لصوص الأضاحي الكاتب: صالح العجلوني
لصوص الأضاحي
اللحمة والعسل وزيت الزيتون ومشتقات الألبان؛ سلع استهلاكية مهمة، يكثر فيها الغش والخداع والتلاعب من قبل منتجيها او باعتها؛ لذلك احرص على شرائها من عند شخص معروف لديك بالأمانة والمصداقية.
وأحببت ان اتناول معكم موضوع لصوص الأضاحي؛ لأننا نقف على بعد أيام معدودة من عيد الأضحى، حيث تنشط حركة بيع وشراء الأضاحي على جنبات الطرق وعند الملاحم والمزارع، وهذه ظاهرة سنوية، وطقوس احتفالية، وتعبدية اعتدنا عليها؛ فالتاجر له الربح والسعادة والمشتري له من الله الأجر والمغفرة والزيادة،
وكما يعلم الجميع أن عملية ذبح الأضحية وسلخها وتقطيعها بحاجة إلى أماكن وأدوات خاصة غير متوفرة على الأرجح في منازلنا؛ لذلك يلجأ الكثير ممن ينون التقرب إلى الله بهذه الشعيرة إلى ذبح أضحيتهم عند الباعة وأصحاب الملاحم؛ فهم أهل الكار وأدرى بصنعتهم، ولما كان الكادر البشري المتواجد في الأيام العادية داخل الملاحم لا يقوى على مجارات زخم الطلب، وتلبية رغبة الزبائن في تقطيع وتقسيم الأضاحي؛ يعمد الكثير من أصحاب هذه الملاحم إلى شراء خدمات الكثير من الشباب المتمرسين على أعمال الذبح والسلخ والتقطيع؛ ليساعدوهم في أيام عيد الأضحى ليقوموا بتقديم خدمات الذبح وما بعد الذبح للزبائن؛ حيث يرغب الكثير من الزبائن بتقسيم الأضحية إلى حصص متساوية او متفاوتة في الأوزان ليقوم بتوزيعها على الأقارب والفقراء والمحتاجين. إلى هنا لم أقدم لكم إي جديد، فكلكم يعرف هذه التفاصيل أكثر مني، ولكن ما أود لفت النظر إليه هو، أن هناك ظاهرة مؤسفة ومشينة بذات الوقت، ناهيك عن حرمتها؛ إلا وهي قيام بعض صبية اللحامين بالسرقة من لحوم تلك الأضاحي على حين غفلة من الزبائن ومستغلين في نفس الوقت انشغال صاحب الملحمة في عمليات البيع والذبح فلا هو قادر على مراقبتهم ولا الزبون قادر على متابعتهم، وخاصة إن كانت المضحية من النساء، فهي لحيائها او لأسباب أخرى لا تتمكن من الوقوف أمام الباعة وملاحمهم؛ لمشاهدة كافة التفاصيل المتعلقة بالذبح والسلخ والتقطيع والتقسيم، وربما تكتفي بدفع الثمن وحضور الذبح فقط، ثم تذهب لتجلس بسيارتها، أو تبتعد عن مكان البيع والذبح لكي لا يطولها شيء من الدماء والأوساخ؛ فيستغل صبية الملاحم ذلك، ويقومون بسرقة أجزاء من تلك الأضاحي؛ لأخذها لهم أو لبيعها أو لأي سبب آخر، ضاربين بعرض الحائط كل المحارم والقيم والأعراف.
لذلك نهيب بالإخوة الكرام والأخوات الفضليات إلى أخذ هذه الملاحظات بعين الإهتمام، وعدم شراء الأضحية إلا من عند من ثبتت لديهم أمانته، ونهيب بالمضحيين الكرام إلى ضرورة متابعة كافة مراحل الأضحية؛ من شراء وذبح وسلخ وتقطيع وتقسيم، وأن يراقبوا أضحيتهم؛ ضمانا لحقهم في أخذها كاملة غير منقوصة؛ ليتم توزيعها على من يستحقها من الأهل والأحبة والعائلات المستورة.
وإن كان في منطقتهم مسلخا؛ فليذهبوا إليه فقد تكون شروط النظافة متوفرة أكثر من غيره من الاماكن، وليراقبوا العاملين فيه أيضا، فهم ليس بأشد تقوى وورعا من أقرانهم الذين يعملون في الملاحم الخاصة أو على جنبات الطرقات.
كما نرجو من الإخوة أصحاب الملاحم ضرورة التأكد من سيرة أولئك الصبية المهنية؛ فأهل الكار يعرفون بعضهم وعليهم أيضا مراقبتهم أثناء كافة مراحل العمل للحد من تلك السلوكات الدنيئة في تلك الأيام الفضيلة.
ونسأل الله الهداية للجميع وننصح الجميع باستثمار هذه الأيام الفضيلة التي أخبر عنها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنها خير أيام الدنيا، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، قالوا يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشئ”
فقدموا لأنفسكم في هذه الايام خيرا ” وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً” ونسأل الله ان يهل علينا تلك الأيام الفضيلة ونحن والبلاد والعباد بأفضل حال.
وكل عام وانتم بألف خير