حدود الشجاعة – هيثم العجلوني – فلوريدا

. ما هو مقياس الشجاعة ؟ المشي على حبل مشدود بين شاهقيْن، عبور المحيط بقارب صغير ، ام الصعود للفضاء والقفز من مداره بواسطة مظلّه ؟ لا مقياس ، ولم يكف الانسان عن الذهاب بالشجاعه البشريه الى أقصى الحدود المعروفه لديه ، ويستكشف مدى محدوديّته هو ! مخلوقٌ ضعيف ، بيْد انه ذكي ، لا يتوقف عن محاولاته للسيطره والهيمنة على كل ما يقابله ، من بني جنسه او اية مخلوقات اخرى ! فمرّة يركب الأفيال ، ويروّض الاسود ، ومرّة يطوّر ويتطوّر ليصطاد كل ما يطير في الفضاء او يسبح تحت الماء ، فضولي لا يكف ، وقد ذهبت ذات خريف الى غابة سوداء ، فحضرتْ سريّة من البشر يعدّون لتصوير فيلم وثائقي عن حياة عمق الغابه وليس الغابه ، أعادتني الاَلات الفائقة التطور والمعدات والمؤن ومستوى التأهب وفائض المعنويات ، الى ما قرأته عبر السنين عن رحالة القرنين السابع والثامن عشر !! وكان المستكشف البريطاني ريتشارد بورتون في عام 1856 يهيّىء لقافلة سترافقه في غابات زنجبار بحثاً عن منابع النيل ، وقد حاول صديقه الدبلوماسي البريطاني الذي أقام هناك بثنيه عن المغامره، وراح يروي له حكاية رحاله فرنسي وقع بين أيدي ” ليس مهمّاً من ” لكن في الصومال ، إذ أوثقوه الى شجره وراحوا يقطعون أطرافه ببرود ، الى ان أشفقوا عليه في النهايه وقطعوا رأسه ، ولكنه مضى في رحلته وعاد بطعنة حربه في وجهه فقط ! لا لن يكف ، وليس مزاحاً، عندما فشل في ترويض الأفاعي ، عزف لها لكي ترقص .. هيثم