لا تقل ابداً – هيثم العجلوني – فلوريدا
العالم الآن- . زار شركتنا صبيحة يوم ماطر منذ عدة سنوات شاب عشريني نحيف واضح انه بذل جهداً لكي يظهر انيقاً في ذلك الصباح ، ولكن انعكاس الطقس بدى وقد افسد عليه جهوده ، لاحظته من بعيد وقد امضى بضعة دقائق في قاعة الاستقبال ، تحدث خلالها مع الموظفات ومن ثم مع مديرة مكتبي في ضوء اصراره على مقابلة الرئيس ، ولكنه لم يُفلح وانصرف ، فاقتربت اثناء انصرافه وسألت عن أمره ، فقيل لي بانه مهاجر جديد ، يبحث عن عمل على الأقدام ، وقد تم أفهامه بضرورة تعبئة طلب وظيفه رفقة سيرته الذاتيه عبر موقع الشركه الالكتروني قبل الحصول على فرصة مقابله ، غير ان الشاب حسب رأيهن لا فائده تُرجى منه إذ ان لغته الانجليزيه فقيره ، وليس لديه اية مؤهلات تناسب الشركه ، فتم صرفه ، قلت رجاءً اتبعوه واستدعوه ، وبعد ان امضيت معه في مكتبي نحو ثلث الساعه ، خرجت وطلبت من مديرة مكتبي المباشره فوراً باجراءات تعيينه ، فسألت بدهشه ، في اية دائره وماذا !! قلت سأقرر لاحقاً ، فأردفت عجباً ، وهل وجدت لديه اية مؤهلات تناسبنا !! فانا لم اجد فيه او لديه شيء على الإطلاق !! قلت ، بل وجدت ان لديه ما يكفي ، لديه الاراده ودكتوراه في الامل ،،، بعد بضعة سنوات ، تمكن الشاب من ان يجعل من نفسه امراً لا يصدق …