المجاهدة البطلة نعمة العبد القادر أبوقيزان – صالح العجلوني

0 1٬993

المجاهدة البطلة
نعمة العبد القادر أبوقيزان

لقد غادرتنا الليلة الماضية الحاجة نعمة عبدالقادر أبو قيزان…ولمن لم يسعفه الأسم لفك عجمة الدهشة لديه نقول: نعمة عبد القادر أبو قيزان؛ أستاذة الإتصالات السرية مع رب البرية، نعمة عبدالقادر أبوقيزان صاحبة المسابح(جمع مسبحة) التي فكت قيد المحابس، نعمة عبد القادر أبو قيزان صاحبة السجادة التي ما انطوت، نعمة عبدالقادر أبوقيزان صاحبة السجادة التي تعطرت بالطهر ودموع الصبر…نعمة عبدالقادر أبو قيزان بطلة أردنية صريحية لم تسجل الكميرات بطولتها ولم توثق الشاشات عملها، ولم تعلم جمعيات تمكين المرأة عن مدى تمكنها من خلخلة حصون الطغيان، ولم يدري عن ريادتها أحد وهي تبر المحتاجين او وهي تتصدق على المساكين فهي لا تجيد التقاط الصور؛ وهي تعلم أن الله يسمع ويرى، وهي فوق ذلك لم تمتلك حسابات في وسائل التباعد الإجتماعي، ولا تجيد التقاط سلفي والمساكين خلفي، ولكنها قطعا تجيد الوقوف بين يدي ربها، نعم هي كذلك وأكثر؛ فقد عقلت نبض قلبها برباط الصبر وطرقت باب الرحمن بالذكر حتى خلخلت قيود القهر وأخرجت من بين القضبان سلطانَ.
فقيدتنا الليلة هي والدة البطل الأردني المحرر من سجون الطغيان الصهيوني عميد الأسرى الأردنين سلطان العجلوني، لذي أمضى في سجون الاحتلال سنوات عمره الحسان، وكانت خلفه هذه المناضلة البطلة هي والمرحوم والده وباقي إخوته، تعاني مرارة القهر ووحشة الأسر.
فجمعت في رحلة حياتها؛ صبر أيوب وأسف يعقوب وتسبيح يونس، وعلمت أن الله على كل شيء قدير؛ فأوكلته بالتدبير؛ فكانت تجأر له بالدعاء آناء الليل وأطراف النهار وكانت تملأ سمع المكان والزمان بالذكر والشكر حتى بلغت مرادها وفكت مهجة فؤادها.
وكم هو مؤسف أن تملتئ جغرافيا الأردن بنماذج من المكافحين والمكافحات والصابرين والصابرات والصادقين والصادقات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات، ولا تتسع شاشاتنا إلا للنكرات .
رحم الله مدرسة الصبر واستاذة الذكر والشكر الحاجة المناضلة البطلة العابدة الزاهدة نعمة العبد القدر أبو قيزان ونسأل الله في علاه أن يسكنها الفردوس الأعلى من الجنة.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد