الكسبي يرعى المنتدى الوطني الأول للمساكن في الأردن

0 285

مندوبا عن رئيس الوزراء رعى وزير الأشغال العامة والإسكان معاالي المهندس يحيى الكسبي فعاليات المنتدى الأول للمساكن في الأردن بحضور عدد من النواب وممثلي السفارات والهيئات الدبلوماسية والمنظمات الأممية والدولية.

هذا وقد القى وزير الأشغال كلمة في المنتدى نقل خلالها تحيات دولة رئيس الوزراء بشر الخصاونة ، وبين خلال كلمته اهمية هذا المنتدى في ظل التطور الذي تشهده المملكة وازدياد اعداد السكان ومشكلة اللاجئين .

كما تحدث النائب هايل عياش مرحبا  بهذا المنتدى وابلدور الذي تلعبه مؤسسة الهابيتات ، شاكرا كل ما قامت به من دور خاص في هذه الظروف الإستثنائية.

فيما تحدث السيد موسى نفاع مدير برنامج الأردن ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، مؤسسة الهابيتات من أجل الانسانية وبين اهمية المنتدى ، خاصة انه جاء بعد عام من احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية بدخولها المئوية الثانية، مما يعبر عن مدى الاهتمام في عملية التطور الحضري والعمراني الذي شهدته الممكلة خلال العقود السابقة، اذ ان المئوية تحكي قصة وطن بني بإرادة شعب وعزم قيادة هاشمية، لنمضي معا بالأردن نحو التطوير والبناء والازدهار.

وقال نفاع :
يعقد هذا المنتدى في ظل ظروف استثنائية جدا بسبب تبعات الأزمة الصحية العالمية مع وباء COVID-19، وتعتبر المدن والمناطق الحضرية في مركز تلك الأزمة، حيث سجل أكثر من 90% من جميع حالات الاصابة ضمن المدن والمناطق الحضرية في مختلف أنحاء العالم، وقد أثبتت الدراسات أن العلاقة بين المدن والوباء هي علاقة معقدة للغاية، فان المحددات الرئيسية للمخاطر بالنسبة لسكان المناطق الحضرية ترتبط أساسا بعدم المساواة والسكن غير اللائق وعدم الوصول الى المياه النظيفة والصرف الصحي، وارتفاع معدلات تلوث الهواء، حيث أن مستويات العدوى المحلية ترتبط بشكل أساسي بمستويات الفقر، وبالتالي أن ادارة واحتواء أزمة الوباء بشكل فعال تتطلب معالجة قضايا أساسية ترتبط بعدم المساواة، وبالفقر والاقصاء ضمن المدن والمناطق الحضرية.
يشهد الأردن معدلات نمو سكاني مرتفعة، اذ يتجاوز عدد سكانه ال 10 ملايين نسمة، ثلثهم تقريبا من اللاجئين، وقد تسبب هذا العدد الكبير من موجات اللجوء في ضغوطات شديدة على الخدمات العامة، وتسبب في اجهاد موارد المياه والطاقة، واضافة الى ذلك ازدادت الأعباء على السلطات المحلية، مع ارتفاع حاد في تكاليف المعيشة منذ العام 2011، مما أثر بشكل كبير على المجتمعات المحلية المتضررة. اذ أنه في العام 2016 تم تصنيف الأردن على أنه أكبر دولة مضيفة للاجئين من حيث نصيب الفرد في العالم، تليها تركيا وباكستان ولبنان.

يعتبر توفر المساكن والقدرة على تحمل تكلفتها للأسر ذات الدخل المنخفض يمثل تحديًا مستمرًا للأردن. تشير التقديرات إلى أن 30٪ من الأردنيين و 48٪ من اللاجئين السوريين يفتقرون إلى السكن بأسعار معقولة، اذ أنه أكثر من 30% من دخل الأسرة يتم انفاقه على السكن، والغالبية العظمى من اللاجئين السوريين في المجتمعات المضيفة هم مستأجرين، من بينهم 7% أفادوا بأنهم طردوا مرة واحدة على الأقل في العام الماضي. كما ويعيش غالبية اللاجئين السوريين في الأردن خارج مخيمات اللاجئين ، وينتشرون في المدن والبلدات، مما أدى إلى ما يقارب من مليوني أردني ولاجئ سوري يعيشون دون الحصول على سكن ميسور التكلفة، و 1.36 مليون يعيشون في ظروف سكنية دون المستوى المطلوب. اذ تشير تقارير البنك الدولي الى أن 70% من الأسر الأردنية لا تستطيع تحمل تكاليف السكن الملائم. بالإضافة إلى ذلك ، يؤدي ارتفاع معدلات إيجار المساكن إلى زيادة ضعف الأسر الأردنية واللاجئين السوريين – حيث يواجهون المأوى غير الملائم ، ونضوب المدخرات ، والتوترات الاجتماعية وعمليات الإخلاء القسري من قبل المالكين.

لا تزال الظروف المعيشية صعبة ويمثل الوصول إلى سبل العيش تحديًا مستمرًا بسبب الركود الاقتصادي في الأردن، خصوصا في ظل ما نشهده من حروب ونزاعات على المستوى العالمي. على مدى العقد الماضي ، كانت استجابة المجتمع الإنساني الدولي لآثار أزمة اللاجئين السوريين كبيرة ، لكنها لا تزال تعاني من نقص حاد في التمويل. وبالتالي ، فإن الفئات السكانية الضعيفة غير قادرة على تأمين سكن لائق ، وبالتالي تستقر على مساكن دون المستوى. بينما يدفع الأردنيون الفقراء مبلغًا كبيرًا من الإيجار مقابل أماكن إقامة دون المستوى ، تعيش العديد من العائلات السورية حيث يمكنهم العثور على إيجار مخفض ، مما يقودهم إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين أو المناطق المحيطة بها. في مثل هذه المجتمعات الحضرية ، تكون الظروف المعيشية للأسرة والأحياء خطرة على السلامة والصحة والأمن.

تتمثل مهمة هابيتات من أجل الانسانية في توفير مأوى لائق بأسعار معقولة للأسر ذات الدخل المنخفض، ونسعى الى تحقيق رؤيتنا في عالم يتمتع فيه كل فرد بمكان امن ولائق للعيش، حيث أن الهابيتات من أجل الانسانية تعمل في أكثر من 70 دولة حول العالم، وقدمت خدماتها الى حوالي 40 مليون عائلة، ومن المهم ذكره بأننا نعتبر واحدة من أكبر المنظمات الغير ربحية التي تعمل في مجال البناء في العالم. نعمل في الأردن منذ حوالي 20 عاما، حيث أننا خدمنا أكثر من 10 ألاف عائلة (ما يقارب 50 ألف فرد) من ذوي الدخل المحدود لتعزيز وصولهم الى المأوى لتحسين ظروفهم المعيشية من خلال أنشطتنا الانشائية، والدعم المالي، والبناء الأخضر، وبناء واعادة ترميم للبنية التحتية المجتمعية والمرافق العامة بالشراكة مع وزارات التنمية الاجتماعية، الصحة، التربية والتعليم والجمعيات المحلية. انه من الجدير ذكره بأن 10% من المستفيدين من خدماتنا هم من الأشخاص ذوي الاعاقة، و18% من كبار السن، و9% أسر اناث.

ان الهابيتات تعمل تحت مظلة أهداف التنمية المستدامة والأجندة الحضرية الجديدة، وهنا أود أن أشير الى أهمية العمل سويا في دعم العمل المناخي على المستوى المحلي وبناء قدرة المدن الأردنية والعربية على التصدي لتأثير تغيرات المناخ والتخطيط للاستجابة والتعافي الأكثر اخضرارا في المنطقة، وهناك فرصة هامة يجب علينا اسغلالها في المنطقة ولتعزيز العمل المناخي ودور المدن والمناطق الحضرية، وهي الدورة ال 27 و ال 28 لمؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية والتي ستعقد على التوالي في شرم الشيخ وثم في دبي. ان الأردن والمنطقة العربية بشكل خاص هي من أشد المناطق عرضة للأثار السلبية لتغيرات المناخ وارتفاع منسوب سطح البحر وزيادة الجفاف بما فيها العواصف والفيضانات.

انني على ثقة بأن المدن الأردنية تمتلك الوسائل لادارة الأزمات وتحولها الى مراكز ديناميكية ومرنة ومبتكرة، فمن خلال التخطيط السليم يمكن للتحضر بأن يساعد على التغلب على العديد من التحديات بما فيها الفقر وعدم المساواة المكانية، التدهور البيئي، التغيرات المناخية، والهشاشة وغيرها. وتعتبر أيضا عملية التخطيط وصنع القرار المتكاملة وبالاضافة الى أنظمة الرصد والتقييم الفعالة ضرورية جدا للاستفادة من امكانيات عمليات التحضر والتنمية العمرانية.

اسمحوا لي السيدات والسادة الحضور الكرام على أن أشدد على أهمية الشراكة وتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الفاعلين بما في ذلك منظمات المجتمع المحلي والجهات الأكاديمية والقطاع الخاص لبلورة وتنفيذ سياسات التنمية الحضرية التي تعزز النهج المستدام والمتكامل استنادا الى مبادئ الانصاف والحوكمة الرشيدة والشفافية والتضامن ، ومن هنا تأتي أهمية هذا المنتدى كالية للتشاور وتبادل الخبرات وتحديد الأولويات الوطنية، املين بتشكيل لجنة استشارية للاسكان، لتتبنى وتتابع التوصيات التي سنخرج بها اليوم لتحسين قطاع الاسكان في الأردن والتوصيات الممكن تقديمها الى الحكومة الأردنية والجهات المانحة، راجيا منكم التكرم بالعلم بأن العضوية متاحة للجميع.
من المهم ذكره بأن هذا المنتدى الأول من نوعه في الأردن هو جزء من منتدى المساكن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2022 الذي سيعقد في تشرين الاول والثاني 2022 و يشمل الأردن ومصر ولبنان. يعد منتدى الإسكان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أيضًا جزءًا من سلسلة منتديات المساكن العالمية، التي ينظمها هابيتات من أجل الإنسانية بالتعاون مع العديد من المنظمات الشريكة في مناطق مختلفة من جميع أنحاء العالم، وسأتشرف بتحمل مسؤولية مشاركة مخرجات المنتدى في الأردن مع جميع المشاركين في هذه المنتديات.

 

 

 

 

 

مقالات ذات الصلة

اترك رد