المنصب في بلادنا – بقلم سامي محمد
العالم الان – – توسط له شقيقه ولم يدخر وسعا في تقبيل الأيادي ، ونافق لحملة حقيبة المسؤول عبر انسباء ، وقدم معلومات لها دخان ، حتى تمكن من تعيينه كشراء خدمة قصيرة ، اغتنمها مدخلا للوشاية بكل من كان في طريقه للوصول إلى مسمى مستشار في بلاط الوالي بحكم ما ادعى من خبرات جاء بها بعد ارداح من الزمان من بلاد الواق الواق يقال انها بلاد العم ذهب ، فساد وماد بلسانه المعوج ، وتمتع بما لذ وطاب من المزايا ، سواء تلك التي عرفها الناس أو تلك المحرمة التي بقيت سرا دفينا في دهاليز الوظيفة، واوصل كل من كان لا ذكر له من الخدم إلى مواقع لا جدارة لهم فيها، ويوما بعد يوم ، تكشف انه مدسوس يتبجح بإرسال كل مايرى وتعلم من المكان، والاكل أن المستشار لا فرق بين وجهه وقفاه ، كان بلا طعم او لون او رائحة ، ولا يحمل شهادات ما ادعاه، وتنظيره بلسانه المعوج وافكار المنقولة عن اتباعه البلهاء عاثت في الأرض فساد، تبين بأنه تجرع خيبات الزمن التي جلبها معه من واق الواق ، وتاكد بأنه غير قادر على حل مشاكله الشخصية ، فكيف يحل مشاكل الولاية ، أو حتى مشاكل الدهماء ، واقصى كل من كان ذو حنكة وجهد، إلا أنه كما صعد سلم المنصب بسرعة الصوت خلال ثلاث صيحات للخسف ، نزله بسرعة الضوء مع كل امتهان لكرامة الانسان ، لم يمانع ولم يبدي امتعاظا ، فالمهم ان يبقى بالحرملك التعبان ، وأن يحافظ على المكتسبات ويجمع مما لا يستحق من العطايا بحجة انه مسكين غلبان مدان لم يكون حياته بعد أن اجتاز عمره ما طال به الزمان وعاد من بلاد الذهب يقلب الكفان ليبحث عن مكان هنا بين الغلمان .
– الحديث عن الانتقال بآلية التعيين من قوائم الانتظار للإعلان المفتوح والمسابقات التنافسية فكرة مثالية ، لكن إذا كان التعيين بالمناصب العليا لايزال مرتبطا بالواسطة ، فكيف بقوائم التوظيف بالفئات ما دون ذلك؟