سماني الناس مجنوناً: بقلم : ميرنا حسين
العالم الان – مهما تقدمت السنوات وازداد عددها ، تبقى نظرة المجتمع العربي للشخص الذي يتلقى العلاج و يحاول فهم ما أصابه عند الأخصائي النفسي نظرة سلبية عنصرية مؤلمة الوصف و رجعية الفكر، سندخل سنة ٢٠٢٢ و نظرة الأشخاص في مجتمعاتنا لن تتقدم ، ما حولي يشير أنها ستبقى هي النظرة نفسها وهي نظرة الجنون!!
مجتمعنا العربي ينعت الإنسان الذي عانى من موقف ما و صدمه و أثر في صحته النفسية، و في مشاعره بالمجنون، و ما يزيد من زعزعة نفس الضحية والتي لايسكنها أي جنون ، لكن نظرتهم ستؤدي بها للجنون ، حيث ستسكت و لم تستكمل علاجها مما يساعد على تفاقم حالتها مع السكوت و مرور الزمن ،عقول البشر هي التي تحتاج لعلاج نفسي وليس الضحية.
يُعاني مايقرب في الوطن العربي من 50% من البالغين من مَرَض نفسِي في مرحلة ما من حياتهم. وأكثر من نصف هؤلاء المَرضَى يُعانون من أعراض متوسِّطة إلى شَديدة، في الواقع، فإنَّ 4 من أصل 10 أسباب رئيسية للإعاقة أو العجز بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارُهم 5 سنوات فما فوق هي اضطرابات في الصحَّة النفسية، حيث يعدُّ الاكتئابُ هو السَّبب الأوَّل في جميع الأمراض التي تسبِّب الإعاقة. ولكن، على الرغم من هذا الانتشار المرتفع للمرض النفسي، فإنَّ نَحو 20٪ فقط من الأشخاص الذين يعانون منه يحصلون على مساعدة اختصاصيَّة، و بالطبع لدى هذه النظرة نتائج كثيرة على المريض النفسي، مثل: التُسبِّب بالخوف الشديد لديه عن التحدث عن إصابته فيعوق جهوده للتعافي، و من الآثار أيضاً التقليل من جميع الفرص التي من الممكن أن تظهر أمام المصابين بالأمراض النفسية، مما يجعل البحث عن عمل ما أو البقاء في العمل صعب مقارنة بالآخرين، كذلك إعاقة الجهود التي تبذل من أجل التوعية من الأمراض النفسية والوقاية منها، من الأمثلة على ذلك أيضاً التأثير على الجودة للخدمات الخاصة بالرعاية النفسية التي يقوم المجتمع بتقديمها للمصابين. بالنسبة لمفهومه و يتم توضيحه للأشخاص الذين لا يعرفوا الكثير عنه و مع ذلك هم أول الداعمين بوصفه بالجنون؛ فحسب مؤسسات الصحة العالمية فهو مشكلة صحية تصيب بشكل ملحوظ كيفية شعور المرء وتفكيره وسلوكه وتفاعله مع الآخرين، ويتم تشخيص هذا المرض وفقًا لمعايير موّحدة، ويستعمل مصطلح الاضطراب النفسي أيضًا للإشارة إلى هذه المشاكل الصحية.
هناك فرق بين تعريف المرض العقلي والمرض النفسي إلا أنه يوجد ما يربط بينهما، إذ أن المرض العقلي في حد ذاته قد يكون امتداداً لإحدى حالات المرض النفسي التي تأخر علاجها، حيث تلاحظ أن حالات الذهان قد تنتج في الأساس عن الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية مثل نوبات الاكتئاب الحاد أو اضطراب القلق. في النهاية يبقى السؤال هل الأشخاص الذين يعانون من مرض نفسي خطرين عادةً؟
لا، يسّبب هذا المفهوم الخاطئ بعض المعتقدات السائدة الأكثر إيذاءً، نادرًا جدًا ما يكون الأشخاص المصابون بمرض نفسي خطرين، فحتى الأشخاص الذين يعانون من أكثر الأمراض النفسية حدّة نادرًا ما يكونون خطرين إذا ما تلقوا العلاج والدعم المناسبين.