بشروا ولا تنفروا الأضاحي مرة أخرى الكاتب: صالح العجلوني

0 1٬677

العالم الان – لقد أتيتكم من الصريح بخبر مليح، فأنا أكره التذمر وأمقت التأفف ولا أطارد الأحداث والمظاهر السلبية لأزيد الناس هموما على همومهم، بل منهجي في الحياة أن أقدم الحلول العملية للملاحظات التي تقع عليها عيني أو تلك التي يصل إليها سمعي؛ فبعد مقالي السابق عن لصوص الأضاحي؛ تواصل معي فضيلة الشيخ عبدالسلام الطاهات رئيس لجنة زكاة وصدقات الصريح وإمام مسجد رياض الصالحين، وأثنى على ما جاء في ذلك المقال، وقدم لي ما كنت أبحث عنه من خطوات عملية للتخلص من المظاهر السلبية التي يرتكبها بعض سارقي الفرح، وقد أطلعني فضيلته على اجراءات تصلح ان تكون برنامج عمل وخطة ميدانية محكمة يمكن ان تكون أنموذجا تسترشد به باقي لجان الزكاة والصدقات في كافة المناطق، وخاصة تلك التي لا يتوفر بها مسالخ.
ومن جماليات هذه الخطة؛ أنها معدة بتنسيق رائع ومحكم بين البائع والمضحي ولجنة الزكاة؛ فالبائع من التجار الذين ثبتت أمانتهم ومصداقيتهم لدى أهالي المنطقة من حيث جودة السلعة، ونوع الخدمات التي يقدمها للمضحين؛ فهو يقدم كافة أنواع الأضحي؛ البلدية والمستوردة وقد تم تصنيف تلك الأضاحي بالتعاون مع لجنة زكاة وصدقات الصريح من حيث السعر والوزن وتم نشر تلك البيانات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ليكون المضحي على إطلاع تام على كافة البيانات المتعلقة بأضحيته وليقوم باختيار الأضحية التي تتفق مع ميزانيته، ولم يتركوا أمر السعر مبهما وهو كما تعلمون أمر مهم جدا للمستهلك، خاصة في ظل الظروف الإقتصادية السائدة، وقد علمت أن تلك الأسعار تعد أسعارا تفضيلية مقارنة بالأسعار الدارجة بالأسواق، إذ يخفى عليكم حجم التلاعب الذي يحصل بالأسعار؛ فهناك من يرفع السعر تبعا لنوع السيارة التي يترجل منها المشتري، وهناك من يرفع السعر بناء على نمرة السيارة؛ فإن كانت تحمل لوحة من لوحات الدول العربية المنتجة للنفط يرفع البائع او صبيانه السعر بشكل تلقائي، وهناك من يرفع السعر تبعا لماركة الإكسسوارات التي يحملها المشتري او يلبسها؛ كالنظارة الشمسية أو الهواتف الخلوية، أو الحلي والجواهر التي تتزين بهن السيدات، وغيرها من العوامل التي تثير جشع البائع وتدفعه لرفع السعر بغير وجه حق؛ فلذلك يعد عرض السعر مع الصنف بشكل مسبق من عوامل المصداقية وحسن النية.
وقد قامت لجنة زكاة وصدقات الصريح، بمجموعة من الإجراءات الهادفة للتسهيل على المضحين الكرام، من خلال جعل كافة التفاصيل المتعلقة بتلك الشعيرة مبهجة وميسرة وفي أجواء يسودها الود والمصداقية والاحترام؛ فقد قامت تلك اللجنة بتعيين مكان معلوم للناس للقيام بكافة الإجراءات المتعلقة بأمور الأضحية، واسمحوا لي أن أسرد عليكم خطتهم التي تمنح من يقصدهم للقيام بهذه الشعيرة العديد من المميزات التالية:
أولا- الأسعار حقيقية وفعلية دون زيادة أو نقصان؛ فاللجنة تقدم أضاحي مجزئة ومميزة، وبأسعار مغرية؛ حيث تعتمد اللجنة في شراء وبيع الأضاحي على نخبة من ذوي الخبرة الذين تبرعوا بجهودهم لوجه الله ثم خدمة للجنة والمضحين.
ثانيا- تقدم اللجنة خدمات الذبح والسلخ والتقطيع والتغليف مجانا؛ حيث توفر اللجة مسلخا كاملا مع طاقم من المختصين في الذبح والسلخ والتقطيع والتغليف.

ثالثا- توفر اللجنة خدمة توزيع الأضاحي على مستحقيها وفقا لخطة محكمة وسجلات تشتمل على بيانات للأسر المحتاجة وهذا بدوره يوفر العدالة في التوزيع لكافة الاسر المحتاجة والمسجلة في قوائم اللجنة.

رابعا- ومن الخدمات الملفتة للنظر وجود خدمة حفظ اللحوم؛ حيث يتوفر لدى اللجنة براد كبير (تريلا) لحفظ اللحوم وضمان صلاحيتها لحين توزيعها على مستحقيها.

خامسا- تقسيم الأضحية؛ فبعد الذبح والسلخ والتقطيع تترك اللجنة للمضحي حرية التصدق بكل الأضحية أو بجزء منها، ومن الجدير ذكره أن عملية التقطيع تتيح لمتلقي ذلك الجزء من الأضحية؛ طبخه دون الحاجة لتقطيعه في الملاحم، ولابد من التنويه هنا إلى ضرورة التبرع بجزء من الأضحية للجنة الزكاة؛ لتقوم بدورها بإهدائها لمستحقيها.
سادسا- توفير المكان المناسب؛ حيث يمكن للمضحي ان يؤدي صلاة عيد الأضحى في المسجد المجاور لهذا المسلخ الميداني إن جاز التعبير، وهذا بدوره يتيح للمضحي أن يؤدي هذه الشعيرة وهو مطمئن على نفسه وسيارته ومن يصطحب من أهله؛ حيث توفر اللجنة مكان انتظار مع تقديم ما تيسر من الضيافة للزوار الكرام، فيأخذ الشخص الذي يريد أن يضحي رقما يحدد دوره ويتم تعليم أضحيته ويجلس بانتظار دوره؛ ليشهد ذبح أضحيته بكل راحة وبعيدا عن الإزعاج وزحمة الطرقات، كما يوجد أيضا مكان خاص للنساء ممن يرغبن بحضور الأضحية،

ومن الجدير بالذكر أن اللجنة تقدم خدماتها تلك لمن يقوم بشراء الأضحية عن طريقهم أو عن طريق التاجر المعتمد لديهم او الشراء من أي مكان آخر يرغبه المضحي، على ان يكون الذبح عن طريق اللجنة التي تطمح إلى القيام بذبح ما يقرب من (400) أضحية في هذا العام .

وفي الختام نتقدم بالشكر الجزيل لكل من يقدم طرحا جميلا يهون على الناس أمور حياتهم، ونؤكد هنا على أننا لا ولن نعمل على سحب البساط من تحت أقدام أي أحد من إخوتنا تجار الأضاحي، ولا نقدم طرحنا هذا كمحاولة لإلغاء الآخر، أو منافسة لأحد؛ فالأرزاق من عند الله وبيده، ولكن نحن ندعوهم إلى تقديم حلول عملية وخطط منافسة تجعل من عيد الأضحى وشعيرة الأضحية حدثا مبهجا، وموسما للتنافس بالخيرات، ونقدم لهم ولغيرهم استراتيجية جديدة وعملية تجميل غير مسبوقة لشعيرة الأضحية، خاصة في المناطق التي لا يتوفر فيها مسالخ؛ فما سبق ذكره لم يقدم كدعاية لجهود لجنة زكاة وصدقات الصريح جزاهم الله خيرا بقدر ما هو نموذجا يحتذى لمن شاء ان يتأسى بتجربتهم لتعم الفائدة وليعم الأجر.
والله من وراء القصد وكل عام وانتم بألف خير

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد