طرائف وعجائب الاحتفال بعيد الفطر بقلم / سارة السهيل

0 405

العالم الان – احتفل المسلمون بعيد الفطر وسط فرحة غامرة وبمذاق مختلف هذا العام ، لأنه جاء بعد عامين على وباء كورونا وحرمانهم من طقوس العيد، ولذلك احتشدت المساجد والساحات وحتى الشوارع بملايين المسلمين في العالم وهم يفترشون سجادات الصلاة شوقا للقاء في الجمع الرباني بعيد الفطر .
وكما يجمع عيد الفطر ويوحد بين المسلمين في الصلاة، فانه يوحد بينهم ايضا في الكثير من الطقوس مثل ارتداء الملابس الجديدة والمعطرة وتبادل التهاني وزيارات الاقارب والتراحم الاسري والعيدية وشراء الحلوى والتنزه في الحدائق والمتنزهات وغيرها.
ورغم وحدة هذه المظاهر الاحتفالية للعيد بالعالم الاسلامي غير ان كل دولة لها خصوصية تتفرد بها في الاحتفال بالعيد، بل ان لبعض الدول طقوس غرائبية في التعبير عن فرحا بالعيد مثل ممارسة لعبة المصارعة الحرة في جزر القمر، فمع حيث تقام المنافسات بين مصارعين مرشحين من مناطق مختلفة للتنافس على كأس بطل المصارعة على مستوى الجزر الثلاث، وهى: أنجوان، وموهيلى، وجزيرة القمر الكبرى، وتجتذب هذه المنافسات جماهير غفيرة من الرجال والنساء على مدى أيام العيد الثلاثة.
معارك البيض
أما العيد في أفغانستان فيحتفل به من خلال معارك البيض. حيث تحتشد الجموع في الحدائق والأماكن العامة لاختيار من يكسر البيض أسرع من الآخرين.
بطاقات المعايدة
يمتاز الإندونيسيون بعادة جميلة وهي تبادل التهنئة بتوزيع بطاقات العيد المعدة خصيصا لهذه المناسبة، كما يرددون فيما بينهم عبارة “سيلامات عيد الفطر”، هذا وتُضاء المصابيح والمشاعل داخل البيت وخارجه فيما تُطلق الألعاب النارية احتفالا بالعيد.
البدء بالمصافحة
فى موزنبيق يتسابق المسلمون على التصافح مع بعضهم بعضًا بعد أداء صلاة العيد مباشرة ، حيث يعتبرون أن أول من يبدأ بمصافحة الآخر هو الفائز بخير العيد كله ويعد هذا تقليدا شائعا فى البلاد نزولا عند قوله مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “… وخيرهما الذى يبدأ بالسلام”.
زي مخصوص
بينما يحتفي مسلمو نيجيريا بتكبيرات العيد وسط الأدغال، ويجتمعون فى صلاة العيد مرتدين زيا موحدا أعد خصيصاً للمناسبة، حيث يحرص النيجيريون على أداء صلاة العيد خارج المسجد والهواء الطلق.
الرقص بالخناجر
يبنما يحتفي شعب اليمن بالعيد بالطاسة، وهو طقس يجتمع فيه الشباب للرقص على دق الطبول على الأغاني التراثية ويسمى هذا التقليد بالطاسة
مع تقليد آخر يسمى (برع) وهو الرقص بالخناجر مع وضع البندقية على الكتف ويتم ممارسة هذه الطقوس لا دخال البهجة والسرور في نفوس اليمنيين.
دق الطبول وحق الملح
وفي تونس يبدأ العيد بطقس دق الطبول، حيث ينتظر الناس “بو طبيلة” وهو الشخص الذي يجوب الشوارع ويقوم بدق الطبول لإعلان قدوم العيد، وتقدم أشهى الحلويات التونسية للضيوف، ناهيك عن أطباق خاصة بالعيد كـ«الشرمولة» التى تعد فى كل من مدينتى صفاقس وجربة.
ويمارس الشعب التونسي ايضا طقسا جميلا في العيد يعرف ب “حق الملح” تعبيرا من الاسرة عن تكريم المرأة والاعتراف بجميلها صباح عيد الفطر .
يتجسد طقس “حق الملح” في استقبال المرأة زوجها بعد عودته من صلاة العيد ، وهي في أبهى زينتها بعد ما تكون نظفت دارها ورتبتها وبخرتها، وفي يدها طبق الحلو وفنجان القهوة. ويشرب الزوج قهوته، ويعيد فنجان القهوة وبه قطعة ذهب أو فضة او نقود حسب إمكانياته، او يهديها هدية بسيطة ورمزية جبرا بخاطرها وتكريما وعرفانا بدورها في رعاية الاسرة خلال شهر الصوم .
ويحافظ المغاربة في عيد الفطر على الموروث الثقافي في الملبس والمأكل فيرتدون الأزياء التقليدية، يقتنى الرجال “الغندورة” بينما تتردي السيدات المغربيات القفطان والجلابة اللذين يعتبران مميزا هاما للموروث الثقافى المغربى، ويكتمل الطقم التقليدى مع البلغة الفاسية.
مواكب الامراء
و ينتظر مسلمو نيجيريا مواكب السلاطين والأمراء، ويقفون على أرصفة الطريق لمشاهدة تلك المواكب المبهجة لأمير المدينة وهو يتجه نحو المسجد فى أجواء احتفالية خاصة.
العيد بنهكة خليجية
وللعيد في الخليج العربي مذاق مختلف، تترجمه الاطباق الفاخرة الدسمة والمالحة مثل «الكبسة السعودية»، و«المجبوس الكويتى» و«السمك المحمر» البحريني و«الهريس الإماراتى»، تقدم هذه الأطباق فى ولائم جماعية يقيمها أرباب البيوت على شرف العائلة، فالعيد فى الخليج العربي هو مناسبة روحانية أسرية اجتماعية تدوم عشرة أيام.
ويحتفي شعب الامارات بتناول طبق الأوزي، وهي وجبة تعد خصيصاً في الأعياد، وتتكون من الأرز واللحم يتم طبخها ببطء إلى جانب الخضروات.
وفي السعودية اعتاد البعض أداء صلاة العيد فى البيت الحرام المكي والمدني، كما تنتشر عادة استئجار الاستراحات التي تقع فى المدينة أو فى أطرافها، و يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة، وتقام الذبائح والولائم، ويرتدى الرجال الجلباب الأبيض والشماغ والعقلة، أما النساء فيرتدين العباءة السوداء.
التزين بالحناء
تتزين النساء الهنديات بالحناء فرحًا بحلول العيد ، كما يحرص المسلمون على تزيين وتنظيف بيوتهم لتبدو أجمل في العيد. يحرصون علي تناول حلويات خاصة بهذه المناسبة منها حلوى الشعيرية.
التهلولة في عمان
يتلو المسلمون في سلطنة عمان كلمات التهلولة وهي نص روحاني ينطوي على تبجيل الله وتعظيمه وشكره على فضله ونعمته. يستمر الاحتفال طوال أيام عيد الفطر بالخروج للزيارات العائلية وتبادل التهنئة وتناول القهوة والحلويات.
تقبيل يد الكبار
وفي تركيا تتواصل عادة تقبيل الأطفال اليد اليمنى لوالدهم وجدهم وجدتهم حين يحصلون على العدية أو الحلوى، التي بدورها تتوزع بين شتى أصناف الحلويات التركية الشهيرة، على رأسها حلوى البقلاوة التي يقدمها الأتراك لضيوفهم، ويطلق الأتراك على عيد الفطر اسم « رمضان بيرم» بما يعنى نهاية شهر رمضان .
موروث كحك العيد
وتعدد طقوس المصريين في الاحتفال بعيد الفطر لكن اشهرها تناول كحك العيد والبسكويت والغريبة، غير ان كحك العيد يعد موروثا فرعونيا بالأصل وقد أطلق عليه اسم “الأقراص”، لكونه مستدير الشكل، يشبه قرص الشمس.
فصناعة الكعك في مصر الفرعونية، كانت طقسا يترجمون به احتفالاتهم وأفراحهم الدينية، طوال عصر الأسر مرورا بعصر الدولة الحديثة، وطوال العصور الوسطى حتي زماننا المعاصر .
وكما يقول الباحثون المتخصصون ، فان الشواهد التراثية سجلت صورا مفصلة لصناعة كعك العيد بمقابر طيبة ومنف، و صُور على جدران مقبرة الوزير رخمي رع، من الأسرة ال18، ، و كانوا يستخدمون نفس المكونات التي تستخدم حاليًا في صناعة الكعك، ويقومون بتشكيل العجين ، ويحشونه بحشوات طيبة المذاق.
كما كانوا يتقنون تشكيله بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية على شكل حيوانات أو أوراق الشجر ، ويرسمون على الكعك صورة الإله رع، على شكل قرص الشمس.
كما ظهرت صناعة الكعك في الدولة الطولونية، حيث تصنع في قوالب منقوشة عليها عبارة «كل واشكر». وكان الوزير «أبو بمر المادرالي» مهتماً بصناعة الكعك في العيد ، فكان يحشوه بالذهب.
إلى جانب ذلك، يحرص المصريون على الخروج للحدائق العامة وزيارة الأقارب لتناول السمك المملح الذي يتناولونه أيضًا في عيد شم النسيم الذي يحتفلون به منذ عهد المصريين القدماء.
معمول ومبرومة
ورغم أجواء الحرب في سوريا الا ان شعبها لا يزال يحافظ علي عاداته في الاحتفال بالعيد، مثل صناعة الحلوى كالمعمول والمبرومة، وتقديم العيدية للصغار
أصل العيدية
العيدية كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى العطاء أو العطف وهو لفظ اصطلاحي أطلقه الناس على كل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود في موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى كتوسعة على الموظفين وكانت تعرف في دفاتر الدواوين بـالرسوم ويطلق عليها التوسعة في وثائق الوقف، وذلك وفقًا لدراسة أثرية لعالم الآثار الإسلامية الدكتور على أحمد إبراهيم الطايش أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة.
وبدأت عادة توزيع العيدية منذ العصر الفاطمي وكانت توزع مع كسوة العيد خارجًا عما كان يوزع على الفقهاء وقرّاء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية وعندما كان الرعية يذهبون إلى قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلى أحد أبواب قصر الخلافة.
الجاكمية
الأصل في تسمية العيدية في عصر المماليك “الجامكية” وتم تحريفها إلى كلمة العيدية، وكان السلطان المملوكي يصرف راتبًا بمناسبة العيد للأتباع من الأمراء وكبار رجال الجيش ومَن يعملون معه وتتفاوت قيمة العيدية تبعًا للرتبة فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية وآخرون تقدم لهم دنانير من الفضة وإلى جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة وفى العصر العثماني أخذت أشكالًا أخرى فكانت تقدم نقودًا وهدايا كما يحدث في وقتنا الحالي.
سارة طالب السهيل

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد