حكم حياة للعشرينتين واثنان ؛؛؛ – د.عصمت حوسو – الأردن

0 287

 

العالم الان – لكي نستفيد من عثرات كل الأعوام المنصرمة وليس هذا العام فحسب، وبكل آلامها وخبراتها السيئة مهما كثُرَت أو صَعُبَت، فلا بدّ لنا الآن بعد نهاية هذا العام أن نقوم بمراجعة ذاتية وتقييم لكل ما سبق على مستوى شخصي ووطني. وانطلاقًا من إيماننا بأنّ الإنسان لا يولد في اليوم الذي تضعه أمه، بل يولد بنفسه مرارًا وتكرارًا مجبورًا من ضغوط الحياة وبناتها وكدرها، نؤمن أيضًا أنّ (الحِكمة) قد تصله إما متأخرة أو بثمنٍ باهظ، وقد تصل أحيانًا عندما لا تنفعه في شيء، والمحظوظ من أدركها قبل فوات الأوان..

وعليه، وحتى نبدأ العام الجديد جميعًا بتفاؤل ودروس وحكم حياة جديدة نتعلّم منها مهما كانت قاسية، ورغبة في نقلها لغيرنا بضميرٍ مُتخم بالصدق والأمانة، وتضرّعًا إلى الله لعام جديد معطّر بالسلام، الشخصي والوطني والعربي على حدّ سواء، إليكم أعزّائي القرّاء بعضٌ من النصائح لعلّها تساعدكم لبدء عام “عشرينتين واثنان” بأمل كبير يفوق ما مرّ بكم من ألم؛ فنحن لا نملك سوى الأمل بانقضاء كل ما كان سيئًا من “أشخاص” وأشياء وأحداث ومواقف، وأنّ ما هو قادم سيكون أجمل بإذن الله..

1- إنسوا الأسامي التي تكدّر صفوَ ذكرياتكم، واكتبوا في أول صفحة في السنة الجديدة أسامي تستحقّ حبّكم ووقتكم وعطاءكم، ثم ابدأوا من جديد بحماس وشغف ودون حسرة أو حزن على ما فات، فلا أحد قد خذلكم يستحقّ أن تُرهقوا تفكيركم به، ومن يريدكم (لذاتكم) لن يخذلكم، ولن يفقدكم، ويسعى إليكم دومًا. ولا تتأسّفوا كذلك على من قابلكم (بالغدر) مقابل الوفاء، ولا على من أشعركم بأنّ طيبتكم كانت غباءً أمام خبثه وثعلبته، ولا تأخذوا معكم إلى السنة الجديدة ذات الأشخاص الذين أرهقوكم بسلوكهم “الصغير”، وسبّبوا لكم إزعاجًا أو أذى نفسي مهما كان حجمه. فلا تحزنوا على ما كان، وعلى من كان لكم يعني الجميع، ثم اكتشفتم بلحظة غفلة أنكم له لا شيء، ولا تحزنوا أيضًا على من استأمنتوهم على أنفسكم وقلوبكم وحبّكم وحياتكم وأسراركم ونقاط ضعفكم وتفنّنوا في إسقاطكم وإيذائكم ، وكنتم (أنتم) أول من فرّط به، فلا تحزنوا عليهم أبدًا؛ لأنكم لم تخسروهم بقدر ما كسبتم أنفسكم. وبناءً على ذلك إياكم ثم إياكم من منح (الثقة) سريعًا لأيّ كان، اختبروها قبل منحها، لعلّ الوقت والمواقف هي المعيار الأهم لمنحها لمن يستحقها، وتحديد مقدارها بحجم أخلاقه وأفعاله. ابتسموا وامضوا ولا تحزنوا على أيّ شيء، فهناك على هذه الأرض ما زال (ما ومن) يستحق الحياة لأجله ولأجل الحياة نفسها، فهي جميلة رغم ضنك العيش فيها، وجمالها وقرار الاستمتاع بها هو قراركم وحدكم وخياركم أنتم..

2- لا تحكموا على الآخرين مما يظهر أمامكم، فلا تعلموا باطنهم وما في دواخلهم، ولا تحكموا على الشخوص بجمالهم الخارجي؛ لأنكم لا تعرفوا قباحتهم من الداخل، ولا تعرفوا أيضًا إن كانوا أسوياء نفسيًا أو أصحّاء جسديًا، ولا تعرفوا كذلك بماذا مرّوا وعانوا وتوجعوا، ولا حتى ما يخفون في عقولهم وصدورهم، فلا يعلم بالخفايا ولا النوايا إلاّ الله سبحانه وتعالى، وكل شيء عند ربّ العالمين بمقدار، فما قد يكون عندك ليس عند غيرك، والعكس صحيح، فلا تغبطوا الناس بما هو ظاهر لمرآكم ومسامعكم فقط، ولا تحسدوا الإنسان الناجح؛ لأنكم لا تعلموا كم من مطبّ وفخّ وقع به، وكم من مرّة تعثّر حتى وصل لما تحسدونه عليه، ولا تستكثروا على شخص وظيفة هامة أو منصب رفيع؛ لأنكم لا تعلموا كم من مرّة تمّ رفضه، وكم من فترة كان بلا عمل ولا دخل، ولا تستعجبوا أيضًا من نشاط أيّ إنسان في الصحو باكرًا أو التزامه بمواعيده؛ لأنكم لا تعلموا الكمّ من الأرق الذي يهزمه كل ليلة، ويحرمه من النوم المريح والعميق حتى مطلع الفجر، فكونوا رحماء في حكمكم على الآخرين، ولا تسمحوا أن تكون نظرتكم ضيّقة الأفق وسطحية، وابتعدوا مسافة السماء عن الأرض عند إطلاق الأحكام المطلقة والمُسبقة؛ لأنها سقطات فكرية تُسقط صاحبها نفسه في وحل الحسد والحقد وما يصاحبه من التوتّر قبل إسقاط الآخرين، وتذكّروا دومًا أنّ الأرزاق متنوّعة ومقسّمة عند الله بميزان، فلا يكلّف الله نفسًا إلاّ وسعها، ورزقكم في السماء وما توعدون، ومن سار بين الناس جابرًا لخواطرهم أدركه الله ولو كان في جوف مخاطرهم، واحذروا أن تغرّكم النهايات المشرقة بأيّ موضوع ومع أيّ شخص؛ لأنكم لا تعلموا قساوة البدايات..

3- تخلّصوا من العلاقات “المسمومة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، و تذكروا أنّ الحياة مواقف، والإنسان موقف أيضًا، ومَن لا يفرح لفرحكم قبل أن يحزن لحزنكم اتركوه وراءكم دون أدنى التفاتة للوراء، وتقبلوا أيضًا أنّ هناك أشخاص في حيواتكم لا يُمكنكم التخلص منهم، ولكن زيادة المسافة معهم أو ربما تجنّب الحوار والجدال العقيم معهم قد يكون أكثر راحة لكم في السنة الجديدة..

4- سامِحوا أنفسكم على أخطاء ارتكبتوها، فالماضي كالميّت لن يعود، ولكن اقطعوا وعد مع أنفسكم بالتعلّم منها وعدم تكرارها؛ فالذكي من يتعلّم من كيسه، والعبقري من يتعلّم من كيس غيره، فلا تكتفوا بالذكاء وإنما اطمعوا بالعبقرية، ووفّروا على أنفسكم “عناء” التجربة، وفي ذات الوقت لا تنسوا الحياة وأنتم مشغولون في العيش؛ لأنّ سنين العمر تُقاس بالحياة فيها لا بعددها. و تذكروا الموت فهو حقّ، وإن أردتم الخلود فاصنعوه بإنجازاتكم وبما تخطّه أيديكم وما تقترفه نواياكم، فأخلاقكم تعيش أكثر منكم، وهي الإرث الوحيد الذي يعيش مطوّلًا وراءكم لا أملاككم ولا أموالكم، لذلك لا تقضوا حياتكم في جمع المال وكثرة الشكوى من نقصه أو الخوف ممّا هو قادم، استمتعوا بِما لديكم، فالصحة وحُبّ الناس رزق أهم بكثير وربما أجمل..

5- غذّوا عقولكم من القراءة؛ لأنّ الكتاب هو الصديق الوحيد الذي لا يخذل ويُشعِركم بأنّكم ما زلتم على قيد الحياة، وأكثروا جدًا من مخالطة العلماء، ففيها فائدة عظيمة حتى وإن كانت مدّة الجلوس معهم قليلة، واختاروا رفقة العقول الكبيرة التي تناقش الأفكار، لا تلك الصغيرة التي تناقش الأشخاص والتي تعتاش على إيذاء الناس وتقتات على حشر أنوفها في خصوصياتهم، وتجنّبوا الأفواه الناطقة بأحكام مسبقة ومطلقة دون دليل؛ لأنّ السلوك مُعدٍ، وما أجمل العدوى إن أتت من أصحاب الخبرة والحكمة، فإنّ محادثة قصيرة أو حوارًا صغيرًا مع “الحكماء” كثيري الخبرة، يعادل شهر من القراءة..

6- الحبّ والصداقة مواقف لا لغو تافه، وهما أفعال لا أقوال، وتظهر معادن الناس وأصالتهم فيهما حين الأزمات وعلى المحكّات لا غير، لذلك لا تبوحوا بأوجاعكم لأحد، فلا يؤلم الجرح إلاّ صاحبه، وركّزوا على الحلول وابتعدوا عن ثقافة الندب والولولة، فلن تُجدي نفعًا وتستنزف طاقتكم. أمّا الأهم فتبنّوا مبدأ هام في حياتكم يقوم على فكرة مفادها “كما تُدين تُدان”؛ لأنه الرادع الحقيقي لكم عن إيذاء الآخرين، فكونوا دائمًا مثل (المشتري) في سوق المبادئ وإن كانت باهظة الثمن، ولا تكونوا مثل (البائع) أبدًا؛ لأنّ البائع يعرف (الثمن) تمامًا، في حين لا يعرف المشتري سوى (القيمة)، وإياكم أن تحوّلوا المبادئ إلى ذات المصالح، فتمسي وجهان لعملة واحدة، كقطعة نقد “رخيصة” تتنقّل بين جيوب الناس جميعًا، الصالح منهم والطالح دون استثناء..

7-جميعنا مرّ في حياته أشخاص سيّئون، وجميعنا ذاق مُرّ الطعنات والخذلان، سواء كانت من الخلف ممن كنا نعتبرهم أصدقاء، أو كانت من مسافة قصيرة جدًا من الأقرباء، غربلوهم سريعًا قبل إضاعة المزيد من الوقت والصحة، فللعمر “قيمة” وبه حياة لا مُتّسع فيها لمزيدٍ من الخيارات الخاطئة أو للناس الغلط، لذلك أتقنوا مهارة (الفلترة السلوكية)، فلا تأذوا الآخرين على سوء سلوكهم (الصغير) كحجمهم؛ ولا تأذوا أنفسكم أيضًا بتلوثاتهم البصرية والسمعية والكلامية والسلوكية؛ لأنها ببساطة ليس لها قيمة أمام حضرة الحكمة والوقار، فهي “كرامات” لا يجيدها إلاّ (الكبار) جدًا، فكونوا كبارًا وابتعدوا عن الأقزام أخلاقًا لا طولًا..

8- احذروا كثير الكلام عن (أناه)؛ لأنه يخفي عيوبًا مستترة لا يعلمها سواه، وخفّفوا من مرض (تضخّم الأنا)، واتركوا العنان لإنجازاتكم وأخلاقكم تتحدث عنكم؛ لأنّ “التشبيح” والاستعراض والعرط قبيح جدًا لمن يحترم ذاته..

9-  عندما ترى الآخر قد بدأ بمرحلة (الصمت)، هذا يعني أنه لا يريد “العتاب”، وإن طال صمته اعرف تمامًا بأنك لم تعد تعنيه، وأصبحتَ أنت أمامه (اللاّأحد)، وأمسيتَ (اللاّشيء)؛ لأنه بات لا يراك أساسًا ولا يكترث بوجودك أو غيابك. هكذا توضع النهايات دون إرهاق، وهذا ما يليق بِ “اللاّأحد” وأفضل علاج مع “اللاّشيء”، وتذكّروا دومًا أنّ الفراق “أخلاق”، ولا تنسوا الفضل بينكم في الوقت ذاته..

10-  إوصلوا سريعًا إلى مرحلة الرضا في الحياة، الرضا عن الذات والرضا بقضاء الله وقدره، فهو ما يوصلكم لمرحلة السلام الداخلي والخارجي على حدّ سواء؛ لأنّ الشعور بالسلام يحتاج إلى الرضا وليس للنجاح فقط، فالأخير-أي النجاح – يقيسه الناس ويرونه، أما الرضا فلا يراه ولا يقيسه غيرك. فارضوا من أنفسكم وعليها، وتقبّلوها على علاّتها حتى يتقبّلكم الآخرين كما أنتم، حينها فقط ستنجحوا وتستمتعوا بأنفسكم أيضًا..

11- لا تتّخذوا من “الأعداء” إلاّ من يستحق البغضاء، وتجاوزوا عن عداء من لا يستحق منكم إلاّ (الاحتقار)، فحتى العداوة لها أصول ومباهاة، كما للخصومة شرف فلا تفجروا بها؛ لأنّها تكشف معدن الأصيل عن الدخيل..

12-عندما تمرّون في (أزمة) لا تحزنوا على فداحتها ومرارها بقدر ما تفرحوا بمساعدتها إيّاكم لكشف معدن من حولكم، سواء من تربطكم فيهم روابط الدم أو النسب أو الحب أو حتى الصدفة؛ لأنّ الأزمة فقط من بمقدورها مساعدتكم على إعادة ترتيب الناس في حياتكم ومن حولكم، وتحدّد درجة قربهم منكم أو بعدهم عنكم، فمنهم من يستحق الثناء وربما أكثر، وهناك من لا يستحق البقاء فيها أبدًا، أما من تبقّى منهم فباعدوا المسافة معهم، وحافظوا على “مسافة أمان” كافية بينكم لحماية ذواتكم منهم، وللحفاظ على احترامكم لأنفسكم في أقل تقدير. وتذكّروا أنّ الأزمة بتعدّي وبتمرّ، لكن إياكم ثم إياكم السماح لمن خذلوكم أن يمرّوا معها إطلاقًا، خصوصًا من اقتات واعتاش على أزماتكم، وهذه (حكمة) قد يكون ثمنها حياة كاملة، وفّروا على أنفسكم ثمن باهظ جدًا وجدًا..

13- لا تستوحشوا طريق (الحق) لقلة سالكيه، ولا تستسهلوا طريق (الظلم) لكثرة ساكنيه، فكلا الطريقين في (الباطل) سيان؛ لأنّ الأول مهجور، والثاني مأهول، فاقبضوا على الحق وإن كان جمرًا، فأنتم الفائزون حتمًا وإن طال الوقت..

14-  تخلّصوا من سارقي الطاقة وكل من يسمّم حياتكم، وغربلوا الناس السلبيين من الواقع وعلى المواقع؛ لمنع ضوضائهم من تشويش عقولكم، وحجب ضجيجهم عن إرهاق نفوسكم، ولتتمكنوا من تنظيف ملوثاتهم التي أتخمت وجدانكم، تخلّصوا منهم قبل بداية العام وقبل فوات الأوان، وأوقفوا سرقة طاقتكم بسرعة؛ لأنها إن تبدّدت لن تعود وإن عادت لن تكون بذات الكفاءة. وأدركوا جيدًا أنّ العلاقات “المرهقة” هي سمٌّ زعاف وهي سامّة ومسمومة..

15-  لا تستثمروا في الناس “الغلط” فالعمر أقصر بكثير من إضاعته معهم وإعطاء فرص لمن لا يستحقها؛ لأنّ الاستثمار في الناس الغلط يشبه تمامًا من يروي شجرة صناعية وما زال ينتظر ثمارها، واعلموا أيضًا أنّ الوقت من أعماركم له قيمة، والمعلومة عن حياتكم فيها قوة، فلا تبخسوهم مع من لا يستحقهم ولا يقدّرهم..

16-  تخلّوا تمامًا عن فكرة “الانتقام” من أحد، فهو لا يدمّر سوى صاحبه، والانتقام الحقيقي هو (النجاح) فقط، وإنّ السير قُدُمًا نحو الأمام بلا أحد هي أفضل انتقام من أيّ أحد، اتركوه يعود غريبًا كما بدأ وكما كان لكن دون فرصة أخرى إطلاقًا وحتمًا دون الودّ الذي كان، أما سياسة (اللّا أحد) هي أفضل انتقام من أيّ أحد. وفي الوقت نفسه اعفوا وسامحوا إن كان بمقدوركم، فالعفو مربوطٌ بالمقدرة، واغفروا الخطأ إن استطعتم من أجل راحة أنفسكم أولًا، لكن احذروا من إعادة الودّ كما كان، فاغفروا ولا تنسوا أن تكونوا أكثر حذرًا في المرات القادمة مع ذات الأشخاص وغيرهم..

17- اختاروا سمة (الرحمة) في شريك الحياة نصيحة لوجه الله تعالى؛ فمعه تتحقّق أركان (الحبّ) وأشياء أخرى، ومع شريك الحياة الرحيم فقط تسقط مقولة (الزواج مقبرة الحبّ)، وتنسفها بالضربة القاضية (إن) كان اختيار الشريك صحيحًا، وبُني على أسس عميقة لا سطحية. وتذكّروا دومًا أن ما يُبنى على باطل يستمرّ باطلًا ويسقط سريعًا، وتتكشّف “هشاشة” العلاقة وتتعرّى الأقنعة عند أول محكّ، فاختار أيها الرجل شريكة رحيمة قبل جمالها، واختاري أيتها المرأة شريك رحيم قبل جيبه ووسامته، حتى تستمتعان بشبابكما معًا وتشيخان معًا بكلّ الحبّ. فالرحمة هي محراب الحبّ والأمان والاستقرار، وبها ومعها تدوم النعم، وتُبنى البيوت “المتينة” الصامدة للأبد..

وأختم بنصيحة أخيرة تلخّص كل ما سبق، وربما أهمهم، أقول لكم لا تندموا على طيبتكم ونظافتكم وحسن أخلاقكم إطلاقًا، ولا تلوّثوا أرواحكم وأنفسكم وألسنتكم وأيديكم حتى لو أحاطكم التلوّث من كل حدب وصوب، ومهما تعرضتم للخذلان وما يتبعه من صدمات وطعنات، إياكم أن تتلوّثوا، فنقاء القلب وصفاء النيّة هي الهدية من ربّ العالمين، تلك التي تمنحكم راحة البال وتمكّنكم من النوم بهدوءٍ وضمير، فحافظوا عليها نقيّة حتى تستقيم البقيّة، وارحموا من في الأرض حتى يرحمكم من في السماء، وأيقنوا أنّ الحياة مهما قست عليكم ستزهر مرة أخرى ولو من شقّ صخرة..

وأخيرًا نقول لا نُريد في هذا العام الجديد وطنًا في القلب وآخرًا للجيب، نُريد وطنًا في الفِكر والقلب والوجدان سلوكًا وممارسة بعيدًا عن الفساد والإفساد، فرفقًا بنا أيها العام الجديد وكُنْ مختلفًا عمّن سبقوك، أرجوك..

أكتفي بهذا القدر رغم أنّ في الجعبة كثيرًا مما ذُكر أعلاه، ولكن بإمكانكم القياس ما لم نقله على منوال ما قلناه هنا، فجميع ما ورد وليس بعضه هي (حكم) حياة كاملة باهظة الثمن، من وحي الخبرة الشخصية والعملية، ومن وحل الواقع..

كلّ عام والوطن العربي وأردننا بألف خير، وسلامٌ خاص لكِ يا قدس وكل عام وأنتِ عربية وعاصمة فلسطين (الوفيّة) لكِ وللعرب جميعًا، عسى أن يكون عامًا جديدًا يحمل السلام والأمن والأمان في طيّاته للجميع، عامٌ جديدٌ سعيد لنا جميعًا، وفي ظلّ الأمل الذي لم يبقى لنا سواه، سيبقى لنا من هذا الحديث حصّة أخرى وبقية…دمتم….
دة. عصمت حوسو

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد