حاضِر ،،،، نشوة الهَيمنة ، ولذّة الخُضوع د.لينا جزراوي
العالم الان – ينتشِر في مُجتمعاتنا العربيّة نموذجٌ من الرجال الذين يُفضّلون المرأة الخاضعة، الخانِعة الّتي لا تُناقِش أو تُجادل شريكها في شيء ؛ نموذجٌ يهزّ رأسه بالموافقة دائمًا . امرأة تقبل املاءات تأتيها من رجلٍ هو شريكها ، وتقبل بأن لا تُشارك في قراراتٍ تخصّ حياتهما معًا ، وهي بهذا السّلوك تتنصّل تمامًا من تحمّل مسؤوليّة القرارات ؛ هذا على فرض أنّها تقوم بذلك وهي بكامل وعيها، ورِضاها ، وليست مُجبرةً ؟ أما الرجل الّذي يُحبّ هذا النموذج ، و يُمعِن في التسلّط على شريكته ، وفرض رأيه عليها ،وعزلِها ، وتهميشها عن أمور وتفاصيل حياةٍ يُفترض أنّها مُشتركة ؛ اعتِقادًا منه بأنّ هذا السلوك هو ضربٌ من الرّجولة ، فهو برأيي نموذجٌ يُعاني اضّطرابًا سلوكيّا ؛ سببه هيمنةً تُمارَس عليه في مجتمعه تُشعِره بالعجز ، والضّعف ،فيبحث عن الضّعفاء في حياته ليُمارِس عليهم عجزه هذا على شكل تسلّط، واستِفراد بالقرار، وتهميش ، وأحيانا عنف بأشكال مُختلفة . و أيُّ علاقة يكون فيها أحد الأطراف خاضِع، والآخر مُهيمِن هي علاقة بالضرورة غير صحيّة ، وتحتاج لمُعالجة . فكيف يمكن أن ننظر لهذا النوع من العلاقات على أنه طبيعي !!! وكيف يمكن لامرأة ان تقبل وجودها في حياة رجلٍ كمنفّذ للأوامر بدون حدٍّ ادنى من النّقاش والجدل أو حتّى أبداء الرّأي !! فلا يُمكنني ان أفهم هذا الشكل من العلاقة على انه طبيعي ابدا ، لأن الطبيعي هو في التوازن و في توزيع المهام والادوار بين طرفيّ مُؤسسة الزواج على أساسٍ من الشراكة ، والحوار، وتبادل الرأي ، فلا العنف والتسلّط من علامات الرجولة ، ولا الخضوع والرضا ،والسكوت من علامات الأنوثة، والكلمة السحرية ( حاضِر) التي تُنعِش قلوب بعض الرّجال يجب مَحوها من مخزوننا الثقافي لأن فيها إهانة لقيم الرجولة ، وقيم الأنوثة معا.