دور جيل السوشيال ميديا و الاعلام التفاعلي في الحفاظ على التراث الفلسطيني : بقلم هبة شروف
العالم الان – لا يخفى على المطلع على الشأن الفلسطيني أهمية وسائل الاعلام الجديد والسوشيال ميديا في نقل القضية الفلسطينية للعالم، كما وتسليط الضوء على حياة الفلسطينيين بتفاصيلها، تاريخ القضية وحاضرها.
وضيفتي لحديثي هذا هي الكاتبة والمخرجة تمارا ابو لبن ,والتي حصلت على شهادة الماجستير في الانتاج التلفزيوني السينمائي , وقد شاركت في العديد من الاعمال الوثائقية التلفزيونية والسينمائية ,كما انها شاركت في العديد من المهرجانات الدولية و العالمية، وتعمل الآن كمحاضرة في جامعة بيت لحم ,ولها العديد من الابحاث و المقالات في النقد السينمائي و الفني .
وقد شاركت في الندوة التي نظمتها دائرة اللغة العربية –برنامج الاعلام التفاعلي برعاية مركز الدكتور سعيد عياد في جامعة بيت لحم بالشراكة مع وزارة الثقافية الفلسطينية وقد تم مناقشة “دور جيل السوشيال ميديا و الاعلام التفاعلي في الحفاظ على التراث الفلسطيني .
ما هو الهدف من عقد هذه الندوة ؟
هذه الندوة تهدف الى تسليط الضوء على التراث الفلسطيني ودور الاعلام في نشر هذا التراث سواء بين الأجيال الصاعدة فلسطينيا و عالميا، فيلعب الاعلام دور مهم جدا وتحديدا (الاعلام التفاعلي ) في نشر الثقافة الفلسطينية و الحديث عن القصص والروايات الفلسطينية . وهذا ما قد اكد عليه الدكتور زياد بني شمسة في الندوة، و هو أهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني بكافة الطرق الإعلامية و الأدبية و الفنية، فهناك مخاطر جسيمة على الرواية الفلسطينية من قرصنة الاحتلال لتراثنا الثقافي و مخاطر الإثنية الثقافية والغزو الكولونيالي في التراث الثقافي و الفني و الفكري الفلسطيني.
ما هي نظرتك لواقع تراث الفلسطيني ؟
بكل صدق انا أرى , إن واقع التراث الفلسطيني هو عمل غير ممنهج للأسف، لأننا نعمل مبادرات فردية للحفاظ على التراث ,إضافة الى أن مزانية وزارة الثقافة الفلسطينية قليلة جدا ولا يوجد أي مبادرات حكومية بشكل ممنهج يسعى للحفاظ على هذا التراث. مثال على واقع التراث الفلسطيني : وجود مباني يزيد عمرها عن 200 سنة يتم هدمها من أجل بناء مبنى حديث وهذا امر مؤلم لواقع التراث الفلسطيني . وقد أكده الأستاذ عنان شحادة في الندوة. ومع الاسف هناك تقصير من قبل وسائل الاعلام و الإعلاميين في تغطية قضايا التراث الفلسطيني فهو لا يقل أهمية عن الاخبار الاقتصادية و السياسية و الرياضية وغيرها .
كيف اثرت قرصنة الاحتلال على التراث الفلسطيني ؟
اعتقد ان قرصنة الاحتلال لم تأثر علينا فنحن متمسكون بأرضنا وهويتنا و تراثنا ومبادئنا و عاداتنا و تقاليدنا ولكن الاحتلال يعمل بشكل ممنهج لنسب هذه الثقافة الغنية له، ،عمل على عملية إحلال و استبدال للفلسطيني وارضه وثقافته.
وهنا يتحدث فلم للمخرج الفلسطيني من مدينة الناصرة إيليا سليمان الذي نشاهد فيه قرصنة الاحتلال على المأكولات الشعبية وكيف يقومون بصنع ثقافه لهم من خلال سرقة الثقافة الفلسطينية ونسبها لهم .
ما هو دور الإعلام التفاعلي في الحفاظ على التراث الفلسطيني؟
اني اؤمن بأهمية الاعلام الخارجي الذي يعتبر جزء من السياسة الخارجية و مخاطبتنا للغرب و العالم , لأن الاعلام عندنا موجه لداخل بشكل كبير جدا و هذا لا يكفي من اجل الحفاظ على التراث، ونحن لا نعمل بشكل ممنهج لمخاطبة العالم .
مثال: عندما نبحث عن مدرسة لتعلم الدبكة الفلسطينية على اليوتيوب , لا يوجد ولكن عندما يقوم الاحتلال بسرقة الدبكة الفلسطينية ونسبها له وفتح مدرسة لتعليم الدبكة عندها نتنبه لأهمية الدبكة وانها من واقعنا , وهذا دليل على اننا لا نعمل بشكل مدروس نحن نعمل بشكل ردة فعل فقط (لكل فعل ردت فعل ) , أيضا من المهم نقل الاكلات الشعبية الفلسطينية الى العالم من اجل معرفة انها اكلات فلسطينية و ليست اسرائيلية .
ما هي الصورة التي أدرتي ايصالها من خلال الفيلم القصير الذي قمتي بعرضه ؟
الصورة التي اردت ايصالها هي ان المرأة باختلاف الأجيال لا تزال متمسكة بالأرض. هناك علاقة قوية بين المرأة و الأرض، فنحن نرى علاقة العشق هذه على الثوب الفلسطيني، فهي تخط عليه ما تشاهده في الأرض وترسم وتخيط(الورد و السرو) فتشعر انها متصلة في بفلسطين روحا وأرضا.
واردت ان اسلط الضوء أيضا على الفتاة الفلسطينية في 2022 التي تسكن في مكعبات اسمنتية محاطة بجدار الفصل العنصري و بعيدة عن الأرض المسلوبة، ولكنها متمسكة بثوب جدتها وتراثها و الثقافة الفلسطينية مع العلم ان الواقع الذي نعيشه صعب، ولكن نستنتج ان التمسك اقوى من الواقع الذي فرضه الاحتلال.
وفي الختام استذكرمداخلة شعرية في الندوة لدكتور زين العابدين العواودة حيث حثنا على ضرورة الحفاظ على موروثنا الوطني الفلسطيني وقد قال : ( لا أمةَ حيةً دون تراث) وشاركنا في كلمات من قصيدته:
(طُرُوْزُ الثَّوبِ مِيْرَاثِيْ وَتَفْنِيْنِيْ)
حَبَكْـنَا خَيْطَــنَا شِعْـــرًا * عَلَىْ الثَّوْبِ الفلَسْطِيْنِيْ
حَرِيْرًا نَاطِقًا بِالأَصْــــ * ــــلِ أَلْــــــوَانًا بَسَاتِيْـــــــنِيْ
حَكَــــــىْ زَهْـــرًا لِنَبْــــــ * ـــــــــتِ الأَرْضِ يَرْوِيْنِــــــيْ
فَبِالتَّطْرِيْــــزِ أَغْــــنَاهَا * عَلَىْ الجَنْبَــيْنِ تَفْنِيْنِـــــــيْ
رَوَاءً بَاذِخَ التَّارِيْـــــــــخِ * فِيْ أَرْضِـــــيْ وَتَكْوِيْنِــــيْ
لَهُ سَـــرْدٌ عَرِيْـقٌ ظَـــلْـ * لَ يَحْــيَانِـــيْ فِلَسْطِيْنِــيْ
بِأَسْفَارٍ عَلَـــتْ مَجْـــدًا * رَوَتْ عِــــــــــــزًّا يُزَيِّينِــــــيْ
فُصُوْلُ العَيْشِ جَلَّاهَا * بِمَحْـــــــيَاهَا عَنَاوِيْنِــــــــيْ
طُقُوْسُ الفِكْرِ وَالأَخْلَا * قِ رَسَّـــــتْهَا قَوَانِيْنِـــــــــيْ
بِذُخْرٍ سَامِـــقِ المَبْنَىْ * عَلَىْ مَعْنًــــى يُرَسْيِنِـــــيْ
طُرُوْزُ الخَيْــطِ بِالأَشْكَا * لِ حَاكَتْـــــــــهَا دَوَاوِيْنِـــيْ
هبة الشروف