الدكتور أبوغزاله يلقي خطابا رئيسا في جامعة كولومبيا في نيويورك
العالم الآن – ألقى سعادة الدكتور طلال أبوغزاله خطابا رئيسا في جامعة كولومبيا العريقة في نيويورك، وبدعوة من اتحاد الطلاب العرب في الجامعة بالتعاون مع مراكز جامعة كولومبيا العالمية، تحدث خلاله عن رؤيته لعالم عربي قائم على المعرفة، التي كرس حياته، كما أكد في خطابه، “خدمة لها”، واصفا نفسه بأنه “عامل معرفي منذ العام 1965″، يعمل دوما على نقل المعرفة للشباب وتشجيعهم على الإبداع والتميز في مختلف أرجاء الوطن العربي.
وركز أبوغزاله، في كلمته، على ما أسماه بناء الثروة استنادا إلى الإنتاج المعرفي الإبداعي، ضاربا المثال تلو الآخر على نجاح أفراد في العالم في خلق ثروات طائلة، بالاعتماد فقط على الإبداع ومنهم مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرج، ومخترع الواتس آب جان كوم، مؤكدا أن العالم العربي يزخر بإمكانات لا تقل إبداعا عن هذه الأمثلة.
ورأى الدكتور أبوغزاله، فيما تقدم من نموذجين، إلهاما للشباب العربي لقلب واقعهم وتحقيق أحلامهم من خلال الولوج في عالم الفكر والابتكار والتميز اعتمادا على تكنولوجيا المعرفة، التي رأى أنها لا تقدر بثمن، وأنها أهم مصدر للثروة، متقدمة بذلك على أغنى شركات النفط والبنوك والأسلحة والأغذية والأدوية وغيرها في العالم.
وأكد أبوغزاله أن إيمانه بما تقدم كان الدافع وراء إطلاقه لكلية طلال أبوغزاله الجامعية للإبداع، لتبدأ أعمالها خلال أسابيع، وليكون هدفها تخريج المخترعين العرب أصحاب الإبداعات المعرفية، وصولا إلى صناعة مجتمع عربي ينتج المعرفة، والتحول في النهاية من المجتمعات المدنية إلى المجتمعات الإبداعية.
وبناء على ذلك، تحدث أبوغزاله عن رؤيته لبناء مجتمع عربي عصري من خلال إطلاق خطة معرفية شاملة للعالم العربي، ليكون تأثيرها بحجم خطة مارشال الشهيرة لإعادة إعمار أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
من جهة أخرى، أشار أبوغزاله، خلال الخطاب، إلى كتابه الجديد “العالم المعرفي المتوقد“، والذي سيطلقه قريبا لشرح رؤيته وفلسفته، على مدار 80 عاما من العمر، لثورة المعرفة وتأثيرها في مسيرة البشرية.
واستذكر في هذا الصدد، درس الكمبيوتر الأول له، والذي جاء في العام 1968، وكيف تغير العالم منذ ذلك الوقت، اعتمادا على التطور الهائل في التكنولوجيا وتقنيات المعلومات والاتصالات.
كما تحدث في كلمته، التي لقيت اهتماما كبيرا من أساتذة وطلاب جامعة كولومبيا الرائدة، عن مراحل تأسيس مجموعة طلال أبوغزاله العالمية، والتي بدأت بحلم بسيط تطور، بالمثابرة والصبر والانفتاح على تجارب العالم، لتغدو من أكبر مجموعات الخدمات المهنية على مستوى العالم، بعدد فروع ومكاتب تمثيلية يزيد عن 100، وبما يشمل أكبر شركة حماية ملكية فكرية على مستوى العالم.
وأشار أبوغزاله، في رده على عدد من أسئلة الحضور بعد الخطاب، إلى المستقبل المزهر الذي ينتظر المنطقة العربية، وهو ما يفسر سر اهتمام العالم بها، حيث توقع أن يكون هناك مرحلة إعادة إعمار خلال الأعوام القادمة، وفي أعقاب ما يسمى بالربيع العربي الذي وصفه أبوغزاله بالخريف العربي، وصولا إلى نهضة عربية شاملة في مختلف المجالات تعيد للأمة العربية مساهمتها الرائدة في صنع التاريخ البشري.
وكان نائب رئيس جامعة كولومبيا لشؤون المراكز العالمية للجامعة والتنمية الدولية، الدكتور صفوان المصري، قد أشاد، خلال تقديمه للدكتور أبوغزاله، بمسيرته ونجاحه في بناء مجموعة أعمال عربية رائدة، ليس على مستوى الشرق الأوسط فقط، بل العالم أجمع.
وثمن سياسة المجموعة العالمية في تخصيصها لنصف أرباحها سنويا لدعم المجتمعات المحلية على امتداد الوطن العربي، وعلى دعم الدكتور أبوغزاله للعلم والمعرفة في مختلف المحافل عربيا وإقليميا وعالميا.
ووصف المصري أبوغزاله بالقدوة للعديد من المبدعين العرب، الذين ينظرون إلى مسيرته بكل فخر وإعجاب وإلهام.
من جهتها، رحبت رئيسة اتحاد الطلاب العرب في جامعة كولومبيا، رحمه السيسي، بالدكتور أبوغزاله، متقدمة بالشكر له على تخصيص الوقت والجهد للقاء طلاب الجامعة العرب والحديث إليهم، رغم جدول عمله المزدحم.
وأعربت عن تطلعها لإدامة التواصل مع شخصية عربية رائدة بحجم أبوغزاله، للاستفادة من تجاربه وما يقدمه من خدمات للشباب العربي دعما لآمالهم وطموحاتهم.
وتلقى الدكتور أبوغزاله، على هامش زيارته لجامعة كولومبيا وخطابه أمام نخبة من أساتذتها وطلابها، درعا من اتحاد الطلاب العرب في الجامعة تقديرا لجهوده وإنجازاته المعرفية على المستوى العربي والدولي.
وبحسب ما جاء على موقع مراكز جامعة كولومبيا العالمية، فإن الدكتور أبوغزاله يعد من قادة الأعمال البارزين، وصاحب رؤية في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم العربي، إضافة إلى أن مؤسس مجموعة طلال أبوغزاله العالمية، والتي تعمل من خلال أكثر من 100 مكتب حول العالم، قد قاد وبنجاح، وعلى مدى السنوات الـ45 الماضية، العديد من مبادرات بناء القدرات الإقليمية والدولية في مجالات التعليم والبحث العلمي، وتمكين الشباب، وتنمية الوعي بأهمية الملكية الفكرية، وبناء الثروة اعتمادا على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتأتي زيارة الدكتور أبوغزاله إلى جامعة كولومبيا بعد دعوات وزيارات له إلى جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة هارفرد في مدينة بوسطن الأمريكية خلال شهر إبريل الماضي، والتي تعد من أوائل الجامعات الريادية على مستوى العالم، وذلك تقديرا للمكانة العلمية والمعرفية والمجتمعية والاحترام الكبير الذي يحظى به الدكتور أبوغزاله وفكره المستنير في مختلف أرجاء العالم.