ماذا قدمت الأحزاب الاردنية نصرة لغزة الكاتب: صالح عبدالله العجلوني

ماذا قدمت الأحزاب الاردنية نصرة لغزة الكاتب: #صالح عبدالله #العجلوني

0 102

العالم الان – ماذا قدمت الأحزاب الأردنية نصرة لغزة؟

بعد مايقرب من مرور نصف عام متواصل على جرائم الإبادة التي ترتكب بحق أهلنا في غزة، أتساءل: ماذا قدمت الأحزاب الأردنية -التي أجهل عددها- لوقف هذا العدوان الإجرامي على أهلنا هناك ؟ أو ماذا فعلت الأحزاب السياسية الاردنية لنصرة أهلنا في غزة؟ وياتي هذا التساؤل في ظل تقدم الجهود الرسمية والشعبية على الجهود الحزبية؟؟؟
لعل ما دفعني للكتابة حول الجهود الحزبية ومقارنتها بالجهود الرسمية والشعبية؛ هو ما شاهدناه من تقدم للجهود الرسمية والشعبية على الجهود الحزبية؛ فعلى الصعيد الرسمي كان السبق والتميز لرأس الدولة الاردنية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ومشاركته بشكل شخصي في عملية إنزال المعونات لأهلنا في غزة وكذلك الأداء المتميز لوزير خارجيتنا السيد أيمن الصفدي الممثل لرؤى جلالة الملك فقد بلغ الموقف الرسمي الاردني ذروته بالطلب من وزارة خارجية العدو بعدم عودة السفير الذي غادر الأردن في وقت سابق وكذاك استدعاء سفيرنا لدى الكيان الصهيوني ردا على الجرائم التي تقوم بها قوات الإحتلال بحق أهلنا في غزة، ولا ننسى كذلك دور مجلس نوابنا ونذكر جيدا كيف أطلق العدو أبواقه المسعورة لمهاجمة النائب الدكتور محمد العكور بل وتعداه فهاجم كل مجلس النواب وطالب بحله، وأما على الصعيد الشعبي؛ فقد أثلجت صدورنا تلك المبادرة التي قامت بها عشيرة الشياب في الصريح والتي استطاعت من خلالها إيصال وجبات الطعام لمركز إيواء مدرسة تل الزعتر الذي يشتمل على (300) أسرة ويصل عدد افراد تلك الأسر ما يقرب (1500) فردا في شمال غزة، وربما سبقهم غيرهم وبالتأكيد سيلحق بهم آخرون وهذا تنافس مطلوب ومحبوب.
وأمام تلك الأفعال الرسمية والشعبية؛ نلتفت ونتساءل ماذا قدمت أحزابنا التي تسعى لتكريس وجودها وتشدد على أن العمل الحزبي المنظم ضروري وأساسي في المشهد السياسي، ونحن لا ننكر عليها ذلك.

فكما هو معلوم لدى الجميع أن الأحزاب السياسية وليدة مخاض فكري عميق وأنها ذات رؤية ورسالة وبرامج وهذا يجعلنا نتساءل أيضا عن خطط تلك الأحزاب في مواجهة تداعيات هذه الجريمة الأكبر والأخطر التي تمر على جغرافيتنا في تاريخنا الحديث؟؟؟

فما هي برامج تلك الأحزاب بعد قراءة الواقع والوقائع؟؟؟
وهل تدرك أحزابنا خطورة ما يدور حولنا؟؟ أم أن أحزابنا غارقة في شرح نظامها الداخلي لمنتسبيها الجدد، وغارقة في دراسة قانون الانتخابات لتستطيع من خلاله النفاذ إلى مجلس النواب بأكبر عدد ممكن من الأعضاء، أم أن أحزابنا تعاني من بطء في قراءة الواقع، وعجز في الاستجابة لمتطلبات اللحظة ؟؟؟

أمّا لماذا اخص الاحزاب الاردنية دون سواها بهذه التساؤلات ؟؟ فلأنها الاقرب دمًا وجغرافيا وتاريخيا من فلسطين الأرض والقضية والدين والإنسان واللسان.

وأعتقد جازما أن أغلب الأحزاب الأردنية إن لم يكن كلها تمتلك كلاشيهات جاهزة للرد على تساؤلاتي السابقة وهذا يقودنا الى الإيمان بأن تلك الاحزاب تصدر عن مشكاة واحدة أو لنقل تشرب من نفس النبع.

أما لماذا اطلقت كل تلك التساؤلات السابقة حول الفعاليات الحزبية تجاه الجرائم الصهيونية الحالية ؟؟
فالسبب الأول هو للتمييز بين الجهود الشعبية التي يمكن أن تقوم بها العشيرة كما سبق ذكره في بداية الحديث أو الحارة أو القرية أو الحي كما كان في حي الطفايلة في عمان أو أي مؤسسة أو جامعة أو شركة أو…الخ، والجهود الحزبية القائمة على فكر حزبي عميق وعمل منظم مستند الى مبادئ ذلك الحزب وخططه وبرامجه التي يجب أن تختلف شكلا ومضمونا عن الجهود الشعبية القائمة على الفزعة والحماسة والحمية.

ربما يقول قائل: أن الأحزاب قد نظمت الندوات والوقفات والمظاهرات والاعتصامات وغيرها من النشاطات نصرة لأهلنا في غزة، وتلك الأعمال برأيي لا تحتاج إلى كيان حزبي لتصدر عنه؛ فالمظاهرات والندوات والاعتصامات هي أفعال يقوى على تنظيمها أي كيان اجتماعي أو مهني أو أي شخصية شعبية وهي ليست حكرا على الأحزاب.

وأما السبب الثاني فيكمن في السؤال الذي يقول:
لماذا انتسب لأي حزب، ما دمت قادرا على ممارسة كل الأفعال التي تصدر عن الحزب تحت مظلات موازية بل وربما متقدمة عنه؛ كالعشيرة والحي والقرية والمهنة والتي يتفوق الانتماء لها على إي انتماء حزبي.

وأنا هنا لست في معرض الهجوم على الأحزاب او الانتقاص من قدرها؛ ولكن أنا هنا أتساءل تساؤل المستفهم لا تساؤل المستهتر أو المنكر؛ فليس من المنطق في شيء ان تسبق الجهود الفردية أو العشائرية أو المهنية الجهود الحزبية في التصدي لتلك الجرائم بالإمكانات المتاحة؛ كالوقفة والمظاهرة والندوة، وليس من المنطق أيضا أن تتساوى تلك الجهود مع جهود الأحزاب؛ لأنه في كلا الحالتين السبق أو التساوي؛ يدل ذلك على قصور جلي بالعمل الحزبي وأدواته وآلياته واستراتيجياته؛ فليس من المنطق أيضا أن تستعير أحزابنا استراتيجيات الجهات الشعبية أو المهنية أو الفردية للرد على تلك الجرائم.

وأما ما هي تلك الأدوات والآليات والاستراتيجيات الحزبية التي يجب أن تمارس في ظل هذه الظروف التاريخية الخطيرة؛ فإني أضع الكرة في ملعب منظري تلك الأحزاب ليجلوها لنا إن كانت موجودة أصلا، او ليوجدوها إن كانت مفقودة؛ فالعمل الحزبي المبني على رؤى وبرامج وسياسات واضحة لا ينبغي أن يكون مسبوقا أو متساويا مع أي عمل من أي جهة شعبية أخرى وإن تشابهت الأهداف؛ فلا بد للعمل الحزبي أن يكون أكثر مؤسسية وأكثر نضجا وأكثر استدامة كونه مبني على خرائط سير واضحة المعالم ومتسلحا بالترخيص الذي يمنحه شرعية الفعل السياسي المنضبط والمنتمي للوطن والواقع معا، ويجب أن يكون ذلك الفعل أدوم كونه عمل مؤسسي وليس شعبي؛ فإن كان السبق للفعل الشعبي أو تساوى الفعل الشعبي مع الفعل الحزبي؛ فإني أرى أن العمل الحزبي لا محل له من الإعراب في جملة الحدث، وليس هناك ما يبرر الانتساب إليه إلى أن يثبت العكس.
نصر الله أهلنا في غزة والخزي والهزيمة للمعتدين الأشرار.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد