كيف احتفى الفلسطينيون بفوز رشيدة طليب بعضوية الكونغرس؟
العالم الآن – تسود حالة من الاحتفاء في الضفة الغربية بفوز أول أمريكية من أصل فلسطيني بعضوية مجلس النواب في الولايات المتحدة.
وفازت رشيدة طليب (42 عاما) بمقعدها عن ولاية ميشيغان في انتخابات التجديد النصفي للبرلمان الأمريكي (الكونغرس).
وبالإضافة إلى كونها أول امرأة من أصل فلسطيني تصل إلى هذا الموقع، فقد أصبحت بفوزها كذلك واحدة من أول امرأتين مسلمتين في مجلس النواب.
وفي ما يبدو لم تمنع آلاف الأميال التي تفصل الضفة الغربية وميشيغان الناس في مسقط رأس عائلة طليب من الاحتفال بفوزها.
وأفردت وسائل الإعلام المحلية مساحات واسعة من تغطيتها لسرد تاريخ عائلة طليب قبل هجرتهم إلى الولايات المتحدة.
وركزت الصحف الرئيسية في عناوين أخبارها على أصول طليب الفلسطينية العربية وديانتها الإسلامية.
واقتبست صحيفة “الحياة الجديدة”، التابعة للسلطة الفلسطينية، عن طليب قولها إنها تنوي دخول مجلس النواب الأمريكي بالثوب الفلسطيني، وهو لباس تقليدي مطرز يدوياً يعتبره الفلسطينيون جزءاً هاماً من تراثهم وهويتهم.
كما تصدّر خبر وصول طليب إلى مجلس النواب الأمريكي نشرات الأخبار في مختلف الإذاعات المحلية الفلسطينية.
ولم تقتصر حالة الاحتفاء على وسائل الإعلام.
فقد بدأت عائلة طليب استقبال المهنئين في ديوان العائلة منذ إعلان الخبر.
وأعلنت الأسرة، في تصريحات لبي بي سي، أنها تنوي إقامة احتفالية في قرية بيت عور فور تسلّم ابنتهم منصبها بشكلٍ رسمي في يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقال خالها بسام طليب إنه منذ إعلان الفوز، لم تتوقف الاتصالات سواء للتهنئة أو لطلب إجراء مقابلات من قبل وسائل إعلام محلية ودولية.
وبالإضافة إلى هذا، تداول كثيرون من الفلسطينيين صور طليب ومعلومات عنها عبر شتى وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبر بعضهم أن نجاحها نصر لكافة الفلسطينيين.
وفي أعقاب الفوز، انتشر فيديو يظهر طليب مع عائلتها لحظة إعلان النتائج، حيث وضعت والدتها العلم الفلسطيني على كتفي ابنتها التي انخرطت في البكاء، فيما انطلقت الزغاريد من حولها.
وتقول طليب في الفيديو “أمي هذه التي ترونها من قرية صغيرة في الضفة الغربية، ورغم أن الساعة هناك الآن هي الخامسة فجراً، إلا أن عائلتي هناك، جدتي وخالاتي وأعمامي، كلهم ملتصقون بالتلفاز ينتظرون إعلان النتائج ويشاهدون حفيدتهم التي تحملهم معها أينما ذهبت كامرأة فلسطينية أمريكية مسلمة فخورة”.
ولدت طليب في الولايات المتحدة، ولم تعش في الضفة الغربية لكنها كانت تزور قرية والدتها في العطل الصيفية. وكانت آخر هذه الزيارات في الصيف الماضي.
هي واحدة من 14 ابناً وابنة لأب فلسطيني من بلدة بيت حنينا، شمال القدس، وأم تعود أصولها لقرية بيت عور الفوقا، شرقي مدينة رام الله، في الضفة الغربية.
تحمل طليب شهادات في العلوم السياسية والقانون، وعرفت بنشاطها كحقوقية في القضايا المتعلقة بالعدالة الاقتصادية والبيئة والتعليم ومحو الأمية والقضايا التي تمس الحياة اليومية للناس.
وفقاً لموقعها الاإكتروني، تتبع طليب سياسة الحشد لقضايا المجتمع، وذلك من خلال تخطيط وصياغة برامجها الانتخابية بالشراكة مع مجتمعها المحلي الذي تخدمه وليس بالاعتماد على جماعات الضغط والمناصرة.
احتفى كثير من الفلسطينيين بالفعل بفوز طليب، لكن لاحقا تحوّل النقاش إلى واقع الشباب الفلسطيني والعربي، ومدى توفر الفرص لهم للوصول إلى مواقع صنع القرار في بلادهم مقارنةً بالبلاد التي يهاجرون إليها. كما طرح المحامي والحقوقي الفلسطيني ماجد عاروري بموقع فيسبوك تساؤلات حول فرص الشباب والنساء بالوصول إلى مواقع قيادية، قائلا “إن كنت شاباً فلسطينياً، ولديك حلم الوصول إلى منصب سياسي عام، ابحث عنه خارج فلسطين” .كتب المدون الفلسطيني المقيم في الدوحة محمد الشيخ يوسف على فيسبوك: ” لدينا هوس باللطميات واللطميات المضادة، لماذا يسخر البعض من احتفاء العرب بفوز رشيدة طليب وإلهان عمر في انتخابات الكونغرس الأميركي؟”” BBC ”