كتب محمود الدباس.. معالي ابو الحسن.. المسؤول المدني بالروح العسكرية..
العالم الان – قدر الله لي قبل ما يقرب من شهرين ان التقي معالي السيد يوسف العيسوي “ابو الحسن” بمعية كوكبة من ملتقى النخبة-elite..
وكم كان اللقاء دافئ مع ذلك الرجل الذي غزى الشيب رأسه.. ومع كنز خبراته الا انه ما زال يعمل بجد واجتهاد كمن هو في بداية حياته العملية ويريد اثبات وجوده.. ولم يكن غريبا ان نشعر بالراحة ونحن نستمع لكلمات الترحيب التي افتتح بها اللقاء..
فالرجل الذي يعتبر صاحب الخدمة الاطول في تاريخ مؤسسات الدولة.. حيث تجاوزت مدة خدمته في القطاع العام الستين عاما.. متنقلا بين الحياة العسكرية والمدنية..
لم تكن خافية علينا الخلفية العسكرية الانضباطية التي يتمتع بها معالي ابو الحسن.. فكل شيء دار في اللقاء تحت عينه وبإشاراته وايماءاته..
وما اثلج الصدر هو معرفتنا بان الوفود الشعبية ومن مؤسسات المجتمع المدني من مختلف مناطق المملكة تكاد لا تنقطع عن بيت الاردنيين..
فلا يخشى هذا الرجل مقابلة الناس.. ففتح الباب للجميع.. يسمع بكل حواسه.. ويكتب ويدون ملاحظاته بنفسه.. ويرد على التساؤلات باتزان واحترام للاخرين.. مما يجعل كلامه السهل البسيط البعيد عن التنميقات والتنطع والتكلف.. متقبلا ومستساغا من قبل الجميع..
قد يقول قائل.. لماذا تكتب عن شيء مضى عليه حوالي الشهرين..
اقول ان ما جعلني اعود الى حيثيات هذا اللقاء هو انني توقعت كما يتقوع واعتاد عليه الاردنيون.. ان كثيرا من المسؤولين يفتحون ابوابهم للمواطنين.. ويتركوهم يعبرون عمّا في دواخلهم.. وبعد خروجهم يتم “فرمتة” حذف ونسيان كل ما تم الحديث عنه..
فما يهمهم هو التقاط الصور والنشر في وسائل الاعلام انهم يستقبلون الناس ويستمعون لمطالبهم..
وللاسف هم صادقون في هذا.. لانهم يستمعون فقط ولا يذكرون انهم سيعملون على تنفيذ ما سمعوا..
لن اخفي سرا بانني بعد هذه الزيارة ازددت ايمانا بان من تسلم منصبا مدنيا بجدارته.. وكان قد تخرج من المدرسة العسكرية.. فهو ممن ينطبق عليه “القوي الامين”..
فعندنا تجد المتابعات الجادة لكثير من الامور التي تم طرحها في اللقاء.. وطريقة تعاطي المسؤولين فيما بعد في عملية انفاذها.. وحرصهم على معرفة حيثياتها.. لهو دليل قاطع على ان هناك مسؤول مدني بروح عسكرية يتابع كل شيء..
هذه شهادة حق اقولها في رجل لا يحتاج الى من يرفع من مكانته او منصبه.. ولولا انني لمست بنفسي دونما سماع من الاخرين عن ما يقوم به في صمت بعيدا عن الماكينات الاعلامية.. لما كتبت كلمة واحدة..
لست عسكريا متقاعدا.. ولكن لحبي لمصلحة الاردن اقول.. كم اتمنى ان يتم الاستفادة من ابناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية المتقاعدين.. فهم طاقات كبيرة.. ومخزون معرفي وخبرة عميقة.. وانضباط ومهنية عالية.. ولا مجال عندهم لتمشية الحال المايل.. ولا مكان لانصاف الحلول على حساب الحلول الكاملة..
وان اردتم برهانا على ذلك.. فالشواهد كثيرة.. ومعالي -الاخ الكبير عمرا وقدرا – ابو الحسن شاهد حي على ما أقول ..