° مطار رامون … بقلم وليد أحمد
العالم الان – أثارت أول رحلة سفر تجريبية لفلسطينيين عبر مطار ( رامون ) إلى قبرص انقساما وجدلا واسعين في الأردن وفلسطين باعتبارها خطوة تطبيعية ، وقالت سلطة الموانئ والمطارات الإسرائيلية ( ٨/٩ ) بأنها ستسمح برحلات خاصة من مطار رامون لنقل ركاب فلسطينيين لبعض الوجهات في تركيا ، لكنها تراجعت واعلنت تأجيل برنامج الرحلات لأسباب غير معروفة ، وذكر ( أمير عاصي / المستشار الاستراتيجي لشركة أركيع للطيران التي نظمت الرحلة ) إن الرحلة جاءت عبر مبادرة خاصة بالتنسيق ما بين السلطتين الفلسطينية والإسرائيلية ، وهو ما يوجب توضيح ما يلي :
– يقع مطار ( تمناع – رامون الدولي ) في وادي تمنة جنوب النقب ، أنشئ بديلا لمطار إيلات ( ٢٠١١ ) على بعد ( ١٨ ) كم شمال إيلات وعلى بعد مئات الأمتار فقط من مطار الملك حسين في العقبة ، يبلغ طول المدرج ( ٣٦٠٠ ) م ويسمح بهبوط الطائرات الكبيرة ، افتتح (٢٠١٩/٢/٢١) وأطلق الاسم تخليدا ل( إيلان رامون / طيار عسكري وأول رائد فضاء إسرائيلي ) .
• اردنيا :
– قدمت السلطات الأردنية منذ ( ٢٠١٣ ) وبعد تشغيل المطار العديد من الاعتراضات لقربه من مطار الملك حسين الدولي في العقبة ل( منظمة الطيران المدني الدولي / إيكاو ) ، وأبلغ المنظمة رفضه التام لإقامة المطار لاعتبارات فنية وقانونية مرتبطة بتهديد سلامة الملاحة الجوية ، وخرقا لقواعد الطيران المدني الدولي خاصة اتفاقية شيكاغو للطيران المدني ( ١٩٩٤ ) وملاحقها ، حيث اتخذت المنظمة قرارا ( ٢٠١٩ ) بإلغاء مطار تمناع من خطة الملاحة الجوية للمطارات الدولية المعلنة ضمن ( خطة الملاحة الجوية لمنطقة أوروبا وشمال الأطلسي ) ما ادى إلى إيقاف رحلات شركات طيران أجنبية إلى هذا المطار في ضوء المخاطر المتصلة بسلامة الملاحة الجوية ، والمطار مستخدم من شركات طيران إسرائيلية بشكل محدود .
– من جهة أخرى أعرب عاملون في القطاع السياحي الأردني عن تخوّفهم بعد افتتاح مطار رامون الإسرائيلي بالتزامن مع تدشين ( منتجع Dessert Rock السياحي السعودي المحاذي للعقبة ) الذي أعلن عن فكرته ولي العهد السعودي بتاريخ ( ٢٠١٧/٧/٣١ ) على حركة السياحة في العقبة ، حيث يضم المشروع الجبلي ( ٤٨ ) فيلا و ( ١٢ ) غرفة فندقية بشكل عصري منخرط بالطبيعة الجبلية للمنطقة ، بمساحة إجمالية ( ٣٤ ) ألف كم٢ ، ويتضمن أكثر من ( ٩٠ ) جزيرة طبيعية ، ويتوقع القطاع السياحي أن يشهد الاردن انخفاضا في الحركة السياحية وسط غياب لأي قرارات حكومية من شأنها التخفيف أثر هذه التهديدات .
• إسرائيليا :
– مطار تمناع – رامون / في ايلات ، قدرته الاستيعابية ( ٢ ) مليون راكب سنويا قابل للتوسع إلى ( ٤،٢ ) مليون راكب ، وهو أحد ( ٣ ) مطارات دولية معترف بها من ( الاتحاد الدولي للنقل الجوي / الإياتا و منظمة الطيران المدني الدولى / إيكاو ) وهي : مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب ومطار حيفا ، ويوجد في اسرائيل ( ١١ ) مطارا داخليا مسجلة في ( اياتا ) بالاضافة الى ( ٩ ) مطارات عسكرية وميناء فضائيا .
• السلطة الفلسطينية :
– قال ( رئيس الوزراء الفلسطيني / محمد اشتية ) أن لا مطار رامون ولا غيره بديل عن عمق علاقة فلسطين بالأردن ، وأضاف خلال تدشينه بصحبة ( رئيس الوزراء الأردني / بشر الخصاونة ) محطة تحويل كهرباء الرامة لتزويد السلطة بالطاقة الكهربائية ، إذا ما أرادت إسرائيل التَسهيل على الفلسطينيين فلتفتح مطار القدس ، ورغم هذه التصريحات يجدر ملاحظة ما يلي :
. من حيث التطبيع حجم التبادل التجاري بين السلطة وإسرائيل كبير ما يعني أن قصة المطار لن تضيف بعدا جديدا للتطبيع .
. كلفة السفر من فلسطين الى مطار الملكة علياء ثلاثة اضعاف التكلفة للسفر من فلسطين الى مطار رامون ، كما أن تعقيد الاجراءات على الجسر والمعابر مقابل سهولة الاجراءات للوصول الى رامون يجعل الوصل للمطار اقل كلفة واكثر يسرا ، وهو ما اثار انتقادات لإدارة جسر الملك حسين وسط مطالب بتحويله إلى محطة ركاب حديثة يتمكن المسافرون المرور عبرها بسرعة وسهولة ما يمنح السفر عبر عمان افضلية .
• ردود الفعل :
– بحسب الخبراء كشف تسيير الرحلة عن ازمة بين عمان ورام الله ، حيث ترفض السلطة علناً الإجراء الإسرائيلي لكنها على الأرض لا تقوم بأي خطوة تعكس موقفها ، فيما صمتت عمان لتجنب أي مواجهة مع اليمين الإسرائيلي ولم تستعمل أوراق قوتها في العلاقة مع اسرائيل لمنع الرحلة ، وبدا الجانبان الفلسطيني والأردني أضعف في مواجهة خطة عدائية إسرائيلية ترعاها الولايات المتحدة لضرب مفهوم الجسور والمعابر ، ما سيلحق خسائر بالاقتصاد الأردني تصل إلى ( ٣٥٪ ) من عوائد قطاع السياحة خاصة برامج العمرة ، إضافة إلى رسوم الضرائب عدا عن توقف حركة نقل الفلسطينيين عبر مطار الملكة علياء الدولي .
• الخلاصة :
– ضرورة وضع خطة حكومية تتضمن ما يلي :
. مواصلة التحرك على منظمتي ( اياتا وايكاو ) لمنع تشغيل مطار ( رامون ) ، ورفع القضايا لدى الجهات الدولية المختصة كما تنص على ذلك اتفاقية شيكاغو ، كون انشاء المطار مخالف للقوانين الدولية .
. تغليب المصلحة الوطنية وربط هذا الملف بتدشين المرحلة الأولى والثانية من محطة تحويل كهرباء الرامة التي بدأت مع السلطة الفلسطينية ( ٨/٢٥ ) لمضاعفة إمدادات الكهرباء الاردنية المبيعة لمدينة أريحا بالضفة ( ٤٠-٨٠ ) ميغاوات لتقليل الاعتماد على الكهرباء التي توفرها إسرائيل ، والتوسع بتزويد الكهرباء لمناطق : القدس ، رام الله ، البيرة وبيت لحم .
. تسهيل إجراءات عبور الجسور .
. زيادة حجم التبادل التجاري الأردني – الفلسطيني ، حيث بلغت واردات السلطة من إسرائيل ( ٣،٤٨ ) مليار دولار وحجم الصادرات ( ١،٣ ) مليار دولار ، كما يعمل ( ١٥٣ ) الف عامل فلسطيني في اسرائيل والمستوطنات .
. الاستمرار في انشاء مطار الاغوار لتوفير نوافذ اقتصادية للاردن على العالم .