، وسلاح الأمعاء لم يكسر في أي معركة والإرادة تصنع المستحيل .
إلى متى…….. ينتهي هذا الصراع والمعاملة السيئة وينطلق الاسير للحرية ؟ .

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد