لغتي هويتي فلماذا تتلاشى؟ بقلم: الأستاذة كوثر النهدي والأستاذ نادر سكاكية
العالم الان – اللغة بشكل عام أداة تواصل بين الشعوب إذ تعتبر هوية ثقافية و رمزية و كيانا وجوديا و صرحا للمجتمعات كما هي نهجها التاريخي و التقدمي إذن فاللغة العربية لغة عالمية لذلك خصص لها يوم عالمي يوافق 18 ديسمبر من كل سنة و هي لغة تواصل مع الشعوب العربية أضف إلى أن اللغة العربية دون شك هي لغة شاعرية قرآنية بلاغية ( البوعناني ، ٢٠١٨)
، هي أم الأدب و الحضارة ( الناهي ،٢٠١٥)
كما هي لغة الأعراب السالفين و هنا دور السائل أن يسأل لم اليوم تتلاشى قيمة هذه اللغة ؟ و إذا ما سلّمنا بأن لغة الضاد هي اللغة الأم للعالم العربي، لماذا إذن يعزف اليوم أبناؤها عن ذكرها و ذكر فضائلها و التواصل بها ؟
أسباب تراجع قيمة اللغة العربية :
أولا : يستسهل المعلم اليوم شرح درسه باللهجة العامية و هذا من شأنه أن يجعل الطالب غير قادر على التواصل باللغة العربية لأنه و كما نعلم أن تقنية الاستماع تقنية ناجعة في ترسيخ المفردات اللغوية في ذهن الطالب.
ثانيا: لا توجد برامج كافية محفزة لاستخدام اللغة بشكل سليم و دائم.
ثالثا:عدم وجود برامج تعليمية مخففة للطلبة إذن فالبرامج المثقلة أو المشددة لها أن تثير استنفار الطالب.
رابعا:لا يوجد أنشطة لا منهجية، نقصد باللامنهج عدم خضوع البرامج التعليمية للنظام الأكاديمي البيداغوجي الصارم الذي يكون في بعض الأحيان رتيبا و بالتالي يبعث في نفوس الطلاب ضجرا.
خامسا: عدم فتح الأبواب للندوات المحلية العلمية و الثقافية التي من شأنها أن تعزز اللغة العربية كما لم يتم لفت النظر للنوادي التي تجري فيها مسابقات شعرية و مناظرات ذلك أن معظم المناظرات لا تتم إلا باللهجة العامية.
سادسا:يعاني الكثير من الطلبة من عدم التوصل إلى إدراك القواعد اللغوية التي تحتويها كتب النحو العربي إذ تحمل هذه الكتب بعض الصعوبات و التعقيدات في تحليلها لبعض الظواهر اللغوية و هنا نلاحظ الفجوة الحاصلة بين اللغة العربية قديما و بين اللغة العربية اليوم و قد لامستها أيادي الحداثة.
سابعا :عدم الاهتمام بتقنية القراءة.
وهنا قمنا بوضع بعض الحلول الممكنة:
منها : أولا : الالتفات إلى قيمة الأبحاث العلمية التي تنظر في اللغة و الحضارة و الآداب العربية و تشجيع الطلبة على البحث لمزيد كشف ما يمكن أن تخفيه العربية. ( إدريس ، ٢٠٢٠)
ثانيا : على المعلم أن يغرس قيمة القراءة في الطلبة لأن القراءة كما نعلم تثري الزاد المعرفي و اللغوي عند الطالب.
ثالثا: غرس قيمة اللغة العربية عند الطلبة من خلال إطلاعمهم على ما تركه الأجداد من آثار لغوية بتبسيطها ،بتسهيلها دون إسقاطها في فراغ المعنى و الدلالة و دون انتشالها من صرامة أنظمتها.
رابعا : توظيف الأمثلة الحية لترسيخ قواعد اللغة العربية لتقريبها أكثر من الحياة العامة للفرد.
خامسا: الارتقاء باللهجة العامية إلى مستوى اللغة و تخصيص حصص أكاديمية تبحث في العلاقة بين اللهجة العامية و اللسان العربي.
سادسا : إنشاء حصص تواصلية يتم فيها الاعتماد على توظيف اللغة بالتواصل بها و ذلك عن طريق التحدث داخل ثنائيات أو مجموعات لنشر الإفادة و تعزيز قيمة الوعي باللغة و الوعي بالذات الناطقة.
تعد اللغة فخرا لمتبنيها و سلاحا به يتصدى الإنسان إلى جميع أشكال اللاإنتماء و اللاهوية و تعد لغة الضاد فخر الشعوب العربية و رمز تقدمها، و من خلال ما قدمنا يمكن الاستخلاص إلى أنه يجب علينا أن نتبنى رؤى إستراتيجية لبرنامج تعليم وتربية ونشر اللغة العربية وتعليمها، وغرس قيمتها في الأجيال القادمة، وإعادة الاعتبار لها باستخدامها في كل المحافل الدولية، وجعلها لغة للتأليف والبحث العلمي والتطوير.