حزن في مصر لرحيل الإعلامي وائل الإبراشي
العالم الان – غيب الموت مساء أمس الأحد، الإعلامي والصحافي المصري وائل الإبراشي، بعد صراع طويل مع المرض، إثر إصابته بفيروس (كوفيد – 19)، قبيل نهاية عام 2020.
وخيمت أجواء الحزن أمس على الوسط الصحافي والإعلامي المصري عقب نشر خبر وفاة الإبراشي الذي ابتعد لأكثر من عام عن الشاشات بعد تدهور حالته الصحية بفعل «كورونا».
وتأثر إعلاميون مصريون بخبر وفاة الإبراشي، ودخل بعضهم في نوبات بكاء على الهواء أثناء إعلان الخبر، من بينهم الإعلامي محمد مصطفى شردي، والإعلامية لبنى عسل التي قالت إنها «لم تتمالك نفسها ولم تستطع التعامل مع الخبر بشكل مجرد من المشاعر والعواطف».
فيما قال شردي عبر برنامج «الحياة اليوم» على قناة «الحياة» الفضائية: «أعرفه منذ 35 عاماً، لن أنساه أبداً» وأضاف «رغم أننا كإعلاميين مطالبون بالاحتراف دائماً، لكنني لن أستطيع عدم التعبير عن شعوري، وأمنع دموعي أمام الكاميرا، لأنه صديق من أصدقاء العمر»، لافتاً «افتقدنا إعلامياً محترماً، وقلماً من أحلى أقلام مؤسسة (روزاليوسف)، بدأ واستمر وتطور مع الإعلام المصري، لكن فيروس (كورونا) أصاب جهازه التنفسي بشراسة».
كما نعاه الإعلامي عمرو أديب، مقدم برنامج الحكاية على «إم بي سي مصر» قائلاً عبر حسابه على «تويتر»: «هزني خبر وفاة وائل الإبراشي، دائماً كانوا يقولون عائد ويتماثل للشفاء، لم أتوقع أبداً أن ينتهي فجأة هكذا، كان أستاذاً ومتميزاً، وله بصمات وحلقات مهمة. لا يوجد أحد كبير على الموت لكن رحيل وائل فعلاً أصابني بحالة ذهول».
كما قالت الإعلامية المصرية إيمان الحصري، عبر صفحتها على «فيسبوك»: «هاتفته أخيراً، وأخبرني بتحسن حالته، وسعادته بذلك، واعتبر عودتي للشاشة مجدداً بعد وعكتي الصحية بشرى خير له، لكنه توفي، وأحدث صدمة كبيرة».
وفي نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2020، أصيب الإعلامي الإبراشي، مقدم برنامج «التاسعة» على شاشة التلفزيون المصري، بفيروس كورونا، ضمن إصابات عديدة طالت المذيعين في تلك الفترة. وقال الإبراشي في مداخلة تلفزيونية في البرنامج الذي غاب عنه بسبب إصابته بـ«كورونا» وقتئذ: إن «طبيعة عمله تجعله يقابل الكثير من الناس ويحتك بهم»، وسرعان ما تدهورت حالته الصحية وظل لفترة طويلة في الحجر الصحي، بسبب حدوث مضاعفات خطيرة في رئته، وكان يخضع للتنفس الاصطناعي في أغلب الوقت. ما دعاه للقول في تصريحات صحافية: «تعرضت لـ(كورونا) مميتة».
وخرج الإبراشي، من المستشفى في شهر مارس (آذار) الماضي، بعد تحسن حالته الصحية بشكل نسبي، لاستكمال رحلة العلاج داخل المنزل، وخضع لجلسات علاج طبيعي وجلسات تأهيلية.
ورغم إعلان الإبراشي المولود بمحافظة الدقهلية (دلتا مصر) عام 1963 عن تحسن حالته الصحية في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي، في تصريحات صحافية، أشار خلالها إلى أنه «سوف يعود قريباً إلى عمله بعد تمام شفائه»، لكن حالته تدهورت خلال الأشهر الماضية حتى وافته المنية أمس.
ويعد الإبراشي من أبرز الصحافيين الذين اقتحموا عالم التقديم التلفزيوني، إذ تميزت برامجه بطابع الاشتباك والتفتيش في موضوعات جريئة تهم قطاعات كبيرة من المصريين، كما فعل في برنامجه «الحقيقة» الذي قدمه بشكل مختلف للجمهور المصري والعرب، وظل محافظاً على رونقه الإعلامي المميز، في برامج أخرى على غرار برنامج «العاشرة مساء»، و«كل يوم»، حتى انتهى به المطاف في برنامج «التاسعة» بالتلفزيون المصري قبيل إصابته بفيروس «كورونا».
ونعى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، الإعلامي وائل الإبراشي، وقال المجلس في بيانه أمس، إن «مصر فقدت واحداً من أهم الإعلاميين الذين تميزوا بالحياد، وإنه استطاع بموهبته وتميزه في المجال الإعلامي، أن يصبح واحداً من أهم الإعلاميين بمصر والوطن العربي»، مضيفاً أن «الراحل كان مثالاً للعمل والاجتهاد والإخلاص، ومثالاً للإعلامي المخلص والمحب لوطنه».