إطلاق ناجح للتلسكوب الفضائي الأقوى «جيمس ويب»

0 639

العالم الان – انطلق الصاروخ «أريان 5» السبت عند الساعة 12.20 بتوقيت غرينيتش من مركز الفضاء في غويانا الفرنسية حاملا إلى الفضاء التلسكوب «جيمس ويب»، وهو أقوى تلسكوب فضائي على الإطلاق ومن شأنه إحداث ثورة في مجال مراقبة الكون، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وسيستقر «جيمس ويب» على بُعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، لسبر أغوار الكون بتقنيات هي الأعلى دقّة على الإطلاق.

وبعد 27 دقيقة من الإطلاق انفصل التلسكوب «جيمس ويب» عن الصاروخ «أريان 5»، إيذانا بوضع التلسكوب في مساره نحو المدار على بعد 1.5 مليون كيلومتر.

وقد أُرجئ إطلاق «جيمس ويب» ثلاث مرات، كان آخرها الثلاثاء. وأعلنت «وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا) أن سبب التأجيل هو «سوء الأحوال الجوية» في مدينة كورو، مشيرة إلى أن «تاريخ الإطلاق الجديد هو 25 ديسمبر (كانون الأول)».

والهدف المنشود من أداة المراقبة الفضائية هذه الأكثر دقّة في التاريخ الإضاءة على سؤالين يشغلان البشرية: «من أين نأتي؟» و«هل نحن لوحدنا في هذا الكون؟».

وتقضي الغاية منه أيضاً بسبر أغوار ما يُعرف بـ«الفجر الكوني»، عندما بدأت أولى المجرّات تضيء الكون منذ الانفجار العظيم قبل 13.8 مليار سنة.

وهو سيتيح التعمّق في فهم كيفية تشكّل النجوم والمجرّات ومراقبة الكواكب خارج المنظومة الشمسية التي ما انفكّ العلماء يكتشفون المزيد منها، على أمل العثور على كواكب أخرى مواتية للحياة.

وسيكون «جيمس ويب» على منوال التلسكوب «هابل» الذي أحدث ثورة في تقنيات مراقبة الفضاء، واكتشف العلماء بفضله وجود ثقب أسود في قلب كلّ المجرّات أو بخار ماء حول الكواكب الخارجية، على سبيل التعداد.

وضعت وكالة الفضاء الأميركية التصاميم الأولى للتلسكوب المعروف اختصاراً بـ«جي دبليو إس تي» بعيد إطلاق «هابل» سنة 1990، وبدأ تشييده في 2004 بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية وتلك الكندية. ويتميّز هذا الجهاز على أكثر من صعيد.

فمرآته البالغ طول باعها 6.5 متر تجعله أكثر قدرة على الاستشعار بسبع مرّات، ما يتيح له مثلاً رصد الأثر الحراري لنحلة على القمر.

ويتميز «جيمس ويب» أيضا بتقنيته للمراقبة، فتلسكوب «هابل» يجري عمليات المراقبة في ميادين يكون فيها الضوء مرئياً. أما «جيمس ويب»، فهو يسبر موجات غير مرئية للعين المجرّدة من أشعة تحت حمراء متوسطة المدى وقريبة، وهو شعاع يصدر عن كلّ جسم فلكي أو نجم أو إنسان أو زهرة.

والشرط الأساسي لحسن سير عمليات المراقبة في التلسكوب هو انخفاض الحرارة المحيطة به لدرجة لا تؤثّر على تتبّع الضوء.

وقد وُضع التلسكوب «هابل» في المدار على علو يقرب من 600 كيلومتر فوق الأرض. لكن عند هذه المسافة، سيكون «جيمس ويب» غير صالح للاستخدام مع تسخينه من الشمس وانعكاسه على الأرض والقمر.

وسيوضع التلسكوب في مكانه المحدد إثر رحلة تمتد شهراً لمسافة 1.5 مليون كيلومتر من الأرض. وسيحظى بحماية من الإشعاع الشمسي بفضل درع حرارية مكونة من خمسة أشرعة مرنة تبدد الحرارة وتخفض درجتها (وهي 80 درجة مئوية) إلى 233 درجة مئوية دون الصفر عند جهة التلسكوب.

وقد اتخذت وكالة «ناسا» تدابير مشددة لتفادي أي أضرار قد تلحق بالتلسكوب الذي كلّف تطويره ما يقرب من عشرة مليارات دولار على مدى سنوات طويلة.

ومن شأن نجاح العملية أن يوطّد الشراكات القائمة بين «ناسا» وشركائها الأوروبيين.

وشدّد مسؤولون من «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية في مركز كورو الفضائي في غويانا الفرنسية على أهمية «التعاون الوطيد في مجال الفضاء لتحقيق إنجازات كبيرة».

لكن لا بدّ من الانتظار أسابيع عدّة لمعرفة إن كان التلسكوب قابلاً للتشغيل، ومن المزمع وضعه في الخدمة في يونيو (حزيران).

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد